Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنجح "نتفليكس" في زيادة عدد المشتركين بعد النكسة التي تعرضت لها؟

شهدت أسهم الشركة تراجعاً بعدما أظهرت المؤشرات التجارية في الآونة الأخيرة انخفاض أعداد المشتركين

شركات البث للأفلام والمسلسلات مثل نتفليكس لم تستفد من الجائحة مثل التطبيقات الأخرى (أ.ب) 

لم تعُد "نتفليكس" تحمل تغييرات كبيرة في قطاع الترفيه على ما كانت حالها من قبل، مهما حاول رئيسها التنفيذي رييد هاستينغس إبقاء صورتها على هذا النحو في أذهان الناس. ولئن كانت الشركة قد شقت طريقها كعلامة فارقة في عالم الترفيه، إلا أنها صارت جزءاً لا يتجزأ من عالم الترفيه ذاك.

إذن كيف سيمكنها الاستمرار ومواجهة الوقائع؟

المؤشرات والبيانات الصادرة أخيراً، والتي نُشرت الأسبوع المنصرم، أشارت إلى انتهاء ما تمتّعت به شركة البث العملاقة من طفرة في الإقبال عليها، وتلك طفرة كانت الجائحة أسهمت في تغذيتها. لم يكن رد فعل سوق الأسهم الأميركية على تلك البيانات، أو على التحذيرات من احتمال انخفاض عدد المشتركين الجدد في مطلع العام المقبل "بموازاة تعافي العالم" من كوفيد 19 (الذي قد لا يحصل)، جيدة. إذ إن أسهم "نتفليكس" خسرت خمسة في المئة من قيمتها، واستمرت بالتراجع على مدى الأيام الخمسة اللاحقة، على الرغم من وجوب الإشارة هنا إلى بقاء سهمها مرتفع القيمة بمعدل 50 في المئة لهذه الفترة من العام.

غير أن الأمر حمل إشارات إيجابية بعض الشيء لأولئك القلقين من عمليات الاقتراض التي اعتمدتها الشركة بهدف تمويل المحتوى الجديد لمواد بثّها. إذ إن الشركة بنفسها أشارت إلى استبعاد قيامها بالتعامل مع أسواق الاقتراض مرة أخرى هذا العام.

لكن في المقابل، وعلى الرغم من أن "نتفليكس" لم تعد فاتحة تغيير، فهي تبقى اليوم عنواناً للابتكار. فالشركة كانت قد تسببت بصدمة عند مشتركيها عندما تخلت عن فتراتها التجريبية المجانية، التي تخطت قليلاً، بأيامها الثلاثين، فترة السبعة أيام التي تعتمدها الشركات المنافسة والأصغر حجماً. وإزاء هذا، عادت "نتفليكس" لسلوك سبل جديدة قد تكون أكثر ذكاءً، لجذب الزبائن المحتملين. أحد الأمثلة على هذه السبل كان تقديمها مجاناً أفلاماً جديدة من إنتاجها، إضافة إلى الحلقة الأولى من مسلسلاتها الأكثر شهرة (مسلسل "أشياء غريبة" Stranger Things هو خير مثل على ذلك).

وإلى هذا، ثمة مبادرة أخرى مخصصة للهند قد تكون أكثر إثارة للاهتمام، حيث يمكن لخدمة "نتفليكس" برمّتها أن تتخلى عن نظام الدفع المسبق، في جميع أنحاء البلاد (الهند)، لبضعة أيام، قبل أن تعود وتعتمد نظام الدفع المذكور. إذ إن آسيا عموماً تشكّل فضاءً بالغ الأهمية بالنسبة لـ"نتفليكس". إنها قارة تمثّل مصدر المرحلة الثانية من النمو بالنسبة للشركة. وإن نجحت التجربة هناك – وأنا شخصياً جاهز للمراهنة على تحقق هذا النجاح – يمكنكم ساعتئذ توقع اعتماد فترات مجانية مماثلة على نطاق واسع في البلدان الآسيوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق متصل، فإنه ما من شك أن توسيع أعمال "نتفليكس" ونموها يتطلبان من هاستينغس (رئيسها التنفيذي) القيام بزيادة المحتوى المجاني للشبكة، والذي يلحُّ الطلب عليه. وذاك يعني، بحسب النموذج المتبع راهناً، زيادة الدَين. لذا فإن "نتفليكس" قد لا تعود إلى البئر (بئر الاستدانة) هذا العام، لكنها ستعود إليه بالتأكيد في مرحلة لاحقة. وكان المحتوى من جهته قد تسبب للشبكة، المُتوّجة ملكةً للبث، ببعض المشكلات. إذ إن "كيوتي" Cutie، الفيلم الفرنسي الناضج الذي يروي قصّة فريق للرقص، جرى استهدافه بذريعة إحاطته الفتيات الشابات بإيحاءات جنسية،

