Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس هواوي الإقليمي: "لم نتجسس على أحد"

أكد أن الحرب التقنية أخذت أبعادا جيوسياسية ولم تعد قضية خلاف تجاري

مركز هواوي للأبحاث والتطوير في الصين  (أ ف ب)

أكد تشارلز يانغ، رئيس "هواوي" في منطقة الشرق الأوسط على أهمية المنطقة بالنسبة للشركة العملاقة، مشيراً إلى أن حصة "هواوي" في سوق الجيل الخامس في الشرق الأوسط تجاوزت ما نسبته 70 في المئة من أسهم السوق حتى الوقت الحالي.

وفي ما يتعلق باتهامات الولايات المتحدة ودول أوروبية للصين بالتجسس على الأفراد والشركات من بوابة الجيل الخامس الذي تطوره الشركة، حذر يانغ، من مغبة خلط القضايا التجارية مع السياسية واصفاً إياه بالأمر الخطأ تماماً، محذراً من أن إقحام السياسة في مجال الأعمال والتكنولوجيا سيكون له آثار سلبية على الأعمال والمجتمعات. ويرى أن تعزيز قيمة الجيل الخامس لم يعد مجرد قضية تقنية أو تجارية، وإنما أخذ أبعاداً جيوسياسية.

وأوضح في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أنه منذ 30 سنة حتى الوقت الحالي، لم يكن هناك أي دليل يثبت الادعاءات القائلة بأن "هواوي" تستخدم أياً من معداتها للتجسس على أي جهة وقال، إن "هواوي" قطعت وعداً لجميع الدول بأنها مستعدة لأن توقع على اتفاقية منع التجسس ووجود الثغرات الأمنية أو ما يسمى "الأبواب الخلفية" مع كل بلد تدير أعمالها فيه ويرغب القيام بذلك. كاشفاً عن أن الشركة وقعت فعلياً مثل هذه الاتفاقيات مع العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف رئيس "هواوي" في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من "أننا نستمر في مواجهة العديد من الاتهامات التي لا أساس لها بشأن الأمن السيبراني، فإن الجميع بات يعرف أنها تبقى محض ادعاءات لا دليل عليها. وأن سجل أعمالنا وتفانينا في خدمة متطلبات مستقبل أعمال عملائنا شاهد علينا". وعلى مدار السنوات الثلاثين الماضية، أولت "هواوي" اهتماماً خاصاً بقضايا الأمن السيبراني وخصوصية البيانات التي نعتبرها أولوية لا يمكن الاستهانة بها مطلقاً.

وشدد على أن مبادئ الشركة، التي تركز على توفير أفضل الخدمات للعملاء لم ولن تتغير. "نجاحاتنا المبنية على التزامنا الكبير تجاه عملائنا وتفانينا في خدمتهم واستكشاف آفاق جديدة للعمل المشترك معهم ومع شركائنا بشفافية كبيرة قد تجعلنا نواجه مزيداً من التحديات ومحاولات عرقلة أعمالنا، بيد أننا على ثقة من أننا لن ننجح في التغلب عليها فحسب، بل ستواصل أعمالنا نموها ونحقق المزيد من النجاحات بفضل ثقة عملائنا بنا".

وأشار إلى أن تركيز الشركة منصب على توفير متطلبات عملاء "هواوي" ومواصلة العمل على كيفية تعزيز وبناء أفضل لشبكات الجيل الخامس، التي تواكب متطلبات دول المنطقة والعالم بأسره. مؤكداً سعي الشركة  للمساهمة في صياغة مستقبل جديد للبشرية يستفيد من كافة المزايا التقنية.

