Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما قنوات واشنطن الخلفية للتواصل مع الحوثيين؟

أكد البيت الأبيض استفادته من وسطاء لم يسمهم في فتح خطوط غير مباشرة مع الميليشيات اليمنية

تتخذ الإدارة الأميركية الجديدة موقفاً مختلفاً عن سابقتها من ميليشيات الحوثي (أ ف ب)

أثار إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بدء التواصل مع الحوثيين، تساؤلات الشارع اليمني والمراقبين حول طبيعة الوسطاء الذين وصفتهم بـ"القنوات الخلفية"، وقالت إنها تهدف من خلالهم إلى التوصل لاتفاق سياسي ينهي الحرب الدائرة في اليمن منذ نحو سبع سنوات.

الإعلان الذي يبدو الأول من نوعه، يأتي عقب تصريحات أميركية متواترة عن "سعي واشنطن القوي" لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن ووضع حد للأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم.

كما جاء ليؤكد حديث الإدارة الجديدة لبايدن عن عزمها انتهاج سياسة دبلوماسية مغايرة عما انتهجها سلفه دونالد ترمب، وهو بمثابة تتويج فعلي لمساعيها التي كررتها، أخيراً، عن عزمها "إحداث تغيير في جوهر الدبلوماسية الأميركية"، خصوصاً في طبيعة الأحداث التي تشهدها اليمن والمنطقة للتوصل لوقف الحرب الدامية، والدخول في عملية سياسية شاملة تؤسس لإنهاء الصراع في البلد المنهك.

فرص التواصل المباشر

المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، الذي عين مطلع الشهر الحالي، أكد أن واشنطن تستخدم بشكل نشط قنوات خلفية للتواصل مع ميليشيا الحوثي باليمن، مطالباً إيران "بوقف الدعم القاتل للحوثيين".

وفي إفادة تكشف عن مسعى أميركي جديد يزيل حواجز التحفظ التي بناها ترمب بين إدارته والميليشيات الحوثية، أضاف ليندركينغ، خلال تصريحات في وزارة الخارجية الأميركية، "لدينا سبل لتوصيل الرسائل إلى الحوثيين، ونستخدم تلك القنوات بشكل نشط للغاية مع تحاورنا مباشرة مع قيادات الدول الرئيسة المعنية".

الموقف الأميركي الصريح والمتقدم، يشير إلى أن علاقة واشنطن بالحوثيين تشهد قفزة ربما توصل إلى طريق التطبيع أو المصالحة، على الرغم من رفع الأخيرين شعار "الموت لأميركا"، كما أن حديث ليندركينغ عن التواصل معهم عبر قنوات خلفية، ربما يمهد السبل لفتح قنوات مباشرة قد تفصح عنها الأيام المقبلة عطفاً على جملة من المعطيات التي يأتي هذا التصريح كأحد تجلياتها، إضافة إلى جملة معطيات أخرى يأتي من بينها شطب الميليشيات الحوثية من قوائم الإرهاب الدولي وزيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيثس الأولى إلى طهران.

وللربط بين تصريحات مبعوث واشنطن والمستجدات العسكرية في اليمن، يلاحظ أنها تأتي في وقت يواصل فيه الحوثيون هجومهم المستميت للسيطرة على محافظة مأرب، كبرى معاقل القوات الشرعية والمنطقة الصحراوية الغنية بالنفط والغاز بالتزامن مع إعلان التحالف بقيادة السعودية، تدمير طائرة مسيرة مفخخة أطلقها مسلحو الميليشيا باتجاه جنوب السعودية، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، وهو التصعيد الذي يتزامن وأحاديث دولية متواترة عن مساع أممية وأميركية وأوروبية حثيثة لوقف الحرب، في مسعى حوثي، وفقاً لمراقبين، لتحسين شروطهم التفاوضية التي سترعاها الولايات المتحدة الأميركية.

طهران قناة تواصل أولى

حديث ليندركينغ، جاء عقب أيام من زيارة قام بها المبعوث الأممي غريفيثس لإيران باعتبارها أحد أبرز اللاعبين المؤثرين في المشهد اليمني اليوم، والحليف الرئيس للحوثي الذي تزوده بالسلاح، ما يشير إلى أن الزيارة قد تكشف الستار عن إحدى قنوات الاتصال التي تحدث عنها المبعوث الأميركي، إذ اعتبر مراقبون أنها تصب في إطار مساعي الإدارة الأميركية للاتفاق مع طهران بشكل مباشر وصريح، للمجيء بحليفها الحوثي إلى طاولة المفاوضات، خصوصاً، وأن الزيارة تأتي عقب إعلان الخارجية الأميركية، الثلاثاء الماضي، شطب الحوثيين رسمياً من قائمة الإرهاب الدولي، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الأميركية، يفهم أنه بمثابة التمهيد والترضية لطهران، وحليفها في المنطقة، يسبق التواصل المباشر مع الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سبق ذلك، اتخاذ بايدن قراراً قضى بوقف الدعم العسكري على حلفاء الحكومة الشرعية، وأرجع ذلك لسعى إدارته لوقف الحرب، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً إضافياً قوياً إلى وجود نقاط التقاء مع إيران وحليفها الحوثي قد تسهم في انخراط الأخيرين في عملية سياسية، الأمر الذي دفع المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، للإعلان عن استعداد جماعته للتعاطي بإيجابية مع دعوات السلام، شرط "وقف استهداف اليمن وفك الحصار عنهم".

عُمان... هل تلعب دوراً جديداً؟

وعلى الرغم من أن حديث المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن لم يفصح صراحة عما وصفها بالقنوات الخلفية للتواصل مع الحوثيين، فإن مراقبين يرون أنه إضافة للتواصل المستجد مع طهران، تبرز سلطنة عمان كإحدى أبرز قنوات الاتصال "الأميركي الحوثي" المقصود، نظراً لاحتفاظها بعلاقات وطيدة مع الأخيرين، واستضافتها عدداً من قادة الجماعة في مسقط بشكل دائم، إضافة لرعايتها عدداً من الصفقات بين الحوثي والولايات المتحدة، وذهب آخرون للإشارة إلى الدوحة التي تحتفظ هي الأخرى بعلاقات مع طهران وحليفها الحوثي.

ويقول سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) محمد جميح، إن الجميع يعرف الدور العُماني كإحدى القنوات الحوثية للتواصل بالمجتمع الدولي، إذ غالباً ما تكون وسيطة خفية كما جرت العادة في مناسبات سابقة، وأضاف، "العمانيون يسعدون بمثل هذه المهام التي عادة ما تكون سرية كما هي الحال بدورهم في طبخة جون كيري، (مبادرة أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي الأسبق للحل السياسي في أغسطس (آب) 2016، وتتضمن نقل السلطة إلى رئيس توافقي، نائب هادي حينها، خالد بحاح، وتشكيل حكومة توافقية بمشاركة الحوثيين)، وكما حصل في الاتفاق النووي مع إيران، وهي الأنسب لهذا الدور مجدداً".

وفي استدلال للتأثيرات الإيرانية على الملف اليمني، قال "لا يمكن فهم زيارة غريفيثس لطهران بمعزل عن هذه التكهنات، كما أن الزيارة تؤكد ما ينفيه الحوثيون منذ سنوات من أن الحرب هي حرب يخوضونها ضد العدوان كما يسمونه، وينفون تدخل إيران"، وتساءل ما "إذا كان كلامهم صحيحاً (الحوثيون)، فلماذا ذهب غريفيثس إلى طهران"؟ ويجيب، "لهذا، لا أتصور أنه ذهب للنزهة، كون الملف اليمني أصبح بالنسبة للإيرانيين مصيرياً، وهم الذين يسيرونه ويتحكمون في مساراته".

ولم يستبعد جميح أن يكون مكتب مبعوث الأمين العام في عمان، إحدى قنوات الاتصال المباشرة بين واشنطن والحوثيين، أو قد يكون تواصلاً بشكل مباشر مع مسؤولي صنعاء، أو مع رئيس الوفد المفاوض للحوثيين الذي يقيم في مسقط.

أما عدنان هاشم، الباحث في الشؤون الإيرانية، فقد توقع أن تلعب دولة ثالثة هذا الدور، "لطالما كانت سلطنة عمان قناة خلفية للمفاوضات الأميركية سواء مع إيران أو الحوثيين وهي الأقرب لما صرح به المبعوث الأميركي"، لكن يجب ألا ننسى "الدوحة، فلها دور مماثل لهذا الدور، لكنه سيكون دوراً موازياً أو معاوناً للدور العماني"، ويرى أن "زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى طهران ربما حملت رسالة أميركية إلى جواد ظريف، تدعوه للتخلي عن الحوثيين مقابل إسقاطهم من قوائم الإرهاب العالمي".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل