Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعترافات "إرهابي" في الجزائر بين السخرية والتشكيك

كشف عن سعي مجموعته اختراق الحراك الشعبي وضرب استقرار البلاد

الارهابي أبو الدحداح خلال القاء القبض عليه من قبل قوات الجيش الجزائري (وزارة الدفاع الجزائرية)

صنع ظهور "إرهابي" وتقديمه اعترافات "مثيرة" على التلفزيون الحكومي، الحدث في الجزائر، ليس لأهمية ما قال، بل بسبب حديثه الذي اعتبره الشارع "غير منطقي"، ويبعث الشكوك حول خلفياته وتوقيته، بخاصة أنه تزامن مع الذكرى الثانية للحراك الشعبي.

ظهور واعترافات

بث التلفزيون الجزائري الرسمي، مقطع فيديو تضمن اعترافات للإرهابي المدعو أبو الدحداح جليبيب واسمه الحقيقي حسن زرقان، ألقي القبض عليه في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، في عملية للجيش الجزائري في غابات منطقة جيجل شرق البلاد، حيث كشف عن سعي المجموعة الإرهابية التي ينتمي إليها، لاختراق الحراك الشعبي وضرب استقرار البلاد والقيام بعمل مسلح لإسقاط النظام.

وأشار أبو الدحداح، إلى أن "هدف التنظيم كان نشر فكرنا الجهادي والمسلح داخل المجتمع وتحريض الشباب على العصيان المدني، عبر المدعو أمير ديزاد، والعربي زيتوت، ومراد دهينة"، وهم معارضون جزائريون يقيمون في باريس ولندن وسويسرا، ينشرون من أماكن إقامتهم مقاطع فيديو ومعلومات عن الجيش والمسؤولين الجزائريين.

سخرية وتشكيك

اعترافات أحدثت موجة من السخرية بخاصة داخل الحراك، كانت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً لها، كما كذّب الشارع الادعاءات التي جاء بها "أبو الدحداح"، فيما اتهم آخرون من يقف وراء بث "اعترافاته" بمحاولة تخويف الجزائريين لمنعهم من التظاهر، وثنيهم عن إعادة بعث الحراك الشعبي في ذكراه الثانية في 22 فبراير (شباط). وحمل المشهد عنوان "سيناريو مفضوح... وإخراج رديء في الجزائر الجديدة".

طريقة إخراج ركيكة

في السياق ذاته، اعتبر الناشط السياسي الصادق أمين، أنه لا يمكن الجزم بصحة أو نفي ما جاء في اعترافات الدحداح، على الرغم من أن ما صرح به يمكن أن يحدث.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال إن "ما شوّش على الرسالة، طريقة الإخراج الركيكة التي أساءت لمحتواها، ووسعت هوة الثقة بين الإعلام الرسمي وجمهوره"، مضيفاً أنه "إذا وضعنا الأمور التقنية جانباً، فالمعطيات التي قدمها بشأن التعاون مع أشخاص خارج الوطن إن صحت وثبتت بالأدلة المادية، يمكن أن تسهم في توجيه اتهامات خطيرة لبعض الأفراد أو الجمعيات بدعم الإرهاب، بحسب القانون الجزائري وقوانين الدول الأوروبية على السواء".

وواصل أمين قائلاً، إن اعترافات الإرهابي تطابق الإستراتيجية التقليدية للجماعات الإرهابية في ركوب موجات الحركات الشعبية السلمية، من خلال تصعيد خطاب الكراهية والتخوين للمخالفين وإذكاء النعرات العرقية والمذهبية وتضخيمها في المجتمع حتى يجدوا مبرراً لإعلان "جهادهم" المزعوم، كما حصل في سوريا وليبيا وغيرهما، موضحاً أن توقيت الظهور لا يمكن إغفال اقترانه بالذكرى الثانية للحراك الشعبي الذي تحاول بعض الأطراف الداخلية والخارجية استثماره وتحويله عن مساره السلمي، وجعله بداية لربيع عربي على غرار ما جرى في بعض الدول العربية في العشرية السابقة.

وختم أنه يمكن اعتبار الفيديو تنبيهاً وتحذيراً، كما أنه رسالة إلى الجزائريين تدعوهم إلى ضرورة التحلي باليقظة والحفاظ على السلم.

رسالة تحذير

من جانبه، أبرز الإعلامي المهتم بالشأن الأمني، عمار قردود، أن مقطع الفيديو أعاد الجزائريين إلى فترة تسعينيات القرن الماضي، سنوات الإرهاب الذي ضرب البلاد، حيث كان التلفزيون يبث اعترافات إرهابيين مقبوض عليهم، من أجل إنارة الرأي العام، لكن بغض النظر عن هذا الأسلوب الدعائي المتجدد والهدف المتوخى منه، فإن ما يجعل اعترافات الإرهابي أبو الدحداح، تؤخذ على محمل الجد، هو أنه كشف من قبل عن حقائق عدة وبالأدلة، وقاد إلى استرجاع مبلغ مالي معتبر يُقدر بـ80 ألف يورو، تبين أنه من عائدات الفدية التي دفعتها فرنسا لجماعة إرهابية في مالي، مقابل إطلاق سراح رهائن، ما يعني أن تصريحاته قد تكون صحيحة هذه المرة أيضاً.

ويعتقد قردود، أن تصريحات الإرهابي حول استهداف الحراك السلمي، مهمة وفي غاية الخطورة، على الرغم من أنها ليست جديدة، لأنه سبق وأن كشفت قوى الأمن محاولات لاختراق الحراك من أجانب كانوا يستهدفون نشر الفوضى والدمار في الجزائر، مضيفاً أن بث تصريحات الإرهابي يعد تحذيراً للمواطنين من مغبة استهداف الحراك من طرف جماعات إرهابية و جهات معادية.

"أبو الدحداح" بين الصدق والمصداقية

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في وقت سابق، عن تمكن الجيش من ضبط ترسانة عسكرية في مخابئ إرهابيين شرق البلاد، بناء على معلومات جديدة ودقيقة قدمها الإرهابي أبو الدحداح، وأضافت أنه تم حجز منظومة صواريخ مضادة للطائرات من نوع "ستريلا"، إضافة إلى مدفع "هاون" وقذائف، ومسدسات رشاشة، وأحزمة ناسفة وهواتف نقالة وحواسيب محمولة وألبسة ومواد غذائية وأدوية وأغراض أخرى.

وفي حين سمحت عملية اصطياد "أبو الدحداح" إلى جانب تدمير مخابئ، باسترجاع مبلغ مالي قدره 80 ألف يورو، شددت وزارة الدفاع على أنها دفعة أولى من عائدات الفدية التي كانت محل صفقة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في منطقة الساحل".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي