Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إقرار استخدام لقاح "أكسفورد" المضاد لكورونا في بريطانيا 

أربعة ملايين جرعة جاهزة لتطعيم فوري للفئات الأكثر ضعفاً في المملكة المتحدة

وافقت الجهات المختصة في المملكة المتحدة على اعتماد اللقاح الذي طورته جامعة "أكسفورد" بالتعاون مع شركة "أسترازينيكا"، وعلى البدء باستخدامه. ومن المنتظر أن يتم الآن توزيع ملايين الجرعات في جميع أنحاء الأقاليم البريطانية الأربعة، اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، الأمر الذي أحيا أملاً جديداً في أن تتم السيطرة على الوباء في غضون أشهر قليلة.

وقد قررت "الهيئة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" MHRA في بريطانيا، بعدما أظهرت نتائج مبكرة أن فاعلية اللقاح تتفاوت استناداً إلى النظام المعتمد للجرعات، وجوب إدارة إعطائه من خلال جرعتين كاملتين.

وقال ناطق باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن "الحكومة أقرت اليوم توصية الهيئة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية السماح باستخدام اللقاح المضاد لـكوفيد - 19 الذي ابتكرته جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة أسترازينيكا".

وأوضح أن "هذا التطور يأتي بعد تجارب سريرية دقيقة، وتحاليل شاملة للبيانات من جانب خبراء في الهيئة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، خلصت إلى أن اللقاح قد استوفى المعايير الصارمة للسلامة والجودة والفاعلية".

وفي تعليق على القرار، اعتبر وزير الصحة مات هانكوك أن الموافقة أتت بمثابة "خبر رائع" وشكّلت "لحظة للاحتفال بالابتكار البريطاني". أما رئيس الوزراء بوريس جونسون، فأعلن أن المملكة المتحدة "ستعمل الآن على تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت ممكن".

وتظهر النتائج التي تم جمعها من خلال التجارب واسعة النطاق للقاح، أن فاعليته تصل إلى نسبة 70.4 في المئة لجهة الوقاية من مرض كوفيد. وكان قد سجّل اللقاح نسبة فاعلية في حدود 62 في المئة أثناء تجربته على متطوعين تم إعطاؤهم جرعتين كاملتين، لكنه حقق نسبة 90 في المئة من الفاعلية حين استُخدم على مجموعة فرعية أصغر، أعطي أفرادها نصف جرعة، ثم جرعة كاملة.

وفي ما اعتبر دعماً لمرافق الخدمات الصحية الوطنية NHS التي دُفعت إلى حافة الهاوية خلال فترة فصل الشتاء، فقد أظهرت النتائج أنه لم يُبلّغ عن أي حالات دخول إلى المستشفيات أو عن أي مرض شديد بين المتطوعين الذين تلقوّا اللقاح.

ومن المنتظر أن يبدأ توزيع هذا اللقاح يوم الاثنين المقبل، وسط تفاؤل حكومي بأن تعطى الجرعة الأولى منه إلى أكثر من مليوني شخص من الأفراد الضعفاء المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس، بحلول منتصف شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

 

ويؤمل في أن يُجرى تطعيم جميع الفئات الضعيفة المعرضة لخطر الإصابة بالمرض، من خلال استخدام لقاح "أكسفورد" أو "فايزر - بايونتيك" بحلول أواخر شهر أبريل (نيسان).

وكانت المملكة المتحدة قد طلبت في وقت سابق، ما مجموعه 100 مليون جرعة، بما يكفي لتطعيم 50 مليون بريطاني. وقد تم حتى الآن تصنيع أربعة ملايين جرعة وهي جاهزة لأن تُطرح للتلقيح الفوري.

إشارة هنا إلى أن لقاح "أكسفورد" كان يُنظر إليه منذ فترة طويلة من جانب الدوائر الحكومية في "وايتهول" على أنه أداة بالغة الأهمية في إنهاء المرحلة الحادة من أزمة كوفيد، بسبب انخفاض كلفته وسهولة تخزينه.

ففي مقارنة مع لقاح "فايزر - بايونتيك" الذي يتعين حفظه في درجة حرارة - 70 مئوية، ويمكن نقله أربع مرات فقط ضمن سلسلة التبريد قبل استخدامه، فإن لقاح "أكسفورد" يمكن حفظه في درجة حرارة ثلاجة عادية لفترة طويلة من الزمن، ويمكن نقله بشكل متكرر.

