Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فعالية اللقاحات قد "يحدها قليلاً" كورونا المتحور الجنوب أفريقي

يحذر عالم بارز من أن النسخة "501 واي. في 2" تترك على ما يبدو "بعض الثأثير" في قدرة الجهاز المناعي على تحييد الفيروس

العودة المحتملة للعدوى قد تؤكد أن البشرية لا تستطيع اعتماد اللقاح فقط للإفلات من الوباء (رويترز)

في المملكة المتحدة، قال أحد العلماء البارزين إن الحماية التي توفرها اللقاحات المضادة لـ"كوفيد- 19" المعتمدة حالياً ربما "تتضاءل قليلاً" في مواجهة المتحور الجديد الجنوب أفريقي- إنما من المستبعد أن تتعطل المناعة تماماً.

الدكتور ريتشارد لسيلز Dr Richard Lessells، وهو اختصاصي في الأمراض المعدية، أشار إلى تحليل عن أن النسخة الشديدة العدوى، وتسمى "501 واي. في 2" (501Y.V2)، تترك "بعض التأثير" في قدرة الجهاز المناعي في الجسم على تحييد "كورونا" المتحور الجنوب أفريقي.

يشتمل هذا المتحور على طفرة تسمى "إي 484 كي" (E484K) طرأت على شكل البروتين فئة س (المسننة) - علماً أنه تركيب جيني في الفيروس يستخدمه للارتباط بخلايا الجسم واختراقها- ويخشى العلماء من أنه سيسمح للمتحور بالهرب من الأجسام المضادة المحايدة المتولدة في الجسم سواء استجابة لالتقاط العدوى طبيعياً، أو أخذ لقاح مضاد.

وسبق أن كشف بحث نهض به "المعهد القومي للأمراض المعدية" National Institute for Communicable Diseases  (اختصاراً "أن أي سي دي" NICD) في جنوب أفريقيا أن السلالة "501 واي. في 2" يمكنها أن تتملص من استجابة الأجسام المضادة التي يولدها جهاز المناعة، ما يشير إلى احتمال أن يكون الأشخاص الذين تعافوا من "كوفيد- 19" عرضة للإصابة بهذا الفيروس المتحور.

والآن كشفت دراسة منفصلة أخرى اضطلع بها الدكتور لسيلز وزملاء له في "منصة كوازولو ناتال للابتكار والتسلسل البحثي" (اختصاراً "كي آر أي أس بي" KRISP) عن نتائج "متوافقة إلى حد كبير" مع ما خلص إليه "المعهد الوطني للأمراض المعدية".

وقال الدكتور لسيلز Lessells، إن بحثه، الذي من المقرر نشره كنسخة أولية قريباً، أظهر "أن القدرة على تحييد الفيروس تتأثر بعض الشيء في حالة المتحور (الجنوب الأفريقي)".

ورد أن العلماء في فريق "منصة كوازولو ناتال للابتكار والتسلسل البحثي"، طوروا مختبرياً فيروساً حياً احتوى على الطفرات المختلفة التي اشتمل عليها المتحور "501 واي. في 2"، ثم أجروا تجارب مختبرية باستخدامه ضد عيّنات من بلازما الدم مأخوذة من أشخاص أصيبوا بـ"كوفيد- 19" وتعافوا منه.

بحسب ما يتضح من الدراسة، كان الفيروس المتحور قادراً على الهرب من تأثيرات الأجسام المضادة المحايدة في بعض الحالات.

لكن "(501 واي. في 2) لا يطيح عملية التحييد أو يوقفها تماماً، ولاحظنا تأثيراً ملموساً جداً في بعض عيّنات الدم التي أجرينا عليها الاختبارات"، بحسب ما قاله الدكتور لسيلز في تصريح أدلى به إلى "اندبندنت".

وأشار الدكتور لسيلز إلى "احتمال" بأن فاعلية لقاحات "كوفيد- 19" يمكن أن تتقوّض قليلاً".

وأضاف: "أعتقد أن جانباً كبيراً من النقاش الحالي ينظر إلى (فاعلية اللقاحات) وفق قاعدة "إما كل شيء أو لا شيء"، بمعنى أن اللقاحات ستجدي نفعاً أو أنها ستخفق". غير أن الاحتمال الأكبر أن... بعض التأثير سيطرأ على فاعلية (اللقاحات ضد "501 واي. في 2") على المستوى السكاني".

وقال الدكتور لسيلز Lessells، إن الجهات المتخصّصة في جنوب أفريقيا كانت "تلاحظ حالات من معاودة العدوى"، ولم يكن واضحاً ما إذا كان مردها إلى انخفاض طبيعي في مستويات المناعة أو المتحور الجديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"استجابة الأجسام المضادة لدى بعض من أصيبوا بالعدوى قد تكون تراجعت على أي حال بشكل طبيعي، وسوف يصاب هؤلاء مرة أخرى بأي متغير (من كورونا) يتنقل بين الناس في حينه. لا نعلم حجم ذلك، وإلى أي مدى يخترق هذا المتغير الاستجابة المناعية. سيكون من الصعب جداً استخلاص كل المعلومات"، وفق الدكتور لسيلز.

لكن، على الرغم من المخاوف المحيطة بالمقاومة التي أظهرتها السلالة "501 واي. في 2" للأجسام المضادة في الجسم، لدى العلماء ثقة في أن أجزاء أخرى من الجهاز المناعي ستكون قادرة على إصلاح الأمور، والحد تالياً من ظهور المرض أو لجمه لدى من يتعرضون لفيروس "كورونا" مجدداً.

 لم تتضمّن دراسة "منصة كوازولو ناتال للابتكار والتسلسل البحثي" ودراسة "المعهد الوطني للأمراض المعدية" كلتيهما، اختبارات حول دور الخلايا التائية T-cells، التي تبحث عن الخلايا المصابة بالفيروس وتقضي عليها. وفي المقابل، يمكن الأجسام المناعية المضادة أن تلتصق بمسببات المرض (الفيروسات) وتساعد في تحييدها خارج خلايا الجسم.

وليس معروفاً إذا كانت الخلايا المصابة بالمتغيّر الجديد الجنوب أفريقي ستكون قادرة على الهرب من براثن الخلايا التائية التي تتولى مهمة "البحث (عن الأجسام الغريبة) وتدميرها"، علماً أن الجسم يطوّرها من طريق العدوى الطبيعية أو اللقاح.

وأضاف الدكتور لسيلز Lessells، "ثمة أجزاء أخرى من الجهاز المناعي، بينها مثلاً، خلايا ذاكرة بائية B cells memory. تولّد هذه الخلايا أجساماً مضادة. وفي مقدورها أن تبقى في الدم لبعض الوقت وإنتاج جسيمات مضادة حديثة ما إن تواجه إصابة جديدة بالفيروس".

لكن العلماء، وفق كلام لسيلز Lessells، لم يرسموا بعد "فكرة واضحة جداً" عن "علامات الحماية" ضد فيروس "سارس-كوف-2". بعبارة أخرى، نحتاج إلى تحليلات إضافية بغية تحديد مكوّنات الجهاز المناعي التي تؤدي الدور الأكثر أهمية في منع الإصابة مرة أخرى، أو الحد من ظهور الأعراض مجدداً".

ورأى الدكتور لسيلز Lessells، أن التعقيدات المحيطة بالأشكال المتحوّرة الجديدة من "كورونا"، والعودة المحتملة للعدوى عزّزت وجهة النظر القائلة، إن البشرية لا يمكنها ببساطة الركون إلى اللقاحات للخروج من الجائحة.

يشكل ذلك (اللقاحات) "واحدة من أذرع الرد. إذا كنت تعتمد عليه فحسب، ستواجه مشكلة".

"إذا واصلنا ما نحن عليه الآن، بمعنى أننا لا نبلي حسناً في منع انتقال الفيروس بين الناس، فيما نكتفي بطرح اللقاحات في مواجهة المستويات العالية من العدوى، سنشهد في النتيجة ظهور طفرات إضافية في التركيبة الجينية للفيروس"، قال الدكتور لسيلز.

وأضاف: "حتى لو لم تؤثّر التحوّرات الحالية بشكل كبير في اللقاحات، فقد نشهد مزيداً من التطور (في التركيبة الجينية). نحن لا ريب متأخرون حالياً خطوات عن تطورات الفيروس، وقد كنا على هذه الحال منذ فترة".

وأعرب خبراء في هذه الأثناء عن قلقهم إزاء نتائج البحث الذي نشره "المعهد الوطني للأمراض المعدية"، في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

وفي دراسة شارك فيها 44 شخصاً سبق أن أصيبوا بالعدوى خلال الموجة الأولى من "كورونا" التي ضربت جنوب أفريقيا، وجد العلماء أن الأجسام المضادة في بلازما الدم لم تتعرّف إلى النسخة المتحوّرة من الفيروس الموجودة لدى 21 شخصاً منهم.

"لكن لدى النصف الآخر منهم، بقيت الأجسام المناعية المضادة قادرة إلى حد ما على التعرّف (إلى الفيروس). ويجب أن أضيف، أن أولئك كانوا أشخاصاً أصحاء أصيبوا بمضاعفات شديدة للغاية، ونقلوا إلى المستشفى وأظهروا استجابة قوية جداً للفيروس"، بحسب البروفيسورة بيني مور التي أشرفت على الدراسة.

وقالت البروفيسورة بيني مور إن "البحث أظهر أننا أمام مشكلة"، بيد أنها حذّرت في الوقت عينه من الاستعجال في الاستنتاجات من دون إجراء مزيد من التحليل.

قال ليام سميث، وهو بروفيسور في علم الأوبئة السريرية في "كلية لندن للصحة وطب المناطق الإستوائية" London School of Hygiene and Tropical Medicine، "يحتمل أن تكون تلك البيانات مثيرة للقلق، لكن من المهم التأكيد أن تلك نتائج مختبرية، ولن يكون من الحكمة استنتاج أنها ستكون صحيحة بالنسبة إلى التأثيرات لدى البشر سريرياً في هذه المرحلة" من البحث.

وأضاف سميث: "تطرح البيانات احتمال أن الحماية المكتسبة من الإصابة الأولى بـ"كوفيد- 19" قد تكون أقل قدرة على منع التقاط عدوى "كورونا" مرة أخرى، إنما بالمتحوّر الجنوب أفريقي. كذلك تشير البيانات إلى أن اللقاحات الحالية ربما تتمتّع بمستويات فاعلية أدنى في مواجهة المتغيّر الجنوب أفريقي".

يبقى أن البروفيسور لورنس يونغ، وهو عالم فيروسات في "كلية طب جامعة ووريك"، قال، إن أوجه التشابه بين التبدّلات في التركيبة الجينية التي طرأت على البروتين "سبايك" في نسخة "501 واي. في 2" من جهة، وعلى المتحوّر البرازيلي من جهة أخرى، تشير إلى أن الأخير "سيظهر أيضاً مستويات كبيرة من مقاومة الأجسام المناعية المحايدة".

© The Independent

المزيد من صحة