100 مليار استثمارات ومختبرات للأمن السيبراني لطمأنة الأوروبيين

وتكمن قوة "هواوي" بحسب يانغ، في قدرات البحث والتطوير والابتكار التي تتمتع بها وتجعلها أساساً للنجاحات المستمرة للوفاء بمتطلبات مستقبل أعمال عملائنا، وتحدث عن اعتزام "هواوي" استثمار 100 مليار دولار في البحث والتطوير على مدار الخمس سنوات المقبلة، أي أكثر من 20 مليار دولار في كل عام. قائلاً "لهذا السبب تثق العديد من الدول في جميع أنحاء العالم بشركتنا وتقنياتها الحديثة، المقترنة بنهج الانفتاح والشفافية لإنجاز أعمالها. ولزرع مزيد من جسور الثقة ومنصات العمل الجادة على موضوع أمن المعلومات".

وأضاف، أن "هواوي" افتتحت مختبراً للأمن السيبراني في بروكسل يسهم بشكل واقعي وعملي في طمأنة المسؤولين السياسيين بالاتحاد الأوربي بشأن التزامها بتعزيز الأمن السيبراني. "كما افتتحنا مركزاً مشابهاً في مدينة بون بألمانيا ومولنا مركزاً للاختبارات تديره الحكومة البريطانية، تم افتتاحه في عام 2010. وأدركت العديد من شركات الاتصالات الأوروبية القيمة المميزة التي نحققها، وأنه ليس لدينا ما نخفيه، وأن أعمالنا كتاب مفتوح أمام عملائنا وشركائنا للنظر في أدق تفاصيله".

 

 

دول الخليج تتبنى اعتماد شبكات الجيل الخامس عالمياً

وعن أهمية منطقة الشرق الأوسط والخليج بشكل خاص لـ"هواوي" قال يانغ، سعيد برؤية دول الخليج في مقدمة الدول التي تبنت وتعتمد شبكات الجيل الخامس على المستوى العالمي، ووطدت تجربتها ومكانتها ضمن الدول الرائدة في هذا المجال عالمياً، حيث ستسهم هذه التقنية في تمكين التحول الرقمي في المستقبل والمساهمة في جهود تطوير الاقتصاد الرقمي لدول المنطقة.

وأوضح، أن "هواوي" كانت قد أطلقت برنامج شراكة النظام الإيكولوجي للجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط عام 2018. وأنها استثمرت في تطوير المحتوى والتطبيقات لتوفير خدمات الجيل الخامس لدول المنطقة.

وأضاف، "بفضل منصة المختبر المفتوح من الجيل الخامس، يمكن لشركائنا أن يجربوا ويختبروا ويبتكروا أحدث الاستخدامات في بيئة اختبار عالية المعايير والمقاييس تعتمد على الجيل الخامس لتوفير المزيد من الخدمات العصرية المرنة. ولا يسهم البرنامج في جذب أكثر من 300 شريك عالمي من مختلف القطاعات إلى منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل يوفر حالات استخدام محلية بالتعاون مع أكثر من 90 شريكاً إقليمياً كذلك".

إيجابيات كورونا تسريع مشاريع التحول الرقمي

سألناه عن التداعيات التي تسببت بها أزمة كورونا على أعمال هواوي، فقال، "وفرنا الدعم للمؤسسات الحكومية والشركات لإنجاز مشاريع التحول الرقمي قبل فترة الأزمة. ويمكن القول إن الجانب الإيجابي تقنياً خلال الجائحة كان تسريع مشاريع التحول الرقمي وفقاً لطبيعة متطلبات المرحلة الحالية.

ففي العام الحالي، على سبيل المثال، أدت تقنية الجيل الخامس وغيرها من المنصات التقنية الحديثة كالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية دوراً جوهرياً في مواجهة الجائحة. كما قدمت إسهامات كبيرة في تطوير البنية التحتية وتوفير الحلول التقنية على مدار العام الحالي. وتعاونا مع شركائنا على تعزيز نطاق تغطية الشبكات في فترات زمنية قصيرة جداً لتوفير الاتصال للجميع".

