تزعم إحدى شركات التكنولوجيا البريطانية، وهي تسعى إلى الحدّ من كمية الوقود التي تحرقها طائرة نفاثة، أن وزن كل مسافر سيُقاس في المستقبل على متن الرحلات الجوية.
وكما سبق لصحيفة "الاندبندنت" أن ذكرت، فمن الممكن أن يعزز قياس وزن كل مسافر قبل صعوده على متن الرحلة تدابير السلامة، ويخفف الضرر البيئي الذي تسببه كل رحلة جوية.
ففي الوقت الراهن، تستخدم الخطوط الجويّة "الكتلة المفترضة" أو "الوزن المفترض"- وهو يقدر إجمالي وزن المسافرين والركاب من طريق استخدام بيانات تفترض أن كلّ راكب يزن 88 كيلوغراماً. وقد تلجأ شركات الخطوط الجوية إلى تغيير الوزن بحسب جنس المسافر لتحسين هذه البيانات، فتفترض بأن الرجل يزن 93 كيلوغراماً والمرأة 75 كيلوغراماً.
ولكن، ما لم يكن ثمة مسوغ لاعتماد وزن أعلى، هذه التقديرات تفوق الأوزان الفعلية. وإذا كان قبطان الطائرة يدرك بأن الطائرة تحمل وزناً أقل من "الكتلة المفترضة"، فمن الممكن أن يقوم أو تقوم بتحميل كمية وقود أقل، فتتقلص كمية وقود الطائرة.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن تحديد أماكن الركاب اعتماداً على أوزانهم، لموازنة الطائرة بشكل صحيح لئلا تحتاج إلى موازنة وتثبيت إضافيين. ونادراً ما يقاس وزن الركاب والمسافرين قبل صعودهم على متن الرحلة، فيما خلا بعض الحالات حيث تُستخدم طائرة صغيرة، فيكون وزن المسافرين وميزان الطائرة حيويين في مقياس السلامة.
وفيما ستستفيد شركات الخطوط الجوية من معرفة وزن الركاب والمسافرين الإجمالي، إلا أنها ما زالت تشعر بأن الركاب لا يتقبلون هذا الأمر ويرفضونه، بالإضافة إلى بعض التحديات اللوجيستيّة، ما يجعل هذه الفكرة متعذرة التطبيق. لكن نيك برازيير، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "فيول مايتريكس" للتكنولوجيا في بركشاير، وضع طريقة لقياس وزن الركاب والمسافرين بشكل مضمر.
"يتجه عدد كبير من المطارات وشركات الخطوط الجوية إلى اعتماد خدمة تسليمالحقائبذاتياً. فيتولى الركاب أنفسهم قياس أمتعتهمباستخدام نظام مدمج في شاشة والإجابة عن أسئلة لها علاقة بمحتويات الحقائب والأمتعة.
نحن لا نقترح وقوف الناس على الميزان، وإنما يمكن أن تضع المطارات "وسادات ضغط" في منطقة وضع الحقائب والأمتعة أمام كل شاشة. وبالتالي، عندما تُتسلم الحقيبة ويُقاس وزنها، يمكن أن يطرح النظام السؤال التالي على المسافر أو الراكب: "هل تقف على وسادة الضغط؟". وفي حال ضغط المسافر على "نعم"، يمكن تسجيل وزنه عندها، وإبلاغ شركة الخطوط الجوية بشكل سري".
عندها يمكن موظف الاتصالات الخاص بالطائرة والقبطان، أن يعملا معاً على احتساب "وزن الطائرة من دون الوقود" على وجه الدقة (أي وزن الطائرة والحمولة والمسافرين) وتحميل كمية الوقود المناسبة.
كما يظهر موقع آخر بديل لقياس وزن الركاب والمسافرين، وهو نقطة حاجز الأمن، أثناء مسح الجسم بكامله، وهو الأمر المستخدم أكثر فأكثرحالياً في المطارات.
وتُعالج البيانات التي جُمعت بشكل آمن وتتلف بعد هبوط الرحلة في وجهتها.
لن يضطر الركاب والمسافرون الأثقل وزناً إلى دفع مبلغ إضافي، على الرغم من أن شركات الخطوط الجوية تصر على أن يدفع المسافرون البُدناء الذين لا يمكنهم الجلوس مرتاحين في مقعد نمطي عادي كلفة استخدام مقعد إضافي.
يعتقد السيد "برازيير" بأن شركات الخطوط الجوية تحمّل حالياً حوالي واحد في المئة أكثر من الحمولة التي تحتاج إليها، وبالتالي، تحرق ما بين 0.3 و0.5 في المئة أكثر من الوقود لحمل الوزن الزائد غير الضروري. ومع إنفاق شركات الخطوط الجوية حوالي 200 مليار دولار (1.5 مليار جنيه) على الوقود سنوياً، سيكون في مقدورها توفير حوالي مليار دولار (750 مليون جنيه) حول العالم.
إلى ذلك، سيُعزز مستوى السلامة، من خلال تحميل الطيارين كمية وقود إضافية حين تدعو الحاجة على ما هي الحال عندما يكون على متن الرحلة نفسها عدد كبير من فرق الرغبي الأميركية.
كما يمكن توفير مبالغ إضافية من طريق تحديد المقاعد المثالية للركاب لضمان موازنة الطائرة بشكل صحيح. حالياً، يحتاج قبطان الطائرة إلى موازنة الطائرة وتثبيتها أثناء التحليق لجبه أي اختلال في الوزن. وهذا الأمر يزيد من كمية الوقود المحروق.
من المستبعد أن يتقبّل المسافرون وركاب الدرجة الأولى فكرة تحديد أماكنهم على متن الطائرة لموازنتها، ولكن يمكن تحديد أماكن مثالية للمسافرين في الدرجة الاقتصادية لضمان موازنة الطائرة بشكل جيد. وتجري شركة "فيول مايتريكس" مناقشات مع عدد من شركات الخطوط الجوية المهمة بما فيها على أقل تقدير شركة بريطانية، حيال نشر هذا النظام.
في العام 2015، ذكرت الخطوط الجوية الأوزباكستانية احتمال قياس وزن المسافرين والركاب قبل الإقلاع في محاولة "لضمان سلامة الرحلة".
وفي العام2017، طُلب من المسافرين في مطار هلسينكي الصعود على موازين قبل الصعود على متن رحلة "فين إر". وكانت هذه خطة طوعية لجمع البيانات عن متوسط أوزان المسافرين والركاب. وفي هذا العام كذلك، طبّقت الخطوط الجوية الهاويية سياسة جديدة على الرحلات الجوية إلى جزر ساموا الأميركية، قضت بقياس وزن المسافرين والركاب وتحديد أماكن محددة لهم لضمان توزيع الأوزان بشكل متساو في أنحاء الطائرة.
© The Independent