هذه الميزة ستتيح للسلطات الصحية البريطانية نقل آلاف الجرعات بشكل عاجل إلى المستشفيات ومواقع التطعيم الجماعي والأطباء العامين في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، وستضمن في المقابل عدم إعاقة إدارة عملية إعطاء اللقاح نتيجة المضاعفات التقنية واللوجستية.

مكتب وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف أشار يوم الاثنين الفائت إلى أنه يُعوَّل على أن يسرّع اللقاح رفع القيود التي بدأ تطبيقها في وقت سابق من هذا الشهر بسبب السلالة الجديدة المتحولة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة، لكن فقط في حال "أجريت عملية طرح اللقاح وفق الخطة الموضوعة".

يُشار إلى أن العمل جارٍ في مختلف أنحاء الأقاليم البريطانية الأربعة، على تحويل ملاعب كرة القدم ومراكز المؤتمرات ومضامير السباقات، إلى مراكز تلقيح جماعية، للتمكّن في نهاية المطاف من إعطاء جرعات لنحو مليوني شخص أسبوعياً.

ومن المنتظر أن يُعطى الأفراد الذين يتلقّون لقاح "أكسفورد" أو لقاح "فايزر – بايونتيك" الذي كانت قد تمت الموافقة عليه في وقت سابق من هذا الشهر، جرعتهم الأولى على أن تليها جرعة ثانية بعد 12 أسبوعاً.

ويتركز الهدف على إعطاء الجرعة الأولى من لقاح كوفيد - 19، لأكبر عدد ممكن من الناس. وفي هذا الإطار، تقول "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" JCVI إنه "بعد مراجعة الأدلة المتعلقة بلقاحي ’فايزر - بايونتيك‘ و’أكسفورد - أسترازينيكا‘، نصحت اللجنة بإعطاء الأولوية في تلقي الجرعة الأولى، لأكبر عدد ممكن من الأشخاص ضمن المجموعات الضعيفة المعرّضة للخطر، بدلاً من توفير الجرعتين المطلوبتين في أقصر وقت ممكن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف اللجنة أن "جميع الأفراد سيتلقّون جرعتهم الثانية، وسيكون ذلك في غضون 12 أسبوعاً من تلقّيهم الأولى. ومن شأن الجرعة الثانية أن تكمل الكمية المطلوبة من اللقاح وهي مهمة لحماية طويلة الأجل من الفيروس. وستمنح مرافق ’الخدمات الصحية الوطنية‘ الأولوية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة في إعطاء الجرعة الأولى من اللقاحات، إلى أفراد الفئات الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بالعدوى".

وترى "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" أنه "مع اعتماد لقاحين الآن، سنتمكّن من تطعيم عدد أكبر من الأفراد الأكثر عرضة للخطر وحمايتهم من الإصابة بالعدوى والحدّ من الوفيات ودخول المستشفيات".

إلا أن رئيس الوزراء الأسبق طوني بلير كان قد اعتبر أن خطة التطعيم في المملكة المتحدة تحتاج إلى "تعديل وتعجيل جذري في تطبيقها" وذلك لمواجهة السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا.

وفي رسالة بعث بها إلى صحيفة "اندبندنت"، حض بلير صنّاع القرار في البلاد، على استخدام الدفعة الأولى كلها من لقاح "أكسفورد - أسترازينيكا" على أكبر عدد من الأشخاص، في الوقت الذي يتم إنتاج الدفعة الثانية من اللقاحات.

وقد أيّد هذه الفكرة البروفيسور ديفيد سالزبوري الذي كان قد أشرف على برنامج التحصين في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية حتى عام 2003.

وقال إنه "نظراً إلى الظروف الراهنة، فإنني أرغب في أن أحض بشدة على إعطاء أكبر عدد ممكن من الجرعات الأولى للفئات الضعيفة المعرّضة لخطر التقاط العدوى، وعندما يتم الانتهاء كلياً من ذلك، يمكن عندها الانتقال إلى إعطاء الجرعات الثانية".

أما في ما يتعلق بلقاح "أكسفورد"، فعلى الرغم من التبشير بأنه سيكون عاملاً يغيّر قواعد اللعبة في الكفاح ضد وباء كوفيد - 19، إلا أن رحلته نحو الترخيص القانوني شهدت جدالاً ومخالفات واضحة في البيانات المتعلقة بالتجارب.

وقد كُشف الشهر الماضي عن أن نظام نصف الجرعة والجرعة الكاملة، الذي بلغت نسبة فاعليته الـ 90 في المئة، كان قد أعطي بداية عن طريق الخطأ، إلى مشاركين في التجارب في المملكة المتحدة.

وكانت الآثار الجانبية للقاح، كالتعب أو الصداع أو آلام الذراع، أقل حدة من المتوقع على المتطوعين. وقد أسهم ذلك في التيقّن من أن جرعاتهم كانت غير صحيحة. وتم على الفور إخطار الجهات التنظيمية بالخطأ، إلا أنها وقّعت على خطة مواصلة اختبار اللقاح بجرعات مختلفة.

وكانت بيانات منفصلة قد أظهرت أن اللقاح فاعل بنسبة 62 في المئة فقط عند إعطائه على شكل جرعتين كاملتين. وما زال يتوجب على العلماء أن يشرحوا هذا التناقض في النتائج بين نظامَي الجرعات.

في المقابل، طُرحت أسئلة عما إذا كان اللقاح قد جرى اختباره على عدد كافٍ من الأشخاص الذين هم ضمن فئة ما فوق الـ55 سنة، وما إذا كان بالتالي قادراً على تأمين وقاية لأكثر الفئات ضعفاً وعرضةً لخطر الإصابة بالعدوى.

باسكال سوريو، الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا" ردّ في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" رافضاً مثل هذه المخاوف ومؤكداً أن بيانات إضافية قُدّمت إلى "الهيئة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية"، أظهرت أن اللقاح يمكن أن يطابق نسبة 95 في المئة من الفاعلية التي حققها لقاحا "فايزر - بايونتيك" و"موديرنا".

وأضاف: "نعتقد أننا توصلنا إلى الصيغة الناجحة وكيفية الحصول على الفاعلية المطلوبة التي يمكن أن تتيح لمَن يتلقّى الجرعتين، أن يخرج إلى المجتمع وأن يختلط مع الآخرين".

إشارة إلى أن البيانات التي تحدّث عنها الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا" لم تُنشر بعد. في المقابل، لا يزال غير واضح ما إذا كان اللقاح سيتمكّن من وقف انتشار فيروس كوفيد - 19، علماً أن هناك بعض المؤشرات إلى ذلك في البيانات المبكرة التي جُمعت.

وكان قد طُلب من مجموع المتطوعين الـ 6638 في التجارب التي أجريت على اللقاح في المملكة المتحدة، أن يكملوا اختبارات المسحة الأسبوعية خلال المرحلة الثالثة من الدراسة، لتحديد ما إذا كانوا مصابين بالفيروس لكن من دون ظهور أعراض عليهم.

وكُشف ضمن هذه المجموعة عن 69 حالة من هذا القبيل، معظمها من المجموعة الموضوعة تحت المراقبة لكن لم يتلقَّ أفرادها اللقاح. وقد مكّن ذلك الباحثين من تحديد أن اللقاح فعال بنسبة 27 في المئة في منع انتقال العدوى من الأشخاص المصابين بالفيروس لكن من دون أن تظهر عليهم أعراضه.

لكن البروفيسور أندرو بولارد، مدير "مجموعة أكسفورد للقاحات" كان قد رأى في وقت سابق من الشهر الجاري، أنه مع ذلك، هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهد للتحقيق في هذا الجانب، مشيراً إلى أن البيانات "لم تكُن قوية بما يكفي" لتقديم أي استنتاجات قاطعة ونهائية وأن "من المبكر التباهي بذلك جهاراً أمام الناس".

تبقى الإشارة أخيراً إلى أن شركة "أسترازينيكا" تعهدت بتصنيع 3 مليارات جرعة من اللقاح خلال سنة 2021. وقد وعدت شركة الأدوية التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها، ببيع اللقاحات بكلفة التصنيع للدول النامية، بشكل دائم، في وقت أن سهولة التخزين تعني أن الجرعات ستكون في متناول أفقر المجموعات السكانية في العالم وأكثرها ضعفاً.

© The Independent

المزيد من تقارير