Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قرار تصنيف جماعة الحوثي "إرهابية" يهدف إلى شلها سياسيا واقتصاديا

"سيوضع المتعاملون مع الحوثيين أمام الاختيار بين واشنطن والميليشيات"

مسلحون حوثيون يزورون قبر المسؤول الحوثي السابق صالح الصماد الإثنين 11 يناير الحالي في صنعاء (رويترز)

رحبت الحكومة اليمنية بقرار الولايات المتحدة الساعي تصنيف جماعة الحوثي ضمن قوائم الإرهاب العالمي، وفق تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التي صدرت فجر اليوم الإثنين بتوقيت المنطقة العربية.

وأعلن بومبيو أن الولايات المتحدة ستصنّف الحوثيين في اليمن على قائمتها السوداء للجماعات "الإرهابية"، وفق قرار اتُّخذ قبل 10 أيام من انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترمب. وتخشى منظمات الإغاثة أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في هذا البلد. وقال بومبيو في بيان "ستخطر وزارة الخارجية الكونغرس بأنني أعتزم تصنيف جماعة أنصار الله التي يُشار إليها أحياناً بالحوثيين، منظمة إرهابية أجنبية".

وأوضح الوزير الأميركي أن القرار يهدف إلى تعزيز "الردع ضد النشاطات الضارة التي يقوم بها النظام الإيراني" الداعم للحوثيين في مواجهة حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، التي يساندها تحالف عسكري تقوده السعودية.

ثلاثة أسماء

وأوضح بومبيو في البيان "أعتزم أيضاً إدراج ثلاثة من قادة أنصار الله (حركة الحوثي)، هم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على قائمة الإرهابيين الدوليين"، مضيفاً أن القرار اتّخذ من أجل "محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تحاول محاصرة الجماعات التابعة لطهران في المنطقة كافة، لكبح جماحها.

إنهاء المأساة

في أول رد فعل للحكومة اليمنية تجاه القرار الأميركي، قالت ‏الخارجية اليمنية في بيان، إن "الحكومة تدعم بشكل ثابت تصنيف الحكومة الأميركية للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية من أجل إنهاء هذا الوضع المأساوي الذي صنعته الميليشيات الحوثية.

وأوضحت الخارجية التي ذيلت تغريدتها بوسم #الحوثي_جماعة_إرهابية، أن الحكومة ستواصل تقديم الدعم الكامل لكل الجهود التي تقودها الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى سلام شامل.
 

الحد من قدرات الحوثي
 

للإجابة عن ماذا يعني تصنيف ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب الأميركية؟ يُفترَض أن يحدّ القرار المرتقب للولايات المتحدة القدرات الحوثية على كل الصعد وفي مقدمها الاقتصادي والسياسي، بحسب خبراء، إذ سيمنع تعاطي الشركات والبنوك ويحدد نوافذ معينة لتعامل المنظمات مع هذه الجماعة المصنفة عالمياً بالإرهاب، إضافة إلى حظر نشاط قياداتها وأعضائها وتحركات شبكاتها الناعمة دولياً.

كما يترتب على ذلك متغيرات عدة، علاوةً على المنع من السفر وتجميد الأرصدة والملاحقة الدولية.

وبحسب الباحث الاقتصادي اليمني، عبد الواحد العوبلي، "سيتوقف بشكل فوري التعامل مع الشركات التي تملكها قيادات حوثية، ومنعها من الاستيراد وفتح الحسابات المصرفية واستيراد المشتقات النفطية أو حتى البضائع، بخاصة أن المتعاملين معها عقب التصنيف، سيكونون أمام شرط الاختيار بين واشنطن والميليشيات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تعطيل حركة الأموال

وصرح العوبلي بأن "لهذا القرار تبعات اقتصادية بسبب الإجراءات المترتِبة، التي ستلحق ضرراً بالغاً بالجماعة، نظراً إلى تعطيل حركة الأموال التابعة لها، إذ إن التعامل معها سواء من قبل الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الأخرى قبل القرار كان يتم بصورة طبيعية وقانونية على اعتبار أنها سلطة أمر واقع، لكن بعد صدور القرار ستضطر هذه الجهات الدولية إلى التوقف فوراً عن التعامل معها أو من خلالها، وإلا ستكون بالنسبة إلى الحكومة الأميركية طرفاً يتعامل مع الإرهاب".

عزل دولي


أما على الصعيد السياسي، فأشار العوبلي إلى أن القرار "سيعزل الجماعة دولياً ويوقف التعامل معها عبر الأجهزة الدبلوماسية الدولية، سواء السفراء أو الجهات الدولية الرسمية الأخرى، طبقاً للقوانين والمواثيق التي تجرّم بطبيعة الحال التعامل مع الجهات أو الأفراد المشمولين في قوائم الإرهاب العالمية". وأضاف "لكن هناك جهات ستستمر في التعامل معها، بخاصة تلك التي سبقتها إلى قوائم العقوبات الأميركية، كالنظامَين الإيراني والسوري، وهو أمر لن يتغيّر بعد العقوبات".

سخرية ووعيد

في المقابل، سخر الحوثيون من القرار الأميركي، وأظهروا عدم اكتراثهم به ثم توعدوا بالرد. وفي أول ردود أفعالهم، قال عضو المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله"، محمد علي الحوثي، إن "أميركا هي مصدر الإرهاب في العالم"، متهماً بذلك سياسة إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب وتصرفاتها.

ويرى معارضو القرار الأميركي أن من شأنه أن يضيّق أفق الخروج من نفق الأزمة اليمنية، في ظل انسداد الطريق أمام عملية السلام، شمالاً وجنوباً، بعد تعثر التوافق على إعلان الأمم المتحدة المشترك (خطة المصالحة الشاملة ووقف القتال)، إلا أن الحكومة الشرعية سارعت إلى الترحيب بالقرار المحتمل، إذ لطالما ظلت تحث الإدارة الأميركية على الإسراع بتصنيف الجماعة على لوائح الارهاب.

دعوة يمنية

يُذكر أنه في وقت سابق، حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، من أن "ميليشيات الحوثي ترتكب جرائم وانتهاكات فاقت في فظاعتها" الجماعات الإرهابية" في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي تنصلت من مسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية في وضع حد لجرائمها ووقف نزيف الدم اليمني".

ودعا الإرياني في هذا الصدد المجتمع الدولي إلى "دعم جهود الدولة والشعب في اليمن لاستعادة الأمن والاستقرار، وسرعة العمل على إدراج ميليشيات الحوثي ضمن "قوائم الإرهاب".


قصف حوثي

وشنّت مليشيات الحوثي، قصفاً عشوائياً مكثفاً على أهالي قرية المشاخرة في مديرية الحداء شرق محافظة ذمار، كما خطفت 7 مدنيين من أبناء القرية وفرضت حصاراً مشدداً عليها ومنعت دخول أي شخص، عدا عن خطفها الخارجين منها.

كما اتُهِم الحوثيون بتنفيذ جرائم إبادة جماعية بحق أبناء قرية الحيمة في مديرية التعزية في محافظة تعز، بعد ثلاثة أيام من القصف العشوائي على منازل المواطنين ومزارعهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في ظل تعتيم إعلامي.

المزيد من العالم العربي