إعداد وتنمية 100 ألف موهبة في المنطقة

وأكد يانغ أن الشركة تولي أهمية خاصة لأسواق منطقة الشرق الأوسط،  قائلاً، "أعمالنا في المنطقة منذ أكثر من 20 سنة بنينا خلالها علاقات وطيدة مع عملائنا وشركائنا المحليين وفي مقدمتهم شركات الاتصالات. وعملنا معاً على تطوير العديد من التقنيات للوفاء بمتطلبات الأسواق المحلية بحسب طبيعة احتياجات كل منها. ومن خلال مشاريع الاستكشاف والابتكار المشترك، نسهم في تعزيز قيمة الأعمال والخدمات ودعم المشاريع الوطنية وخطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية في دول المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسلط يانغ الضوء على أحد أهم المحاور التي تعمل عليها "هواوي" في المنطقة والمتمثلة في رعاية وتنمية المواهب التقنية، مؤكداً التزامهم بالاستثمار في قدرات الشباب وتوفير التدريب وتبادل المعرفة والخبرات اللازمة لهم على طريق إعدادهم ليكونوا الجيل القادم من قادة التكنولوجيا بالتماشي مع الاستراتيجيات والخطط والمبادرات الحكومية التي تسعى لتوطيد الرقمنة والاستفادة القصوى من التقنيات والحلول الحديثة لبناء اقتصادات رقمية مستدامة مبنية على المعرفة بأيادٍ وعقول محلية.

وأضاف، أنه من خلال مبادرات وبرامج المسؤولية الاجتماعية التي تنظمها "هواوي" على المستوى الإقليمي والعالمي، تسعى الشركة إلى تعزيز تبادل المعرفة محلياً وإقليمياً وعالمياً، والعمل على رفع مستوى وعي الشباب واهتمامهم بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات و"تعزيز دورنا في تنمية المجتمعات الرقمية". مشيراً إلى مساهمة الشركة سابقاً في إعداد وتنمية 100 ألف موهبة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.

أكثر من مليار هاتف ذكي لـ"هواوي" بيع هذا العام

وعن أداء "هواوي"، أشار إلى أنه في النصف الأول من العام الحالي، حققت مجموعة أعمال "هواوي كونسيومر" لأجهزة المستهلك أرباحاً وصلت إلى 255.8 مليار يوان صيني (39 مليار دولار أميركي) على المستوى العالمي. وأثناء العام الحالي، باعت الشركة أكثر من مليار جهاز هاتف ذكي في جميع أنحاء العالم.

أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقد واصلت "هواوي" تنفيذ استراتيجية Huawei Seamless AI Life لتوفير نمط حياة معزز بالذكاء الاصطناعي، "ووفرنا مجموعة كبيرة من المنتجات بما فيها الأجهزة الذكية التي يمكن ارتداؤها والأجهزة الصوتية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية. وحققت منتجاتنا أداءً ثابتاً ونتائج جيدة على مدار العام الحالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

وتابع، تواصل "هواوي" التزامها ببناء عالم يعتمد على التقنيات الذكية وتسعى الشركة إلى توفير الاتصال إلى جميع الأشخاص، و"نحن نأمل أن تستمر تقنياتنا في الإسهام بتحسين مستوى الحياة في جميع أنحاء العالم. ونهدف إلى تعزيز هذه الإنجازات في العام الحالي بحسب الظروف الحالية التي تتطلب جهوداً استثنائية ومزيداً من الانفتاح على تضافر الجهود والعمل المشترك.

ومن خلال الاهتمام بتوفير خدمات الاتصالات إلى الجميع مع أولوية الحفاظ على الخصوصية والالتزام بمعايير الأمان، وبفضل  استراتيجية AI seamless Life لتوفير نمط حياة معزز بالذكاء الاصطناعي، نؤمن بأننا على الطريق الصحيح للإسهام في توفير تقنيات الاتصالات للجميع من أجل بناء عالم أكثر تواصلاً".

خطط 2021

وعن خطط "هواوي" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2021 بما  فيها الاستثمارية، قال يانغ، خلال 2021، "نتوقع أن تتاح لنا العديد من الفرص ضمن خمسة مجالات تقنية نعتقد أنها الأهم بالنسبة لدول المنطقة وتحمل في طياتها العديد من المزايا لكافة سيناريوهات الأعمال والأفراد وهي الاتصالات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والحوسبة العامة والتقنيات المخصصة.

