Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صورة لقاسم سليماني قد تسبب عزلة تامة لقطاع غزة

إسرائيل تستغلها في وصف الفصائل المسلحة بالإرهاب

لافتة كبيرة وسط قطاع غزّة لقاسم سليماني تتزامن مع اقتراب ذكرى اغتياله (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

بالتزامن مع المناورة العسكرية التي نفذتها الفصائل المسلحة في قطاع غزة، رُفعت على الطريق الساحلي الرئيس في القطاع، صورة ضخمة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في هجوم أميركي في العراق، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى الاعتقاد أن هذه المناورة استعراض للقوة التي نظمتها إيران.

وتضمنت الصورة في غزة، عبارة وصفت فيها سليماني بـ"شهيد القدس"، وهي اقتباس من خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أثناء مشاركته في مراسم تشييع جثمان سليماني في العاصمة طهران.

الصور رسائل

هذه المرة الثانية التي ترفع صورة سليماني في غزة، كانت الأولى في مجلس عزاء أقامته الفصائل (حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ولجان المقاومة الشعبية) له في القطاع، وخلاله رفعت صور كبيرة للشخصية الإيرانية، من دون أن تبقى معلقة في شوارع القطاع الرئيسة.

والمعروف في غزة، أن صورا ضخمة ترفع في الطرق الرئيسة في المناسبات الرسمية والوطنية، وعادة تستخدم الفصائل هذا الأسلوب لإيصال رسائل للجانب الإسرائيلي (بينها رفع صورة للجنود المحتجزين في القطاع) أو للتعبير عن تضامنها مع أطراف معينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

محور إيران؟

وسط هذه الأجواء، قال محمود الزق عضو المجلس المركزي الفلسطيني (ثاني أعلى سلطة) إن "صورة سليماني فيها تعبير عن انحياز كل سكان القطاع لمحور إيران، وتاريخياً، رفضنا التحالف مع أي طرف إقليمي، وتعاملنا مع الجميع على أساس أن فلسطين قضية وطنية من دون جعلها تتبع لمحور معين".

وأضاف، "من حيث المبدأ، نرفض التعبير عن ارتباط غزة بإيران، وفي الوقت نفسه، علينا المحافظة على نهج متوازن يضمن تحقيق مصالح القطاع المحاصر والقضية الفلسطينية، علينا ألا نكون جزءاً من أي تحالف موجود في المنطقة".

بدوره، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض رأى أن رفع صورة سليماني في هذا الوقت، يعد استعراضاً لا داعي له، وسينعكس سلباً على غزة التي ستدفع الثمن سواء من إسرائيل، أو في خسارة العلاقات مع الدول العربية، لافتاً إلى أن هذه الخطوة سيجري تضخيمها بشكل يقوقع غزة في دائرة الإرهاب الإيراني.

أما طلال أبو ظريفة عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية فأكد أن هذه الصورة ستدخل القطاع في متاهات وتجاذبات سياسية كبيرة، وتدفع إلى خسارة الدول العربية، بدلاً من كسبها في هذا التوقيت الصعب الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بمأزق كبير.

حماس وفية لدم الداعم

لم تحمل صورة سليماني شعار أي فصيل مسلح في غزة، والمتعارف عليه أن حركة حماس، عادة، تضع شعارها على كل المنشورات الرسمية الصادرة عنها، لكن يبدو أن هذه الصورة عمل مشترك من الفصائل التي تتلقى تمويلاً من إيران، خصوصاً أن إسرائيل ربطتها بالمناورة العسكرية التي أجرتها الفصائل المسلحة واعتبرت ذلك استعراضاً لقوة إيران في المنطقة.

وعلى هامش مجلس العزاء الذي نظم لسليماني في غزة في الرابع من يناير (كانون الثاني) المنصرم، قال إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس، "سنبقى في قطاع غزة أوفياء لمن دعم فلسطين وطور إمكانات الفصائل".

وقبل يوم من رفع الصورة، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار إن سليماني سلمه في لقائه الأول معه العام 2006، مبلغ 22 مليون دولار لدعم الحركة، بعدما أحاله إليه الرئيس الإيراني (في حينه) محمود أحمدي نجاد، وكانت الاستجابة فورية.

إسرائيل: غزة لا تستحق التضامن العربي

وردت تل أبيب معتبرة أن هذا الأمر امتداد لإرهاب إيران، وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، إن "الميليشيا الإيرانية حماس تكرم القاتل الجماعي، الذي ذبح مئات الآلاف من السوريين والعراقيين واليمنيين والفلسطينيين، هكذا تحالف عملاء إيران في غزة مع من يحتل أربع عواصم عربية، وفي الوقت نفسه، هم يطلبون تضامناً عربياً. والله اللي استحوا ماتوا".

ومعلوم أن صورة سليماني رفعت، بعد أيام من إدانة المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية الفصائل والكفاح المسلح في غزة، ووصفت حركة حماس بأنها ارتكبت جرائم حرب ضد الإسرائيليين، وأن لديها توجهاً صريحاً لمحاكمة شخصيات متورطة في تلك الجرائم أمام "الجنائية الدولية".

جزء من التجاذبات

وأوضح طلال أبو ركبة الباحث في الشؤون السياسية الفلسطينية، أن السلطة في غزة سمحت لنفسها أن تكون جزءاً من تجاذبات المحاور، وعليها أن تتحمل انعكاسات ذلك وما سيترتب عليه من قطيعة، لافتاً إلى أن هذه الخطوة غير ذكية، وإنما تعزز مفهوم الإرهاب، وفي هذا الإطار ستعمل إسرائيل على تكثيف صورة القطاع بأنه منطقة مدعومة من الإرهابيين، وأشار إلى أن حماس الحاكمة في غزة، هي التي تتحمل المسؤولية عن الصورة.

وأكد أبو ركبة أن هذه الصورة ستوظفها إسرائيل في شيطنة الكفاح المسلح الفلسطيني، وأن الفصائل المسلحة في القطاع ليست مقاومة وإنما هي قوى إرهاب، لا سيما وأن أميركا والأوروبيين يصنفون معظم الفصائل على لوائح الإرهاب.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي