Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل الإدراج الضخم لـ"كوين بيز" في البورصة مرحلة مفصلية للعملات المشفرة؟

شركتها ترغب في قبول من "وول ستريت" لكن نقطة التحول ربما لم تأتِ بعد

تتابع العملات الرقمية والمشفرة مسار صعود قوي في ظل التعافي من جائحة كورونا (أ ب)

لقد وُصِف الاقتراب السريع لـ"كوين بيز" من الانطلاق في السوق بأنه نضج في قطاع العملات المشفرة. ولو شكل الأمر فيلماً عن ذلك الصنف، لحاز موازنة إنتاجية مرتفعة بما يكفي لجعل فيلم "المنتقمون: نهاية اللعبة" يبدو شريطاً بموازنة مستقلة خفيفة.

وفي بعض الأحيان، جرى الحديث عن تقييمات للشركة تصل إلى 100 مليار دولار، حين تنضم إلى بورصة "ناسداك"، ما غطّى على شركات كـ"بريتيش بتروليوم" أو "غلاكسو سميث كلاين".

وأثناء الحملة الدعائية، كان في مقدور المرء أن يرى شركة "“كوين بيز”تتفوق في تقييمات مجموع قيمة "البورصات العابرة للقارات" (التي تمتلك بورصة نيويورك وغيرها) و"مجموعة بورصة لندن". وتبلغ قيمة الاثنتين معاً حوالى 120 مليار دولار.

وإذ ركبت "“كوين بيز” موجة العملات المشفرة، كسبت في الفصل الأول مالاً أكثر مما فعلت خلال العام الماضي كله. ويساعد نمو كهذا في تفسير بعض الإثارة.

وفي ذلك الصدد، أشار المؤسس والرئيس التنفيذي بريان أرمسترونغ إلى أن "العملة المشفرة تشهد الآن اللحظة ذاتها التي شهدتها نتسكايب [من أوائل محركات تصفح الإنترنت، لكنها اختفت بعد تألق]"، معززاً الإثارة خلال قمة مخصصة لـ"إيثيريوم"، العملة المشفرة المنافسة لـ"بيتكوين"، استضافتها نيويورك. وحمل كلامه إشارة إلى الإدراج في البورصة الذي أطلق ازدهار التجارة الإلكترونية.

لكن، في حين أصبحت العملات المشفرة مقبولة على نحو متزايد باعتبارها فئة من الأصول في "وول ستريت"، حتى في رأي المشككين، فهل يمثل إدراج "“كوين بيز”حقاً مرحلة مفصلية؟

قد تكون الشركة تنمو بسرعة مثل الأعشاب اليابانية في حديقة إنجليزية لكنها ليست بورصة كالبورصتين المذكورتين أعلاه، إذ تعمل البورصات عبر إجراء تطابق بين المشترين وباعة الأوراق المالية المسعّرة، وهي مدعومة بمؤسسات للمقاصة والتسويات، وتخضع كلها لضوابط تنظيمية صارمة.

وفي المقابل، لا تعمل "“كوين بيز”والشركات النظيرة لها، ثمة كثير منها ومن المستبعد أن تتأخر "كراكن" في إدراج نفسها في البورصة أيضاً، بتلك الطريقة [التي تعمل بها البورصات]. وفي الأقل، إنها لا تفعل ذلك الآن.

واستطراداً، يُعدّ الإشراف على هذه الشركات في واقع الأمر بمثابة فوضى عارمة. وكذلك لا يخضع بعضها لتنظيم تشريعي بأي شكل ذي مغزى. في المقابل، ليست "“كوين بيز”في هذا الموقف. فعلى غرار عدد من الشركات الأخرى، سُجّلت "“كوين بيز”شركة للخدمات المالية. وتضطر تلك الشركات إلى تسجيل نفسها مع هيئات رقابية.

لكن هذا لا يعني أن تداولاتها أو أنشطتها كبورصات تخضع  للرقابة بمثل ما هي الحال مع بورصة نيويورك، أو بورصة لندن، أو "ناسداك"، أو أنها تعمل بالطريقة ذاتها، إلى حد كبير.

وفي نص مكتوب لمصلحة "كلية لندن للاقتصاد"، وصف مدير العمل المصرفي والتمويل في "مركز الإدارة المستندة إلى الأدلة" مارتن ووكر، تنظيم العملات المشفرة بأنه "مثار قلق شديد"، إذ تركز الهيئات الرقابية التي يسبب القطاع بأسره صداعاً لها، إلى حد كبير على مكافحة غسل الأموال من ناحية، وتحذير المستهلكين من الناحية الأخرى.

 

ومن بين الأمثلة على التركيز الأخير، يبرز تحذير "هيئة السلوك المالي" القائل "احترسوا من خسارة كل شيء" بداية هذا العام. كذلك حظرت الهيئة بيع المشتقات المشفرة والسندات المشفرة المتداولة في البورصات، [بيعها] إلى المستثمرين بالتجزئة. ويزعم المنتقدون أن في هذا ظلم وعدم إنصاف للمستثمرين بالتجزئة، متمثلاً في تحذيرهم من المخاطر، لكن الزعم ليس من دون مبرر.

وفي ذلك الشأن، ذكر ووكر أنه "في عموم الأمر، تفتقر العملات المشفرة إلى شخص مسؤول حقاً عن العمليات الأساسية كنقل الملكية والتصديق على التجارة وإنشاء العملات المشفرة. ويشكّل هذا قلقاً لا يمكن التعامل معه في نهاية المطاف إلا بقبول الموقف أو الحظر التام".

ولنكن صادقين. لقد حصل ما حصل. إذ وُجدت العملات المشفرة كي تبقى، ما يعني أن المنظمين سيضطرون إلى قبول الوضع والتعامل معه بأفضل ما يمكنهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطراداً، يقدّم ووكر لهم فرصة موجودة، مشيراً إلى "أن الافتقار الكامل تقريباً إلى التنظيم في العمليات البالغة المركزية بالنسبة إلى بورصات العملات المشفرة، لا بد من أن يكون فجوة يسهل سدّها".

وستصبح الحياة أكثر تعقيداً من أي وقت آخر بالنسبة إلى الشركات على غرار "كوينبايس"، إذا قررت الهيئات الرقابية في العالم النهوض بمحاولة جادة لتحقيق هذه الغاية.

وثمة سبب وجيه يجعل التنظيم يستهلك جزءًا مهماً من الصفحات الـ60 (احصوها) الخاصة بالتحذيرات من المخاطر، في نشرة الشركة الموجهة إلى البورصة.

بالنسبة إلى العملات المشفرة كصنف من صنوف الأصول، قد يشكل الإشراف المناسب على بورصات هذه العملات، نتيجة جيدة جداً في الواقع. وقد يمثل حقاً مرحلة مفصلية.

في المقابل، ستكون لدى حملة أسهم "“كوين بيز” أسباب أقل للبهجة. ففريق الإدارة الشبابي (نسبياً) يتعين عليه أن يبدأ بالتعامل مع أمور كالإشراف على التسويات التجارية ومتطلبات رأس المال ومسائل كثيرة أخرى.

وكخلاصة، شكّل طرح "“كوين بيز”أكبر إدراج أميركي في البورصة منذ طرح "فيسبوك". وتذكيراً، لقد استمرت تلك الشركة [فيسبوك] في قمع المشككين فيها جميعاً، مبررة تقييمها المرتفع مرات عدة. وقد تجد "“كوين بيز”صعوبة أكبر في تكرار تلك الخدعة.

© The Independent

المزيد من عملات رقمية