Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ولادة "إقليم جنوب غربي إثيوبيا" تزامنا مع الانتخابات البرلمانية

توترات قومية وقضية سد النهضة تشكل تحدياً سياسياً له أثره وتداعياته

تاريخ المطالبة بمولد الإقليم الـ 11 الجديد يعود إلى عهد حكومة ملس زيناوي التي عملت على ضم خمس مناطق قومية جنوب غربي إثيوبيا عام 1992 (رويترز)

أعلن مجلس الانتخابات الإثيوبي إجراء استفتاء على إنشاء الإقليم الـ 11 في يونيو (حزيران) المقبل، وذكر المجلس، وهو هيئة دستورية مستقلة، في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، أنه "سينظم عملية استفتاء "إقليم جنوب غربي إثيوبيا" بالتزامن مع الانتخابات العامة المقررة في الخامس من يونيو المقبل"، والإقليم الجديد الذي يحمل اسم "شعب جنوب غربي إثيوبيا"، هو ثاني إقليم تتم تسميته ومنحه سلطات فيدرالية بعد إقليم "السيداما" الذي تشكّل العام الماضي.

الإقليم الـ 11

وأوضح المجلس في بيانه أن "إقليم شعب جنوب غربي إثيوبيا"، الذي يتكون من خمس مناطق هي (كونتا، وغرب أورومو، وبينش شكو، وكافا داور، وشيكا) يجرى عليه الاستفتاء، وفي حال تصويت سكان هذه المناطق بالموافقة، سيصبح الإقليم الـ 11، قائماً بذاته بعد أن كانت شعوبه ضمن "إقليم شعب جنوب إثيوبيا"، ومن المقرر أن يصوت أهل الإقليم الجديد في عملية الاستفتاء تزامناً مع تصويتهم في الانتخابات العامة.

وتشهد إثيوبيا في الخامس من يونيو إجراء انتخابات برلمانية يتنافس فيها 47 حزباً في مقدمها حزب "الازدهار" الذي يقوده رئيس الوزراء آبي أحمد.

ووفق التوقعات التي أعلن عنها مجلس الانتخابات، من المقرر مشاركة 50 مليون ناخب في الانتخابات القومية، من كل أرجاء البلاد، لاختيار 547 نائباً يشكلون البرلمان والمجالس الإقليمية.

كما يشارك في التنظيم والمراقبة 152 ألف موظف في عملية تسجيل الناخبين، بحسب بيانات للمجلس، كما تشير أرقام المجلس إلى مشاركة نحو 254 ألف موظف في أكثر من 50 ألف مركز للتسجيل، خلال عملية الاقتراع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معلوم أن هذه الانتخابات جرى تأخيرها عن موعدها الذي كان مقرراً في 29 أغسطس (آب) الماضي بسبب جائحة كورونا، ما أدى إلى نشوء أزمة سياسية، واتهمت جهات حزبية حكومة آبي أحمد بمخالفة الدستور بعد انتهاء فترة لايتها.

وتشير التوقعات إلى ترجيح كفة رئيس الوزراء وحزب "الازدهار" الذي يترأسه في هذه الانتخابات لتبنيه روئ قومية لنهضة اقتصادية شاملة، مقارنة بالأحزاب المنافسة، لا سيما بعد تمرد حزب "جبهة تحرير تيغراي" وإخراجه من العملية السياسية في ظروف عملية إنفاذ القانون، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ظروف غير مؤاتية

وفي وقت بدأت الحكومة عملية تسجيل الناخبين منذ 26 مارس (آذار)، الماضي، تشهد الساحة الإثيوبية ظروفاً غير مؤاتية، لا سيما في ظل أعمال العنف التي شهدتها منطقة "أمهرة"، والتي أسفرت عن مقتل وجرح المئات، فضلاً عن إحراق آلاف المنازل، وتدور مواجهات بين إثنيتي "الأمهرة" و"الأورومو"، وهما المجموعتان العرقيتان الرئيسيّتان في إثيوبيا.

والشهر الماضي، أعلنت مفوضية شرطة إقليم "أوروميا" مقتل 28 مدنياً وإصابة 12 آخرين غرب منطقة "وللغا".

كما أعلن مسؤول إقليمي، في السادس من أبريل (نيسان)، مقتل 100 شخص على الأقل في اشتباكات شهدتها الحدود بين منطقة عفار والمنطقة الصومالية في إثيوبيا.

العملية الديمقراطية

وإلى جنب التوترات القومية، وظروف إقليم "تيغراي"، لا تزال قضية سد النهضة والأزمة بين إثيوبيا وكل من مصر والسودان، تشكل تحدياً سياسياً له أثره وانعكاساته.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد وصف الانتخابات المقبلة "بأنها مليئة بالفرص والآمال والتحديات، وأنها فرصة للإثيوبيين من أجل العمل معاً للسلام والاستقرار وإرساء الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة".

مطالب وحقوق

ويعود تاريخ المطالبة بمولد الإقليم الـ 11 الجديد، إلى عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق ملس زيناوي، التي عملت على ضم خمس مناطق قومية في جنوب غربي إثيوبيا عام 1992 تحت اسم "إقليم شعوب جنوب إثيوبيا"، ومنذ ذلك الحين، ظلت هذه القوميات تطالب بإنشاء إقليمها الخاص.

وأقرت الحكومة الحالية مطلب قوميات جنوب غربي إثيوبيا الخمس، بشكل رسمي في 30 من سبتمبر (أيلول) الماضي، كما يأتي استفتاء الإقليم، بعد عام من ميلاد الإقليم الـ 10 لقومية "السيداما".

ويضم إقليم جنوب إثيوبيا 56 قومية من القوميات الصغيرة المشكلة للإقليم، وتربطه حدود مترامية مع دولتي كينيا وجنوب السودان، وكل من إقليمي "قامبيلا" و"أوروميا".

ويكفل الدستور الإثيوبي لكل الجماعات والقوميات حق التصويت على إقامة إقليم جديد ضمن النظام الفيدرالي، إذا طالبت بذلك، وفق شروط معينة، ويضمن لها حقوقاً كتحصيل بعض الضرائب، واختيار اللغة الرسمية للإقليم، وإدارة قوات أمن خاصة، وسن قوانين بشأن قضايا مثل التعليم وإدارة الأراضي.

المزيد من تقارير