أعلنت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة ليست عملة، ولا تلبي المعايير الثلاثة الأساسية للعملة. كما أنها ليست مستقرة بالشكل الذي يجعلها عملة. وأضافت "هي فقط أصل تداول رقمي أو أصل مشفّر". وفي ندوة نظمتها مجلة الـ"ايكونوميست" وشاركت فيها "اندبندنت عربية"، قالت لاغارد، إن بيتكوين "حسب معاييرنا ليست عملة، وإن جادل البعض بأنها تملك معياراً من معايير العملة فهذا لا يجعلها عملة".
واستبعدت لاغارد أن تضيف البنوك المركزية في العالم بيتكوين أو أي من العملات المشفرة الأخرى ضمن سلة العملات التي يتكون منها احتياطيها النقدي. وقالت "هذا أمر غير مطروح أصلاً". وكررت التأكيد على أن البنك المركزي الأوروبي ينظر إلى تلك العملات المشفرة على أساس ما هي عليه، أصول رقمية تخضع للمضاربة وليست منظمة من أي جهة.
وحول احتمال طرح البنك المركزي الأوروبي عملةً رقمية، مثلما تسعى الصين الآن لطرح اليوان الرقمي، قالت لاغارد إن أوروبا قطعت شوطاً معقولاً في هذا السياق وتستفيد من التجارب التي سبقتها لطرح اليورو الرقمي الذي لن يكون بديلاً عن أوراق النقد بل مكملاً لها، لمَن يرغب في التعامل الرقمي في المدفوعات وغيرها.
وقالت لاغارد "علينا تسريع العملية، ونعم الصين تسبقنا. وقد أطلق بنك الشعب (المركزي) الصيني العملية منذ ست سنوات وبدأوا بالفعل طرحاً تجريبياً للعملة الرقمية لمئات ملايين الصينيين الذين يستخدمونها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبالنسبة إلى أوروبا، أكدت لاغارد أنه يجري العمل بالفعل على طرح العملة الرقمية. وأضافت "أصدرنا ورقة بهذا الخصوص في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وانتهينا من دراسة استشارية في الدول الأوروبية شملت 8 آلاف مستجيب للمسح عبروا عما يريدونه منها، سواء الأمان والضمانات وخضوعها لتنظيم البنك المركزي والحفاظ على الخصوصية وغير ذلك من الخصائص".
ويجري تحليل تلك النتائج حالياً، ويُتوقع أن يتوجه البنك المركزي الأوروبي باقتراح للمجلس الأوروبي في غضون شهرين طالباً الموافقة على البدء في عملية طرح اليورو الرقمي.
وتوقعت كريستين لاغارد أن تأخذ عملية الطرح مدة أقل مما أخذت في الصين، وتوقعت أن يكون ذلك في غضون 4 سنوات تقريباً. وأشارت إلى أنه "في تلك الفترة سيتم التجريب والاختبار بحيث تلبي العملة الرقمية كافة المتطلبات التي عبّر عنها الأوروبيون بألا تكون وسيلةً لبيع بيانات ومعلومات من يستخدمونها وأن تكون آمنة ومضمونة".
وستشارك البنوك الأوروبية في تلك العملية، بحيث سيكون استخدام العملة الرقمية عبر البنوك باعتبارها أقل كلفة وأسرع تعاملاً.
وأكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي أن العملة الرقمية الأوروبية ستكون أمراً اختيارياً لمَن يريد استخدامها، وأنها بالتأكيد "لن تكون بديلاً تماماً للأوراق النقدية. وعلينا أن نضمن استقرار النظام المصرفي وأن تكون العملة الرقمية وسيلة مدفوعات وليست وسيلة مضاربات".