بيد أن تلك الاتهامات التي وجهت إلى الفيلم صدرت من نقاد محافظين في الولايات المتحدة، وقد تبيّن لاحقاً أن كثيرين منهم لم يشاهدوا الفيلم. وقد جاءت دعوات وقف "كيوتي" ومقاطعة خدمة "نتفليكس" لتظهر أن اليمين لا يقل إيغالاً بـ"ثقافة الحذف" ممن ينتقدهم، أي أولئك الذين (يتمترسون) في اليسار.

وكذلك قام النقد بتهشيم الكثير من الإصدارات والنتاجات الجديدة المهمّة. والنموذج على ذلك يتمثّل بما تعرّض له العمل الكوميدي "إميلي في باريس" Emily in Paris على يد الكاتبة في "اندبندنت"، فيونا ستورجيس، من وسمٍ يرشّحه في أن يصنّف بـ"مشاهدة مكروهة". فالكاتبة وغيرها من النقاد لم يعجبهم التصرّف برواية دافني دو مورييه الشهيرة، "ربيكا".

وهنا يمكن توجيه نصيحة لـ"نتفليكس": ليست فكرة صائبة أبداً محاولة صنع أفلامٍ لهيتشكوك مرة أخرى، خصوصاً الفيلم الوحيد من أفلامه الذي حاز على جائزة أوسكار أفضل تصوير. لكن ومقابل الكفاح الذي تكبدته نتاجات عدة لـ"نتفليكس"، استندت إلى روايات مشهورة وبثت مجاناً على الأثير، كي تحظى بنتائج جيدة على موقع "توماتوميتر" Tomatometer [موقع إلكتروني لتقييم الأفلام السينمائية والتلفزيونية]، فإن تلك الأعمال اكتسبت في النهاية نقاشات دارت حولها. وهذا أمر جسّد واحدة من تلك الحالات القليلة التي يكون فيها الإشهار بمجمله إشهاراً إيجابياً. وكل مُبتكر يقوم بتجنّب اللدغات والفخاخ. ثم أن الأعمال المذكورة حقّقت العديد من النجاحات، إذ راح المزيد من شاشات الصالات السينمائية يعرضها. أحد الأمثلة على هذه الأعمال هو "محاكمة السبعة من شيكاغو" Trial of the Chicago Seven لآرون سوركين، والذي لاقى الإعجاب.

وفي السياق ذاته، يُعلمنا العزوف الراهن الذي تظهره الاستديوهات التقليدية عن إطلاق الأفلام الكبيرة خلال الجائحة، أن ليس المشتركون بشبكات البثّ وحدهم من يشتاقون للمحتوى الجديد والنضر. وأنّه لمن الأفضل بكثير اعتماد مقاربة أكثر طواعية تجاه حاجتنا التقليدية إلى الـ16 أسبوعاً مخصصة لمبيعات شبابيك التذاكر السينمائية. فالبثّ على شاشات التلفاز وُجد ليبقى، كما أن "نتفليكس" من جهتها غدت منتجاً مهماً للأفلام. وقد لا يكون فيلم "ربيكا" نموذجاً مثالياً لما أنتجته، لكن هناك أعمال عدة جيدة، وهي ستستفيد من عرضها على الشاشات الكبيرة في صالات السينما. أصحاب تلك الأفلام بدورهم سيستفيدون من التوصل إلى تسويات مع "نتفليكس". والطرفان مرشحان لجني الأرباح بفضل ذاك الأمر إذا ما تحقق. بعض المحللين توقع زيادة الأسعار مع تباطؤ نمو أعداد المشتركين، خصوصاً في أسواق "نتفليكس" الأكثر نضجاً [الأكثر توازناً على رغم غياب نمو يذكر]. لكن هذا قد يزعج المشتركين. الإقدام على ذلك يتضمن مخاطر. و"نتفليكس" لا يعوزها هذه الأيام ميزة المنافسة هذه الأيام.

© The Independent

المزيد من اقتصاد