Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أحزاب مقرّبة من إيران تخطط لاستغلال الانفتاح السعودي على العراق

ضغوط واشنطن على طهران قد تدفع بساسة شيعة إلى التفكير بحليف بديل

رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي مستقبلاً وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي (موقع البرلمان العراقي الرسمي)

تشير معطيات كثيرة إلى أن إيران تتقبل الأمر الواقع في شأن تبدل وضع العراق من بلد يخضع لنفوذ أحادي، إلى "بلد متعدّد الصلات الإقليمية"، في ظل الضغط الذي تتعرض لها جراء العقوبات الأميركية، وقرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية. 

التظاهرات ضد السعودية تثير السخرية

قبل نحو عام من الآن، كان في وسع مجموعات شبه مسلحة موالية لإيران، تنظيم تظاهرات في بغداد، تناوئ أي تواصل عراقي مع السعودية. لكن مثل هذه المحاولات ربما تثير السخرية الشعبية حالياً، في ظل التطور اللافت في العلاقات بين بغداد والرياض. ويعتقد مراقبون أن تطور العلاقات العراقية السعودية وفّر لبغداد مساحة مناورة مهمة إزاء النفوذ الإيراني المتجذر في هذا البلد، ما يمنح ساسته ومسؤوليه فرصة، لم تكن متوافرة قبل أعوام قليلة، لدراسة إمكان تنويع التعاون مع القوى الإقليمية المؤثرة.

بغداد... حياد إيجابي

حتى الساعة، لا توجد مؤشرات واضحة إلى نية العراق تلبية الرغبة الأميركية في الانقلاب على إيران، لكن بغداد لم تلمح إلى نيتها اتخاذ صف طهران، في مواجهة واشنطن. تطرح استفهامات متعددة في بغداد بشأن الصيغة المُثلى للتعاطي مع احتمال انزلاق الصراع بين الولايات المتحدة وإيران إلى اشتباك على الأراضي العراقية، وسط تشجيع لحكومة عادل عبدالمهدي بالتزام الحياد الإيجابي.

قلق عراقي

عبّر تحالف الإصلاح، أكبر تجمع للنواب في البرلمان العراقي، عن "قلقه إزاء التطورات والتصعيد في الموقف الأميركي في قضايا القدس والجولان والحرس الثوري الإيراني"، داعياً إلى "اجتماع عاجل للرئاسات الثلاث (رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان) والقيادات السياسية، لدراسة تداعيات هذا التصعيد الخطير واتخاذ ما يلزم من مواقف تجاه ذلك". وشدّد التحالف على "ضرورة استمرار الحكومة العراقية بسياسة الحياد الإيجابي وتجنيب العراق مضاعفات هذا الصراع"، داعياً الأطراف السياسية إلى "الوحدة والتماسك لدرء جميع الأخطار عن العراق". وعلى الرغم من إشارة القلق التي تضمنها البيان، إلا أن أطراف التحالف النيابي الأكبر "واثقة" من نوايا الولايات المتحدة وإيران على حد سواء، "تجنيب العراق تداعيات صراعهما في المنطقة"، على حد تعبير مسؤول عراقي بارز، رفض الكشف عن اسمه.

خطة عراقية لتقرب وجهات النظر

قال المسؤول لـ "اندبندنت عربية"، إن "العراق يأمل في أن تنجح مساعيه في تهدئة التوتر بين طهران وواشنطن". في هذا السياق، أعلن رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أن بغداد ستستضيف قريباً قمة تضم رؤساء برلمانات ست دول في المنطقة، من بينها السعودية وإيران. وفي الـ 20 من أبريل (نيسان) الحالي، ستُعقد في العاصمة العراقية "قمة بغداد على مستوى برلمانات دول الجوار (6+1)" تحت شعار (العراق... استقرار وتنمية)". وبحسب نواب في البرلمان العراقي فإن "السعودية وإيران وسوريا وتركيا والأردن والكويت ستشارك في القمة، بدعوة من رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي". وسيحاول رئيس البرلمان العراقي عرض الرؤية العراقية بشأن إمكان التعاون بين دول المنطقة، وفقاً لمنظومة المصالح، في مسعى إلى نزع فتيل التوتر.

مناورة شيعية

من المنتظر أن ينعكس التوتر الأميركي والإيراني على حظوظ أطراف سياسية عراقية تنشط في الوسط الشيعي. تسببت العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران، في الحد من قدرة الجمهورية الإسلامية على مد حلفائها السياسيين في العراق بالدعم اللازم لبقائهم في الواجهة، ثم جاء قرار تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية ليضيف المزيد من الشكوك في شأن تحمّل طهران مشقّة تمويل مشاريع سياسية خارجية. يُعدّ الحرس الثوري رأس الحربة في النفوذ الإيراني داخل العراق، ما يعني أن تقييد تحركات قادته سينعكس على صلاته بحلفائه في بغداد.

الانفتاح السعودي فرصة

تقول مصادر سياسية إن بعض الأطراف السياسية العراقية ذات الصلة الوثيقة بإيران، ربما تحاول الاستفادة من الانفتاح السعودي على العراق، لتوفير دعم يكفي استمرار حضورها في الساحة. وأبدى مسؤولون سعوديون زاروا العراق في الفترة الأخيرة، اهتماماً كبيراً بتنمية مناطق فقيرة في جنوب العراق، سكانها في معظمهم من الطائفة الشيعية.

شراكة شيعية سعودية

تقول مصادر "إن زعماء في مجموعات مسلحة عُرفت بولائها لإيران، عرضت على السعودية مقترحات شراكة اقتصادية في مناطق شيعية جنوب العراق، ما يمكن أن يؤدي للإضرار بالنفوذ الإيراني فيها". وتعتقد أطراف سياسية شيعية في العراق أن التعاون مع السعودية سيوفر بديلاً مثالياً من المال الإيراني الذي شحّ بسبب العقوبات الأميركية، لكنها بحاجة إلى إعادة صوغ شكل علاقتها بإيران.

نموذج الأعرجي

قاسم الأعرجي القيادي البارز في منظمة بدر التي تأسست ثمانينيات القرن الماضي في إيران، لمساعدة الجيش الإيراني في حربه ضد نظيره العراقي، لا يخفي إعجابه بالانفتاح السعودي على العراق، داعياً إلى استثماره بالشكل الأمثل، وتجاوز التحفّظات الشيعية، التي تنطلق من خلفيات طائفية. يرى الأعرجي، الذي شغل منصب وزير الداخلية في الحكومة السابقة، أن علاقات عراقية واسعة بالسعودية، لن تؤثر في الروابط الوثيقة بين العراق وإيران. ويقول مراقبون "إن نموذج الأعرجي قد يُحتذى به على نطاق سياسي شيعيّ واسع في العراق، كلما ازداد ضغط العقوبات الأميركية على إيران".

المزيد من العالم العربي