وسيتم تعزيز كافة هذه التقنيات من خلال نشر شبكات الجيل الخامس، مما سيوفر فرصاً كبيرة للقطاع التقني والمؤسسات الحكومية والشركات في الشرق الأوسط. ونتوقع أن تسهم هذه المجالات الخمس في دفع عجلة تنمية وتطوير أعمال الشركات ضمن مختلف القطاعات والصناعات بحسب أولويات كل دولة، وكذلك الإسهام في تنفيذ الاستراتيجيات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز القطاع التقني المحلي وتحسين الحوكمة الشاملة وتوفير مزيد من الخدمات العامة الرقمية والمرنة والسريعة التي ترتقي لما ينشده الجمهور خلال الحقبة الرقمية الحالية".

وأضاف يانغ في ظل الأحداث التي شهدها عام 2020، برزت أهمية استراتيجيات التحول الرقمي لتعزيز الذكاء الرقمي في جميع مؤسسات القطاعين العام والخاص. و"نتوقع أن تراعي مشاريع تقنية المعلومات والاتصالات الحكومية ومشاريع القطاع الخاص في العام المقبل تحقيق هذه الأهداف في المستقبل".

وباعتبارها شركة رائدة في نشر شبكات الجيل الخامس، لا تولي "هواوي" اهتماماً للتقنيات الحديثة وتوفير المعدات والحلول فحسب، بل تلتزم وتبذل جهوداً واقعية لبناء النظام الإيكولوجي لتقنية المعلومات والاتصالات في العالم، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، إذ تثق الشركة أن النظام الإيكولوجي المتماسك يسهم في توفير أفضل الخدمات والحلول، وفي مقدمتها خدمات الجيل الخامس التي يمكن اقترانها بالذكاء الصناعي والحوسبة وغيرها لخدمة مستقبل أعمال العملاء والشركاء والاستراتيجيات والخطط الوطنية لدول المنطقة.

و"نحن نركز على بناء النظام الإيكولوجي للقطاع بأكمله، ونعمل على إنجاز الأولويات كبناء النظام الإيكولوجي للمواهب المحلية والنظام الإيكولوجي للجيل الخامس وغيره من التقنيات والحلول الأخرى. ومتفائلون حيال ذلك باعتبار أن دول المنطقة تمتلك مواهب بشرية واعدة مدعومة بإرادة حكومية جادة وطموحة للمضي قدماً في إنجاز التحول الرقمي وتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ونثق بقدرات شباب المنطقة وقدرتهم على تولي زمام القيادة في المستقبل وتسخير التكنولوجيا لصالح مستقبل بلدانهم".

 وقال رئيس "هواوي" في منطقة الشرق الأوسط، إن الشركة هي الوحيدة اليوم التي توفر حلولاً وتقنيات شاملة لإنجاز التحول الرقمي بمساهمة الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتقنيات والحلول الأخرى لقطاع الاعمال والأفراد.

 وأضاف، "نثق بقدرتنا على دعم دول الشرق الأوسط لإنجاز التحول الرقمي وخطط التنمية، ولدينا إيمان راسخ بأن تقنيات الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي هي الأساس الصلب الذي يمكن الاعتماد عليه لإنجاز مشاريع التحول الرقمي في جميع الدول. وعلى المستوى العالمي، فقد اعتمدت العديد من الدول مثل الصين وكوريا الجنوبية والسعودية والإمارات استراتيجيات وطنية للتحول الرقمي، وتسعى للاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة لإنجازها".

وفي مجال البيع بالتجزئة، أكد يانغ مواصلة "هواوي" تعزيز حضورها في مختلف بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث افتتحت متجرين رئيسين من متاجر "هواوي إكسبيرينس" في المغرب. وهناك أكثر من 100 متجر من متاجر "هواوي إكسبيرينس" في دول المنطقة، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف متجر للبيع بالتجزئة.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد