Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رموز خليجية معتادة غيّبها الموت في 2020

حملت صفحات النعي أسماء سياسية وفنية ورياضية ورجال مال وإعلام

غيب الموت ثلاثة قادة خليجيين في عام 2020 (اندبندنت عربية)

لم يحمل 2020 كثيراً من الأخبار السعيدة، وهو العام الذي عاشه العالم في انتظار خبر سعيد واحد، وهو الوصول إلى لقاح كورونا.

غير أن الفيروس التاجي لم يكن النبأ السيئ الوحيد الذي اضطر العالم إلى التعامل معه، فقد حملت هذه السنة رسائل عزاء كثيرة لشخصيات عامة سياسية وفنية ورياضية ورجال مال ومجتمع، اختاروا ألا يعيشوا عاماً آخر، بعد ما شاهدوه في طيات أشهر 2020.

فمنهم من اختار أول العام ليرحل بعد أن تحسس ما سيراه مشيعوه بعد دفنه، وهناك من رحل في منتصف أزمة صحية منعته من العزاء الذي يستحقه، وآخرون غادروا العالم بعد أن تنفسوا الصعداء مع بدء ظهور الأخبار الجيدة نهاية العام، وإن لم تكن كافية.

ففي الخليج العربي، فقدت دوله عدداً من أسمائها التي كانت جزءاً من حياتها اليومية ومؤسساتها ومجتمعاتها. وطال رؤوس الحكم والسياسة والساحات الفنية والرياضية تغييرات، بأمر القدر الذي خطف عدداً كبيراً منهم، اخترنا أبرزهم.

3 عروش شاغرة في الخليج

مثّل السلطان قابوس بن سعيد أحد وجوه السياسة المعتادة في الخليج، فلم يعتد المتابع لكراسي القادة التي يكون فيها مقعد مخصص للسلطنة، ألا يشاهد قابوس يتقدم البعثة حاكماً للبلاد.

ولم يكن طريق الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور سهلاً إلى العرش، كما لم تكن سنوات العرش سهلة هي الأخرى. فقد كانت أولى مهمات السلطان التاسع في السلطة هو التعامل مع ثورة ظفار التي نجح في إخمادها عام 1975، أي بعد خمس سنوات من توليه مقاليد الحكم، ليستمر في السلطة حتى العاشر من يناير (كانون الثاني) 2020.

في اليوم التالي من وفاته، 11 يناير (كانون الثاني)، دعا مجلس الدفاع مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، وقد تسلّم "الدفاع" رداً من مجلس العائلة المالكة، تمثل في أن المجلس المذكور انعقد وقرر تثبيت من أوصى به السلطان الراحل قابوس بن سعيد في وصيته، وهي الطريقة التي تسير فيها الأمور لتحديد ولاية العهد في مسقط، وقد قام مجلس الدفاع بفتح الوصية وقراءتها بشكل مباشر على جميع الحاضرين، والإعلان بأن هيثم بن طارق بن تيمور هو سلطان عمان الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي 29 سبتمبر (أيلول)، كان الخليج موعوداً مع نبأ آخر مشابهاً، عندما أعلن الديوان الأميري الكويتي خبر وفاة الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد، الذي بدأ مسيرته السياسية العام 1963، عندما رفع علم بلاده على مبنى الأمم المتحدة، لتحظى باعتراف دولي كدولة مستقلة.

ونجح الأمير الراحل في الحفاظ على مقعده في الحكومة الكويتية عبر 18 تشكيلاً وزارياً حتى 2003، عندما قرر التفرغ لمنصب رئيس الوزراء بعد قرار فصله عن أي منصب آخر، ثم أميراً للبلاد في يناير 2006، ليستمر حتى 2020.

اسم مهم آخر لكن في البحرين، ففي 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، نعى الديوان الملكي في المنامة رئيس وزراء البلاد الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي توفي في الولايات المتحدة الأميركية أثناء رحلة علاجية، ختم فيها الرجل القوي في مؤسسة الحكم البحرينية حياته المليئة بالمحطات، كان أبرزها دوره في إخماد الاضطرابات التي شهدتها البلاد العام 2011، إبان ما عرف بـ "الربيع العربي".

سنة كبيسة على المتطرفين

لم يكن العام الحالي خفيفاً على المتطرفين، حين فقدوا أحد أبرز أسمائهم قبل بدايته، عندما أعلن الرئيس الأميركي مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي نهاية 2019، وافتتح العام الحالي بإعلان مقتل غريمه في الطائفة الأخرى الجنرال قاسم سليماني، المصنف على قوائم الإرهاب في عدد من الدول.

لكن خبراً آخر لم يحمل الصدى ذاته على الرغم من أهميته، إذ وضع الرئيس الأميركي حداً للإشاعات التي لاحقت مصير قاسم الريمي زعيم "تنظيم القاعدة" في جزيرة العرب، بعد ما أعلن مقتله خلال إحدى العمليات التي نفذتها القوات الأميركية لمكافحة الإرهاب في اليمن.

وقال ترمب في 7 فبراير (شباط)، إن العملية "أضعفت تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأنحاء العالم، كما أن هذه العملية قرّبتنا من القضاء على خطر تلك الجماعات التي تهدد أمننا القومي".

ويعد الريمي الرجل الأول في "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وحكم عليه بالسجن في 2005، بعد إدانته بتهمة التخطيط لاغتيال السفير الأميركي في صنعاء، إلا أنه فرّ من السجن بعد عام في عملية هرب جماعية لأكثر من 20 عنصراً من مسلحي التنظيم، بينهم ناصر الوحيشي الذي قتل هو الآخر في غارة أميركية العام 2015، ليحمل 2020 نبأ تصفيته، علماً بأنه مدرج على لوائح واشنطن للإرهاب منذ العام 2010.

الرياضة لها نصيب من ذلك

نعى الوسط الرياضي الخليجي، في 12 مارس (آذار)، الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، بعد أن دهمه الموت عن عمر ناهز الـ 83 عاماً.

وينظر الخليجيون إلى آل خليفة على أنه الأب الروحي لدورات الخليج، إذ يكاد يكون المسؤول الرياضي الوحيد في دول المجلس الذي عاصر جميع نسخ البطولة، منذ الدورة الأولى التي أقيمت في المنامة العام 1970، وحتى "خليجي 24" التي أقيمت في الدوحة العام الماضي، وتوج بها منتخب بلاده للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن ظلت عصية على المنتخب الأحمر لمدة 49 عاماً.

خميس العويران، أحد أكثر اللاعبين الذين تجاذبت الأندية السعودية استقطابه والتنافس عليه، ودّع أيضاً مطلع العام، في 7 يناير. وفي فبراير (شباط) لحق به محمد العبدلي، نجم الأهلي والنصر والمنتخب السعودي التاريخي.

أمين دابو، نجم آخر لعب في الأهلي، رحل أخيراً في التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، إذ بدأ مشواره في الإسماعيلي المصري خلال دراسته في جامعة الأزهر، قبل أن ينتقل إلى جدة في أغلى صفقة في الشرق الأوسط حينها، ويمثل المنتخب الأخضر بعد حصول ابن السنغال على الجنسية السعودية.

رجال الإعلام

في 18 مايو (أيار)، فقدت الشاشة التلفزيونية أحد أبرز أسمائها، وإن كان صالح كامل لم يظهر عليها كثيراً، إلا أنه كان أحد أبرز صناعها. إذ يعد كامل أحد أهم المستثمرين في مجال الإعلام العربي، بعد إنشاء شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART)، وأوائل رجال الأعمال السعوديين الذين استثمروا في عدد من القطاعات الخاصة.

لكنه لم يكن رجل إعلام فقط، بل كان أحد أقطاب الأعمال والتجارة في السعودية بشركته العملاقة "دلة"، التي تجاوز عدد الشركات المنضوية تحتها 300 شركة داخل السعودية وخارجها، بحسب أحد تصريحاته.

وجه إعلامي آخر لا يمكن تجاوزه، رحل في 14 من نوفمبر (تشرين الثاني)، الإعلامي السعودي طارق ريري، وكيل وزارة الثقافة والإعلام سابقاً، وأحد أشهر مخرجي التلفزيون في السعودية أواخر القرن الماضي.

وشارك ريري في إخراج عدد من الأعمال في تلفزيون بلاده، كما أخرج كثيراً من مباريات كرة القدم عندما كان بثها حصراً للتلفزيون السعودي، وعمل وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام، ويعد أحد المساهمين في تأسيس عدد من القنوات مثل "الإخبارية" السعودية، إلى جانب مساهماته في بدايات مركز تلفزيون الشرق الأوسط (MBC).

نجوم الشاشة

افتتح الممثل علي الغرير أخبار العام السيئة بالنسبة إلى الوسط الفني الخليجي، فالممثل البحريني الذي بدأ مسيرته عام 1990 بمسلسل "رحلة العجائب"، وختمها بـ "حكايات ابن الحداد"، لم يعش حتى يشاهد عرضه، وبينهما 53 مسلسلاً و15 مسرحية وخمسة أفلام، إذ قرر قلبه أن هذا يكفي، وعليه أن يتوقف في الـ 12 من يناير.

زميله وربما أستاذه، سليمان الياسين، الذي بدأ مسيرته المهنية قبله بأكثر من ثلاثة عقود، رحل بعده بشهرين، إذ بدأ الممثل الكويتي مسيرته في منتصف الستينيات بمسلسل "جفت الكؤوس"، وختمها بمسلسل كان اسمه خير ختام لرحلة النصف قرن، يدعى "شغف"، وعرض في 2020.

وفي السعودية كان محمد حمزة، الذي ولد في أغسطس (آب) ومات فيه، وما بين 1933 وحتى 2020 رحلة طويلة مليئة بالتجارب، جعلته مرشحاً أن يكون في قائمتي الرياضيين أو الإعلاميين، إلا أن شهرته التي اكتسبها من مسلسل "أصابع الزمن" في الثمانينيات طغت على تجربته الرياضية في ناديي الوحدة والأهلي، وتجربته الإذاعية مقدماً لبرامجها.

عميد الدراما السعودية كما يسمّى، توقف عن الركض قبل أن يتوقف قلبه، بعد أن اختتم مسيرته في 2013 بمسلسل "أهل البلد"، ليجلس بعدها يطالع سنوات طوال قبل رحيله منتصف العام الحالي.

لكنه لم يكن الوحيد في بلده، فقبله بشهر رحل سعد التمامي الممثل والمونولوج السعودي، الذي لعب أشهر أدواره في مسرح التلفزيون قبل توقفه، ليختفي فجأة ويظهر نبأ وفاته في 16 يوليو (تموز)، كأحد الأسماء الفنية الخليجية الراحلة في 2020.

المزيد من تقارير