وأكد ترمب لمئات المؤيدين الذين تجمعوا في الهواء الطلق في مدينة فالدوستا "نحن نفوز في هذه الانتخابات". وأضاف وسط الهتافات "سيحاولون إقناعنا بأننا خسرنا. نحن لم نخسر"، مندداً بـ"انتخابات مزورة".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 6, 2020
انتخابات حاسمة
وحضر ترمب إلى ولاية جورجيا دعماً للمرشحين الجمهوريين في انتخابات فرعية تُعد حاسمة لتحديد الغالبية في مجلس الشيوخ وموازين القوى في العاصمة واشنطن. وقال ترامب إنه في حال "لم يفز" السيناتوران ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر "فلا شيء يمكنه إيقاف الديمقراطيين". وأضاف "لا فكرة لديكم إلى أي حد سيكون الأمر سيئاً".
وخصص ترمب جزءاً كبيراً من خطابه للحديث عن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مذكراً بانتصاراته في ولايتي فلوريدا وأوهايو، ثم أضاف، خلافاً للنتيجة الرسمية، "لقد فزنا أيضاً بجورجيا، كان ذلك جيداً".
وعلى الرغم من هجوم ترمب غير المسبوق على نظام الانتخابات الأميركي الذي اعتبر أنه لم يعد صالحاً، فإن فريقه القانوني لم ينجح حتى الآن في تقديم أي أدلة تقبلها المحاكم بشأن حصول عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات الرئاسية. إلا أن حملته أعلنت في وقت سابق أنها رفعت دعوى قضائية في محكمة ولاية جورجيا لإبطال نتائج الانتخابات الرئاسية هناك، في أحدث طعن ضمن سلسلة من الطعون القانونية التي تهدف إلى تغيير خسارته أمام بايدن. وقالت الحملة في بيان، إن الدعوى ستشمل أقوالاً تحت القسم يدلي بها سكان في ولاية جورجيا يوضحون فيها حدوث تلاعب.
ومن المرتقب التصويت في 5 يناير على مقعدي مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، وهما يتبعان الجمهوريين حالياً.
وفي حال خسارتهما، فإن الغالبية في مجلس الشيوخ ستنتقل إلى الديمقراطيين، لأنه في ظل التساوي بالمقاعد (50 لكل جهة) سيكون بإمكان نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس التصويت والبت وفقاً للدستور. وسيتيح ذلك لجو بايدن التعامل مع كونغرس ديمقراطي. ولكن في حال احتفظ الجمهوريون بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ، سيتعين حينها على الرئيس المقبل التعامل مع كونغرس منقسم، وسيكون بمقدور الجمهوريين عرقلة ترشيحاته للمناصب الحكومية ومشاريع القوانين المهمة.
وبرفقة زوجته ميلانيا، شارك ترمب في تجمع بفالدوستا في أرياف ولاية جورجيا، بحضور السيناتورين ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر. وقال هذا الأسبوع "علينا أن نعمل جاهدين لنحرص على فوزهما". لكن في الوقت نفسه، وجه ترامب انتقادات للسلطات المحلية، على الرغم من أنها جمهورية، على خلفية رفضها الرجوع عن نتائج الانتخابات الرئاسية فيها، حيث تقدم بايدن في نهاية المطاف بفارق قليل، بلغ نحو 13 ألف صوت في هذه الولاية المحافظة.
ويشدد ترمب على أنه لا يزال يتعين التحقق من التوقيعات على بطاقات اقتراع 3 نوفمبر. وغرد، السبت، "سأفوز بسهولة" إثر ذلك.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 6, 2020
وتثير تصريحاته هذه شكوك أنصاره. وتوجهت ناخبة في جورجيا إلى رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال الأسبوع الماضي بسؤالها عن جدوى إنفاق "الأموال والجهد ما دام أن كل شيء مقرر مسبقاً؟".
وفي الجولة الأولى، تقدم ديفيد بيرديو بأكثر من 88 ألف صوت على منافسه الديمقراطي جون أوسوف. ويعطيه هذا الرقم هامشاً كبيراً، ولكنه ليس كافياً لمنحه أكثر من 50 في المئة من الأصوات اللازمة للفوز بمقعد جورجيا.
وتأخرت كيلي لوفلر من جانبها بأكثر من 300 ألف صوت عن منافسها رافايل وارنوك، لكنها عانت في الجولة الأولى من منافسة جمهوري آخر هو دوغ كولينز (980,500 صوت).
وحذر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الجمعة، في حملة انتخابية على الإنترنت لصالح الديمقراطيين من أن "الأمر لا يتعلق بجورجيا فحسب... بل يتعلق بأميركا والعالم".
وفي اليوم ذاته، كان نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس في جورجيا حيث سعى بصعوبة إلى التوفيق بين رسالتين انتخابيتين: الاحتجاج على فوز بايدن وتحفيز الجمهوريين قائلاً "يمكننا أن نقاتل من أجل رئيسنا، وأن يكون لدينا في ذات الوقت مزيد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ".
وأكد بايدن، الجمعة، أنه سيقوم بحملة في جورجيا، لكن من دون تحديد جدول زمني.
تقليص حفل التنصيب
وكان بايدن أعلن الجمعة (4 ديسمبر)، أنه يعتزم تقليص حفل أداء اليمين من أجل السلامة خلال جائحة فيروس كورونا في تناقض حاد مع إدارة ترمب التي بدأت عملها بخلاف بشأن حجم الحشود في حفل تنصيب الرئيس.
وقال بادين، إنه يتوقع أن يؤدي اليمين في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، على المنصة التي بُنيت بالفعل على درجات مبنى الكونغرس الأميركي، لكنه يريد تجنب الحشود التي تتجمع عادةً لمشاهدة الحفل والعرض.
وقال بايدن في مسقط رأسه في ويلمنغتون بولاية ديلاوير "أعتقد أنه من المحتمل ألا يكون هناك موكب افتتاحي ضخم في شارع بنسلفانيا، لكن أعتقد أنكم سترون كثيراً من النشاط الافتراضي في الولايات في جميع أنحاء أميركا، يشارك فيه أشخاص أكثر من ذي قبل".
وكانت إدارة ترمب استهلت رئاستها بشكل لا يُنسى في يناير عام 2017، عندما قام المتحدث باسمه آنذاك شون سبايسر بتوبيخ وسائل الإعلام لنشرها صوراً أظهرت حشوداً أصغر بكثير مما تجمع في أداء اليمين الدستورية للرئيس باراك أوباما كأول رئيس أسود للبلاد قبل ذلك بثماني سنوات.
وقال بايدن، إن "موظفيه يعملون مع الفريق نفسه الذي نظم المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عبر الإنترنت في أغسطس (آب) للتخطيط لإقامة حفل لأداء اليمين لا يرفع مخاطر تسريع تفشي فيروس كورونا الذي ارتفع إلى مستوى قياسي جديد في الولايات المتحدة".
وأودت الجائحة بحياة أكثر من 273 ألف شخص في أميركا وتتزايد الحالات ودخول المستشفيات مع اقتراب أشهر الشتاء.
خطة الإنعاش
وقال الرئيس الأميركي المنتخب، مساء الجمعة، في كلمة له حول خطة الإنعاش من تداعيات كورونا، إن الولايات المتحدة تشهد زيادة كبيرة في عدد العاطلين عن العمل بسبب الجائحة. ورأى أن "أميركا تحتاج إلى أن نتوحد لمواجهة الأزمة الاقتصادية"، مشدداً على ضرورة "التحكم بفيروس كورونا بسرعة، وإلا فإن المستقبل سيكون قاتماً".
واعتبر أن على الرئيس الأميركي الحالي وعلى الكونغرس "إجازة خطة الإنعاش الاقتصادي سريعاً"، مضيفاً أن إدارته ستضع "خطة مختلفة" عن الإدارة الحالية لمكافحة كورونا وتداعياته في الولايات المتحدة.
وأعرب بايدن عن حماسه للجهود التي يقوم بها الحزبان الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ للوصول إلى خطة لمساعدة الأميركيين على تجاوز تبعات كورونا.
وقال "لن نفوز في المعركة ضد كورونا بحلول يناير. لإيجاد نهاية حقيقية لهذه الأزمة، على الكونغرس أن يمول إجراء مزيد من الفحوص، وأيضاً أن يوفر توزيعاً عادلاً ومجانياً للقاحات. نحتاج إلى مزيد من الدعم لجسر الهوة بين الطبقات في 2021 حتى تنتهي هذه الجائحة، وهذه الأزمة الاقتصادية".