في الوقت الذي ينهمك الجيش الوطني الليبي بالمعارك الشرسة التي يخوضها ضد قوات حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس، كانت المفاجأة عودة النشاط والعمليات الإرهابية في المدينة التي تضم مقر القيادة العامة للجيش وثانية كبرى مدن البلاد بنغازي، وتعرض الرئيس السابق لجهاز مكافحة الإرهاب العقيد عادل مرفوعة لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة عن بعد في ضاحية "سيدي خليفة" شرق بنغازي، لم تسفر عن تسجيل إصابات بشرية.
أمن بنغازي يوضح الملابسات
وسارعت مديرية أمن بنغازي في بيان إلى شرح ملابسات الحادث، وقال مدير مكتب المديرية الإعلامي، النقيب أحمد المسماري "إن الانفجار لم يسفر عن إصابة العقيد عادل مرفوعة أو أحد من أفراد القوة التي كانت بصحبته". وأفاد الناطق بأن الانفجار حدث بالتزامن مع مرور سيارات تابعة للإدارة العامة لمكافحة الإرهاب، تقل إحداها مدير الإدارة بالقرب من سيارة مفخخة فجرت عن بعد. وأكد المسماري أن التفجير لم يسفر عن أضرار بشرية، لافتاً إلى وقوع بعض الأضرار المادية بالمركبات الآلية القريبة من التفجير.
من هو مرفوعة ولماذا يُستهدف؟
وبالنظر إلى الصفة الأمنية التي يحملها العقيد عادل مرفوعة وطبيعة عمل الإدارة التي يرأسها، قد يزول الكثير من اللبس حول الجهة التي دبرت العملية ونفذتها. فمرفوعة هو مدير إدارة مكافحة الإرهاب التي اعتقلت وحققت مع المئات من العناصر المتهمة بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية في شرق ليبيا، على مدار الأعوام الأربعة الماضية، وهذا ما جعل العقيد عادل عدواً وهدفاً للتنظيمات المتطرفة في ليبيا.
سياسة الطعن في الظهور
وذهب بعض المراقبين في اتجاه آخر في تفسير دوافع هذه العملية، إذ قال بعضهم "إنها تهدف الى تشتيت انتباه القوات المسلحة عن المعركة التي تخوض غمارها في طرابلس، والتي حُشدت لها أغلب القوة العسكرية والأمنية الموجودة في بنغازي، وربطوا بينها وبين العملية الإرهابية التي استهدفت قبل أيام قليلة منطقة الفقهاء جنوب ليبيا، والتي راح ضحيتها جندي في الجيش الليبي ومقتل أربعة إرهابين من منفذي الهجوم، وشددت أطراف ليبية موالية للجيش على ضرورة توخي الأخير في شرق ليبيا وجنوبها الحذر الشديد، باعتبار أن هذه العمليات قد لا تكون الأخيرة، نظراً لما يعرف عن سياسة التنظيمات الإرهابية. يشار إلى أن الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري كان قد أعلن صراحة خلال مؤتمر صحافي قبل أيام، وجود تقارير استخباراتية لدى الجيش الليبي، تشي برغبة عناصر إرهابية في تنفيذ عمليات في مناطق سيطرة الجيش، بعد بدء عملياته العسكرية في طرابلس ضد قوات حكومة الوفاق في طرابلس.