Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنساق الأطراف الليبية إلى هاوية الصراع العسكري مجدداً؟

"عملية أوباري" تفتح الطريق أمام تبادل إطلاق النار والجيش الوطني يوضح أنها عملية بيضاء

وزارة دفاع "الوفاق" تخطط لاسترداد الأراضي الواقعة خارج سيطرتها بالقوة   (أ ف ب)

أصبح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان ركيزة أساسية في تدعيم المسار التفاوضي للحل السياسي الليبي مهدداً بالسقوط، وطريقاً لجر الأزمة إلى هاوية الصراع العسكري من جديد، ونسف كل التفاهمات التي خطتها أطراف الحوار، في المسارين الآخرين السياسي والاقتصادي.

وتزايدت احتمالات فشل الاتفاق العسكري وسقوطه في أي لحظة مع تصريحات وزير الدفاع المفوض في حكومة الوفاق صلاح النمروش، التي شبه فيها الجيش الليبي بتنظيم داعش، قائلاً، إن "حكومته ستسترد الأراضي الليبية الواقعة خارج سيطرته بالقوة".

في المقابل، واصلت تركيا لعب دور محوري في التصعيد الذي شاب المشهد الليبي في الأيام الأخيرة، بتكثيف تحركاتها السياسية والعسكرية في البلاد، التي يعتبرها الطرف الممثل للشرق الليبي مخالفات مقصودة لاتفاقات لجان الحوار المحلية لعرقلتها وإفشالها.

الجيش يعترض سفينة تركية

في التطورات الدالة على المسار التصعيدي بين الجيش الوطني الليبي في بنغازي، وأنقرة، أعلن أول من أمس، اعتراض سفينة شحن تركية متجهة إلى ميناء مصراتة، ما عدّ خرقاً للحظر المفروض على ليبيا بشأن توريد السلاح.

وفيما لم تعلق تركيا على الحادث حتى الآن، قال الجيش إن "السفينة كانت تحمل علم جامايكا، من دون الكشف عن حمولتها"، معتبراً أن "هذا الخرق الجديد للقرارات الدولية والاتفاقات المحلية، التي صدرت أخيراً لتدعيم الحل السياسي، يأتي في إطار الاستفزازات التركية، التي توالت في الأيام الماضية، بغرض تعقيد المشهد الليبي".

في الأثناء، قال الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في تصريح صحافي، بث على موقعه الرسمي، إن الرئيس التركي مستعد لخرق وقف إطلاق النار، والذهاب إلى معارك تحقق مصالح بلاده في ليبيا.

مؤكداً "التزام الجيش الوطني التام باتفاق وقف إطلاق النار، وإصدار تعليمات لعناصره بالانتباه، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات، التي تؤدي إلى تصعيد الموقف العسكري".

عملية عسكرية بيضاء

في توضيح لملابسات العملية العسكرية، التي نفذها الجيش الوطني الليبي في مدينة أوباري جنوب غربي ليبيا وأثارت جدلاً كبيراً، واعتبرتها حكومة الوفاق خرقاً لوقف إطلاق النار، الموقّع في جنيف، قال المسماري، إن "القوات المسلحة ألقت القبض على سبعة إرهابيين وأسلحة وعتاد في العملية". وأضاف، "عملية أوباري عملية بيضاء، نفّذت من دون إطلاق نار"، نافياً في الوقت ذاته ما تردد بشأن صدور أي أوامر بالدخول إلى معسكر تندي في أوباري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار المسماري إلى أن "أحد الإرهابيين المقبوض عليهم في عملية أوباري، يُدعى حسن الوشي، اعترف بوجود ملاذات آمنة لبقايا تنظيم القاعدة في العاصمة طرابلس وضواحيها، كانوا يتخوفون من وصول الجيش، وبالتالي خروجهم منها".

مبيناً أن "الوشي اعترف أيضاً بأن الأسلحة التي صودرت في أوباري، كانت مجهزة للشحن إلى مالي، وهي ليست الأولى"، قائلاً إن "العملية قطعت خطوط الإمداد بين فرع تنظيم القاعدة في مالي وليبيا".

وكان وزير الدفاع المفوض في حكومة الوفاق صلاح الدين النمروش، هدّد في تصريحات له، بانسحاب حكومة الوفاق من مفاوضات اللجنة العسكرية "5+5"، واعتبار وقف إطلاق النار في كأن لم يكن، بعد العملية العسكرية التي سيطرت قوات الجيش من خلالها على معسكر المغاوير، التابع لقوات الوفاق، قبل الانسحاب منه بعد ساعات قليلة من العملية.

