Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يسبب أكبر انخفاض في العمر المتوقع داخل بريطانيا

دور فيروس كورونا في هذا التراجع يظهر مدى أضرار الجائحة

قد يرتفع متوسط العمر المتوقع مجدداً بعد زوال الجائحة (غيتي)

تبين أن جائحة فيروس كورونا سببت أكبر انخفاض في متوسط العمر المتوقع منذ الحرب العالمية الثانية في إنجلترا، بحسب بيانات صدرت أخيراً.

وجاء في البيانات أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة تراجع بمقدار 1.3 سنة للرجال، و0.9 سنة للنساء في 2020 بالمقارنة مع 2019، علماً بأنه يشكل الانخفاض الأكبر في متوسط العمر المتوقع الذي تسجله إنجلترا منذ الفترة الممتدة بين 1939 و1940.

وكذلك أظهرت البيانات التي نشرتها هيئة "الصحة العامة في إنجلترا "Public Health England، الخميس الماضي، إلى أن متوسط العمر المتوقع تناقص بصورة حادة خلال النصف الأول من العام الماضي، تزامناً مع الموجة الأولى من جائحة كورونا في البلاد.

بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) 2020، هبط متوسط العمر المتوقع عند الولادة بالنسبة إلى الرجال بمقدار 1.7 سنة بالمقارنة مع الأشهر الستة نفسها في 2019. أما بالنسبة إلى النساء، فبلغ الانخفاض 1.5 سنة.

ذكرت هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" أن الأرقام الواردة لا تعني أن سنوات عمر الأطفال ستتناقص بالمقدار المذكور عينه، ذلك أن معدلات الوفيات ستتغير بمرور الوقت، بيد أن الأرقام شكلت طريقة بديلة لتبيان التأثير الذي تطرحه وفيات كوفيد-19 على السكان.

كذلك أوردت الهيئة إمكانية أن يرتفع متوسط العمر المتوقع مجدداً بعد زوال الجائحة.

حتى الآن،  توفي ما يربو على 140 ألف شخص في المملكة المتحدة. وقد شكل كوفيد-19 السبب الرئيس الذي أودى بحياتهم، بحسب وثائق الوفاة. في معدلات الوفيات التي سجلت في 2020، تفوق الفيروس على أي مرض مُعدٍ آخر منذ 1918، أي السنة التي شهدت تفشي وباء الإنفلونزا الإسبانية.

الدكتورة فينا رالي، وهي واحدة من كبار الباحثين في مؤسسة البحوث الإنجليزية "ذا كينغز فاند" The King’s Fund.ذكرت أن الجائحة سببت زهاء 72 ألف وفاة إضافية، بالمقارنة مع معدلات الوفيات بين عامي 2015 و2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت:  "لم تشهد البلاد انخفاضاً مماثلاً في العصر الحديث، ما يعني أنه الانخفاض الأكبر في متوسط العمر المتوقع منذ الحرب العالمية الثانية. ومما يفاقم القلق أن أوجه التحسن في متوسط العمر المتوقع قد تباطأت فعلاً بشكل ملحوظ في العقد السابق للجائحة، مع تفاوتات عميقة وآخذة في الاتساع في مجال الصحة، بين المناطق الأغنى ونظيرتها الأفقر."

"تكشف تلك البيانات عن اتساع أوجه اللامساواة في إنجلترا، إذ انخفض متوسط العمر المتوقع بنحو عامين في أفقر المناطق بالمقارنة مع سنة واحدة في أغناها."

"في 2020، ارتفع فارق العمر المتوقع بين الأغنى والأفقر إلى أكثر من 10 سنوات للذكور و8.5 سنة للإناث. وتسلط هذه الفجوات الهائلة الضوء على الحاجة الملحة ليس إلى السيطرة على الفيروس وحسب، بل أيضاً إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والصحية العميقة التي سادت لفترة طويلة جداً."

ورأت رالي كذلك أن ثمة 32 ألف حالة وفاة إضافية فعلاً في إنجلترا حتى 5 مارس (آذار) 2021، مع كون ذروة التفشي الثانية للفيروس أكبر كثيراً من الأولى.

ونبهت إلى أن الفيروس سيحصد مزيداً من الأرواح على الرغم من بدء التلقيح: "لذا يعد خطر الاستمرار في انخفاض متوسط العمر المتوقع إلى ما دون مستويات ما قبل الجائحة، أمراً حقيقياً جداً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة