Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا خسرت هوليوود في زمن الوباء؟

شباك التذاكر يفقد 80 في المئة من أرباحه وأعداد مشتركي المنصات الإلكترونية في تصاعد

مُنيت أفلام هوليوود بهزائم متعددة في شباك التذاكر بعد الإغلاق الأكبر لعشرات الآلاف من قاعات السينما (غيتي)

في حين أن أغلب القطاعات الاقتصادية تأثرت سلباً بانتشار فيروس كورونا، يأتي قطاع الترفيه كواحد من أبرز المجالات التي عانت منذ مطلع عام 2020 ولا تزال بسبب استمرار أزمة الوباء شديد الانتشار.
وعلى الرغم من بدء حملات تلقي اللقاحات في عدد من دول العالم، ولكن يبدو أن التعافي لن يكون سريعاً، خصوصاً مع استمرار نزيف الخسائر في مجال صناعة السينما، وهو الأمر الذي سيظل حاضراً لفترة طويلة مقبلة، بخاصة في هوليوود، باعتبارها الوجهة الأولى والأكثر قوة للإنتاج السينمائي في العالم.


الأفلام تهرب إلى المنصات الإلكترونية

وجاءت خسائر هوليوود سريعة ومتلاحقة، فباعتبارها المصدر الأول للمشاهد العالمي في ما يتعلق بالأفلام، وباعتمادها على أسواق تضم دور عرض كبرى مثل الصين "موطن وباء كوفيد 19"، فقد هوت بأرباحها بنسبة تقترب من الـ80 في المئة مقارنةً بالعام الماضي، بحسب ما ورد في تقرير نشرته صحيفة "لوس أنجليس تايمز". ومُنيت أفلام هوليوود بهزائم متعددة في شباك التذاكر بعد الإغلاق الأكبر لعشرات الآلاف من قاعات السينما، في الصين والولايات المتحدة، البلدين اللذين يملكان أكبر عدد من دور السينما في العالم، بالتالي اتُخذت القرارات سريعاً بتأجيل عروض الإنتاجات الكبرى، شهراً بعد آخر، وأبرزها فيلم جيمس بوند رقم 25 "لا وقت للموت" لدانيال كريغ ورامي مالك، الذي تأجل أكثر من مرة بعدما كان مقرراً عرضه في أبريل (نيسان) 2020 وتم ترحيله في النهاية لعام كامل حيث يُفترض عرضه في أبريل 2021 بعد فشل مفاوضات بثه عبر المنصات الإلكترونية، وهو الحل الذي لجأ إليه كثيرون من صناع الأفلام.
وكان فيلم توم هانكس "غرايهاوند" greyhound من أوائل أفلام كبار النجوم التي اتُخذ قرار بعرضه على منصة "أبل"، كما عُرض فيلم "مولان" سينمائياً بالتزامن مع بثه عبر منصة "ديزني بلاس"، حيث بات البث الإلكتروني هو السمة المميزة للأفلام هذا العام. وأُعلن أخيراً أن "نتفليكس" دخلت في مفاوضات لشراء حق عرض فيلم آخر لتوم هانكس هو "نيوز أوف ذي وورلد" News of The World، حيث باتت تلك المنصات مقبولة مادياً للمنتجين، كما أنها تُعتبر بمثابة حل وسط في ظل الإغلاق شبه الكامل المستمر منذ عشرة أشهر تقريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


كريستوفر نولان ينقلب على "وارنر براذرز"

وجعل الإغلاق عائدات أفلام عدة غامر أصحابها بعرضها سينمائياً، مخيبة الآمال. وقد تم ترجمة أزمة شباك التذاكر العالمي في أكثر من لقطة هذا العام لعل أبرزها أن فيلم "تينيت" (Tenet) لمخرج مهم مثل كريستوفر نولان لم تتجاوز إيراداته الـ350 مليون دولار، في حين أن فيلمه "دانكيرك" الذي عُرض قبل ثلاث سنوات حقق ما يقرب من 530 مليون دولار. وعلى الرغم من أن إيرادات "تينيت" تُعتبر الأعلى منذ أزمة الوباء مقارنةً ببقية الأفلام، لكنها تظل دون المتوقع بكثير. وربما دفع ذلك كثيرين إلى إعادة النظر في مسألة طرح أفلامهم سينمائياً في ظل دور عرض تعمل بأقل من نصف طاقتها. لهذا كان من الطبيعي أن تتخذ شركة "وارنر براذرز" المنتجة للفيلم، قراراً صادماً قلب الموازين، وهو اتجاهها لعرض أفلامها المقبلة على منصتها HBO Max بالتزامن مع عرضها سينمائياً، ومن دون أي رسوم إضافية، لتنعش عدد مشتركيها.
جاء ذلك أيضاً بعدما اضطرت الشركة إلى تسريح مئات من موظفيها هذا العام بسبب الخسائر المتوالية، وقد استقبل المهتمون بالسينما هذا القرار الذي سيغيّر نمط المشاهدة مستقبلاً وسيمتد أثره مطولاً بشكل سلبي. وهو ما جعل الإنجليزي كريستوفر نولان، المخرج والمؤلف المدلل لدى الشركة، الذي قدم معها أغلب أعماله، يصف "وارنر براذرز" عقب هذا القرار بأنهم "أسوأ خدمة بث". كما قال إن "ما حدث لا معنى له".

وفي الوقت الذي أبدى فيه النجوم تململهم بسبب اضطرار شركات الإنتاج للاكتفاء بعرض الأفلام عبر المنصات الإلكترونية، ومن بينهم توم هانكس الذي قال، إن "الأفلام صُنعت خصيصاً لتُعرَض في قاعات السينما المظلمة ولكن كورونا غيّر التاريخ، وتأتي استديوهات عملاقة مثل وارنر براذرز وتفتح المجال أمام المنصات وتقلّص من فرص ذهاب المشاهد إلى السينما حتى إذا تعافت تلك الصناعة وتحمس البعض لمشاهدة الأفلام في القاعات المغلقة في ظل تزايد عدد مَن يحصلون على اللقاحات في إنجلترا والولايات المتحدة على الأقل، فكثيرون سيفضلون متابعة الأفلام الجديدة في المنزل طالما لن تكون هناك تكاليف إضافية وسيدفعون الاشتراك الشهري المعتاد أي 15 دولاراً أميركياً فقط".


هبوط أسهم شركات دور العرض وتسريح موظفين

وفي وقت يتوقع المراقبون أن أكثر من 70 في المئة من العمال الصغار وحتى متوسطي التدرج الوظيفي في دور السينما بالولايات المتحدة سيفلسون تماماً لعدم وجود عمل لديهم، مع تقلص الإقبال على السينما، وهبوط أسهم الشركات المالكة لدور العرض وبينها "أي أم سي"  (Amc) بأكثر من 15 في المئة، نمت أعداد مشتركي المنصات الإلكترونية بشكل كبير حيث اقترب عدد مشتركي "نتفليكس" من 200 مليون مشترك حول العالم في فترة الوباء، وزادت أرباحها بأكثر من الضعف خلال الربع الأول من عام 2020 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019، كما وصل عدد مشتركي "ديزني بلاس" إلى 73 مليون مشترك بحسب تقرير أعدته مجلة "فارايتي" الأميركية. كما أشارت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" إلى أن عدد مشتركي "أتش بي أو ماكس" HBO Max زاد خلال فترة قصيرة إلى 12 مليوناً ونصف المليون، مقارنةً بثمانية ملايين ونصف المليون مشترك في الربع الأخير من عام 2019.

المزيد من سينما