قلق دولي من التصعيد المستمر

أعلنت الأمم المتحدة أنها تنظر في تقارير "مقلقة" من ليبيا، داعية الأطراف المتحاربة إلى الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار لضمان نجاح الحوار السياسي الجاري.

وقال الناطق باسم المنظمة ستيفان دوجاريك، في بيان صحافي، "لقد اطلعنا على تقارير مثيرة للقلق، ونحث الأطراف الليبية، ومن لهم نفوذ عليهم، على ضمان استمرار وقف الأعمال العدائية".

معلقاً على المسارات الخاصة بالحوار السياسي، أضاف، إنها "تتقدم بشكل جيد"، مشدداً في القوت ذاته على أن المنظمة الأممية "غير متأكدة من أي انتهاكات حقيقية وخطيرة لوقف إطلاق النار، حتى الآن".

توجّس من تحركات تركيا

في المقابل، شهدت الساحة الليبية والتركية، زيارات متبادلة لمسؤولين في الطرفين، أطلق بعضهم خلالها تصريحات زادت من حالة الاحتقان في معسكر بنغازي، والتوجّس من تخطيط للقيام بعمل عسكري في ليبيا، خصوصاً أنها جاءت بالتزامن مع النشاط العسكري التركي المتزايد غرب البلاد، الذي كشفت عنه تقارير استخباراتية متواترة للجيش الليبي، وذكرت أن أنقرة أرسلت سبع شحنات عسكرية إلى مصراتة والوطية، خلال فترة وجيزة لا تتجاوز الأسبوعين.

في أبرز اللقاءات، التي جمعت مسؤولين أتراكاً بنظرائهم في طرابلس، قالت مصادر ليبية لقناة العربية، إن "سفير أنقرة في طرابلس، سرحات أكسن أبلغ وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا بانزعاج أردوغان من زيارته مصر وفرنسا أخيراً، ما لا يخدم مصالح تركيا".

وأكدت المصادر ذاتها، أن السفير التركي أبلغ أيضاً رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري عدم ارتياح الرئيس التركي للتقارب بين مجلسه ومجلس النواب، و"يعتبر أي تقارب بين المشري وعقيلة صالح مرفوض لدى أنقرة، ما لم يوافق الأخير على الاتفاقية بين تركيا وحكومة الوفاق".

وأشاد وزير الخارجية المفوض بحكومة الوفاق محمد سيالة خلال زيارة إلى أنقرة، التقى خلالها نظيره التركي مولود جاوويش أوغلو، بالتدخل التركي في ليبيا ودعم أنقرة طوال السنوات الماضية.

ووصف سيالة، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الحكومة التركية وحكومة الوفاق، بأنها "في إطار التعاون لتقاسم الموارد في المياه الاقتصادية الخالصة للبلدين، استناداً إلى أسس قانونية وشرعية وفقاً للقانون الدولي للبحار".

معتبراً تركيا "من الدول السباقة لدعم حكومة الوفاق، خلال الظروف الصعبة التي مرت بها، في السنتين الأخيرتين".

موقف موحد لمصر وفرنسا

ما يجري في ليبيا، كان حاضراً بقوة على طاولة المفاوضات المصرية الفرنسية، في الزيارة التي يجريها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لباريس، خصوصاً أن الدولتين تُعرفان بموقفهما المناهض للسياسات التركية في الأزمة الليبية.

وشدد السيسي في مؤتمر صحافي، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد للاستقرار، مشدداً على "ضرورة خروج كل القوات الأجنبية والمليشيات المسلحة من المشهد في البلاد".

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن "الحوار السياسي الليبي أحرز تقدما مبشراً خلال الأشهر الماضية".

محذراً في الوقت ذاته من" مخاطر تهدد الحل، من خلال القوى الإقليمية، التي جعلت ليبيا مسرحا للحروب، بدلاً من دعم استقرارها".

قائلاً إنه، "يعرف أن المرتزقة والقوات التركية لا يزالون في الميدان، لذلك يجب إيجاد حل سياسي لتفادي الفوضى وتقسيم البلاد".
وترفض تركيا اتهامها بنقل مرتزقة أجانب إلى ليبيا وتعتبر دعمها لحكومة الوفاق يستند إلى الشرعية الدولية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير