Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

2020 عام الملاعب الفارغة والأحداث الافتراضية

كورونا يعيد صياغة الرياضة العالمية والتكنولوجيا تتحدى الأزمة

لافتة تشير لمنع ممارسة كرة القدم في أحد ملاعب مدينة فرانكفورت الألمانية بسبب فيروس كورونا (أ ف ب)

يمكن اعتبار 2020 بمثابة عام إعادة صياغة الرياضة عالمياً، إذ أدى ظهور وتفشي كورونا خلال الأشهر الأولى منه إلى إسدال الستار على المسابقات الرياضية حول العالم ثم عودتها بصورة مغايرة لما كانت عليه من قبل.

وكان من المنتظر أن يقام في 2020 عدد من أكبر المسابقات والبطولات القارية والدولية التي تعرّض بعضها للتأجيل والبعض الآخر للإلغاء، في وقت غابت الجماهير بشكل شبه تام عن معظم أحداث السنة، ما تسبّب في خسائر بالغة للاتحادات والأندية والرياضيين.

وجاءت بداية العام طبيعية على الرغم من ظهور كورونا في مدينة ووهان الصينية، حيث استمرت البطولات كافة في منافساتها حتى منتصف شهر مارس (آذار)، حينما ضرب الفيروس القارة الأوروبية وأدى إلى توقف الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، ودوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي في مرحلة مهمة من المنافسات، وسرعان ما تأثرت استعدادات اليابان لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية (طوكيو 2020)، وبطولة الأمم الأوروبية (يورو 2020)، وبطولة أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2020)، فتقرر تأجليها كلها إلى عام 2021، في وقت توقفت المسابقات الرياضية المحلية والإقليمية والدولية من دوريات وكؤوس إلى أجل غير مسمى، وألغي بعضها بشكل تام مثلما حدث في دوريات كرة القدم في هولندا وبلجيكا وفرنسا.

ذروة تفشي الوباء  

وخلال أشهر ذروة تفشي الوباء في القارة الأوروبية وتوقف النشاطات بصفة تامة مع استمرار التزامات الأندية مالياً تجاه لاعبيها وموظفيها، بدأت الأزمات المالية بضرب الأندية، خصوصاً الصغرى التي تنافس في الدوريات الأدنى والتي تعتمد بشكل شبه كامل على عوائد الحضور الجماهيري.

واضطر معظم الأندية والبطولات الرياضية في أوروبا وحول العالم إلى التفاوض مع لاعبيها لتخفيض رواتبهم أو تأجيل أجزاء منها لحين نهاية تفشي الجائحة العالمية واستعادة استقرار الأوضاع المالية، بينما لجأت أندية محترفة إلى تسريح عدد كبير من موظفيها ووضع عدد آخر على قوائم الحكومات لدعم العاملين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وألقت الأزمة الصحية والمالية العالمية مسؤولية ضخمة على كاهل نجوم الرياضة المحترفين والأندية الكبرى، الذين بدأوا دعم مجتمعاتهم قدر المستطاع، وبرزت نماذج مضيئة مثل أندية تشيلسي وتوتنهام ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي التي فتحت ملاعبها أمام الخدمات الصحية الوطنية وسخّرت مواردها لمساعدة المصابين ودعم الأطباء.

مبالغ سخية

وشاركت البطولات الكبرى بمبالغ سخية في دعم الخدمات الطبية سواء بتبرعات مالية أو عينية، كما أنفق نجوم الرياضة عشرات الملايين لشراء اللوازم الطبية وتجهيز المستشفيات في نطاق مدنهم.

وظلت الرياضة العالمية في حالة ضبابية طوال أشهر شتاء وربيع 2020 حتى قصّت ألمانيا شريط عودة الدوري الألماني لكرة القدم من دون حضور جماهيري، وفق إجراءات طبية صارمة ثم تبعته الدوريات المحلية في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا قبل استئناف بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي بنظام الدورة المجمعة مع اختصار مباريات الأدوار النهائية.

وشهد عام 2020 تتويج بايرن ميونيخ الألماني بلقب دوري أبطال أوروبا، وإشبيلية الإسباني بلقب الدوري الأوروبي، مع تتويج ليفربول الإنجليزي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في حدث تاريخي للمرة الأولى منذ 30 عاماً، وانتزع ريال مدريد لقب الدوري الإسباني من برشلونة، وواصل يوفنتوس مسيرة التتويج بلقب الدوري الإيطالي.

ولجأت الدوريات والبطولات الدولية إلى حيل ذكية لتعويض غياب الجماهير عن الملاعب، إذ بدأت بإذاعة أصواتهم عبر مكبرات الصوت أو عرض البث الحي لمتابعتهم للمباريات على شاشات الملاعب، وازدهرت صناعة البث التلفزيوني وعبر الإنترنت بصورة أكثر تسارعاً مما كان مخططاً لها.

وعقب نهاية الموسم الرياضي 2019-2020 وبداية الموسم الحالي، قررت الجهات الرياضية المتخصصة المانحة لأهم الجوائز، إما إلغاء جوائزها أسوة بمجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية أو إقامة حفل جوائزها عبر الإنترنت وتسليمها للفائزين على انفراد، مثلما فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وهيمنت كرة القدم الألمانية على التتويجات بفوز البولندي روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم بايرن ميونيخ، بجائزة أفضل لاعب في العالم، والألماني يورغن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول الإنجليزي بجائزة أفضل مدير فني في العالم، وحارس المنتخب الألماني ونادي بايرن ميونيخ مانويل نوير بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم.

أسطورة كرة القدم  

ومع اقتراب نهاية 2020، فقدت الرياضة العالمية أسطورة كرة القدم العالمية دييغو أرماندو مارادونا الذي توفي خلال فترة نقاهته بعد خضوعه لجراحة في المخ، ثم لحق به نجم كرة القدم الإيطالي باولو روسي هداف نهائيات كأس العالم 1982 بعد معاناة مع المرض لسنوات.

وخلال الأشهر الأخيرة، بدأت الرياضة العالمية بالتعافي واستعادة حدة المنافسات وبعض من الحضور الجماهيري وفقاً لقواعد التباعد الاجتماعي، إلا أن كورونا عاد إلى التفشي مجدداً في موجة ثانية تنذر بتجدّد الأزمة.

وبناء على التطورات الجديدة، قرر "فيفا" إلغاء بطولتي كأس العالم للشباب تحت 20 سنة التي كان من المفترض أن تقام في إندونيسيا والناشئين تحت 17 سنة في بيرو، لكن تقرر أن تستضيف الدولتان البطولتين نفسيهما في 2023.

بداية مميزة 

وعلى صعيد كرة القدم الأفريقية، كانت بداية العام مميزة لنادي الزمالك المصري بطلاً لكأس السوبر الأفريقي للمرة الرابعة في تاريخه، بعد فوزه على الترجي التونسي 3 ـ 1 في المباراة التي أقيمت بينهما في استاد ثاني بن جاسم بنادي الغرافة بالعاصمة القطرية الدوحة.

لكن نهاية العام شهدت تبدّل حظوظ المنافسين، وحصد فريق الأهلي المصري بطولة أفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه بعدما فاز على الزمالك بهدفين لهدف خلال المباراة التي جمعتهما في استاد القاهرة بنهائي دوري أبطال أفريقيا المعروف إعلامياً بنهائي القرن.

وتأهل الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي لكأس العالم للأندية للمرة السادسة في تاريخه بعد الفوز في نهائي دوري أبطال أفريقيا، وعاد الأهلي إلى المونديال بعد غياب سبع سنوات، إذ لم يشارك منذ 2013.

ويمتلك الأهلي إنجازاً تاريخياً في كأس العالم بعد الفوز بالميدالية البرونزية 2006.

وحسم الأهلي لقب دوري أبطال أفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه وسيلعب في المونديال للمرة السادسة بعد أعوام 2005 و2006 و2008 و2012 و2013.

وتوّج نهضة بركان المغربي بلقب بطل مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بفوزه على بيراميدز المصري 1-صفر في المباراة النهائية على ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط.

وعوّض نهضة بركان خسارته لنهائي نسخة العام الماضي 2019 أمام الزمالك المصري بركلات الترجيح (3-5) بعد تبادلهما الفوز ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة (1-صفر)، وتوّج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، وهو اللقب الثاني للفريق المغربي منذ تأسيسه 1970 بعد لقب كأس المغرب العام قبل الماضي.

 

 

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة