Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وثائقي صادم من الأسرار المخبأة بإحكام في حياة أودري هيبورن

مشاهد تعرض لأول مرة تكشف عن الألم وراء شخصية شهيرة جسدت أبرز معاني الجمال

هيبورن خلال مشاركتها في فيلم "رومان هوليداي" في دور الأميرة الجميلة آن في روما في عام 1953 (غيتي)

كانت في يوم من الأيام المرأة الأكثر إثارة للإعجاب في العالم، إلا أنها كانت تعاني نقصاً عميقاً في الحب بحياتها الشخصية على ما يبدو. على الأقل هذا ما تحدثت عنه صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير نشرته عن فيلم وثائقي جديد يتناول حياة الممثلة البريطانية الشهيرة، أودري هيبورن، صنع بموافقة عائلتها، ويكشف عن حزنها الكبير وألمها حين تناقش بصراحة الصدمات التي تعرضت لها بسبب والدها وزيجاتها وحالات الحمل المجهضة.

يروي فيلم "أودري" الوثائقي، الذي أخرجته المخرجة البريطانية الشابة صاحبة الـ26 عاماً، هيلين كوان، عن بدء معاناة هيبورن منذ نعومة أظافرها؛ إذ تحدثت في مقابلة صحافية عن الأثر الذي تركه طلاق والديها مذ كان عمرها 6 أعوام على حياتها. وكشفت هيبورن عن أن مغادرة والدها كانت "أول ضربة قاسية تلقيتها في صغري. كانت صدمة تركت تأثيراً كبيراً فيّ، وسلبتني الشعور بالأمان طيلة حياتي".

وأضافت "اختفى في يوم من الأيام، وقالت لنا والدتي إنه سافر في رحلة، ولن يعود. وكانت أمي لا تكف عن البكاء. حاولت أن أكون إلى جانبها، ولكن حين يكون المرء طفلاً لا يمكنه فهم هذه الأمور".

غطاء محكم

كانت هيبورن، المولودة لعائلة من الطبقة الأرستقراطية الأوروبية في عام 1929 بهولندا، حيث عانت ويلات الحرب العالمية الثانية، قد أبقت الغطاء محكماً على مشاكلها الشخصية إلى حين وفاتها في عام 1993، بعد إصابتها بالسرطان. وصرحت المخرجة كوان التي أمضت 3 أعوام بالخوض في البحث حول موضوع فيلم "أودري" الوثائقي، بأنها صعقت من التضارب بين صورة هيبورن العامة وحقيقة أيامها الأكثر سواداً.

وقالت كوان "كان ينظر إليها على أنها نموذج مثالي للجمال، لكن الفيلم الوثائقي يدور حول إظهار الإنسان الموجود تحت تلك الصورة. لقد عانت بشكل كبير عدم الأمان بشأن مظهرها، ومع الرجال الذين مروا في حياتها، والاستماع إليها وهي تربطهم بعلاقتها بوالدها ومعاناتها من آلام الهجر العميقة. وسماع تلك التفاصيل الحميمة كان أمراً غريباً للغاية. وشكل ذلك تحولاً لافتاً بالنسبة إلى شخص كان دائماً شديد الحرص على الحفاظ على السرية في حياته الشخصية".

ويعرض فيلم "أودري" للمشاهدين، سلسلة أحداث أساسية في حياة الممثلة الشهيرة، بدءاً بالمجاعة أثناء طفولتها خلال الحرب الثانية، ومروراً بالانتقال إلى لندن، حيث أصبحت راقصة باليه. كما يتحدث عن انطلاقتها كنجمة في الدور الذي أدته في فيلم "رومان هوليداي" في عام 1953، ونالت عليه جائزة أوسكار، ونجاحاتها اللاحقة في فيلمي "سابرينا" و"بريكفاست أت تيفانيز"، وتجسيد ذلك من خلال لقطات أرشيفية ومساهمة من الأصدقاء والعائلة، الذين يقدمون بشغف تفاصيل من وراء الكواليس.


زيجتان صعبتان

ونقل عن كبيرة أحفادها إيما فيرير، التي ولدت بعد عام على وفاة هيبورن، قولها إن "السر الأكبر الذي تم الحفاظ عليه طويلاً هو أن أودري كانت حزينة". وتشكل آثار زيجتين صعبتين عليها قسماً أساسياً من الفيلم. التقت هيبورن زوجها الأول، الممثل ميل فيرير عندما مثلا معاً على مسرح برودواي. وتزوجا في سويسرا في عام 1954، ورزقا بطفل، شون هيبورن فيرير، والد إيما، ثم طلقا بعد 14 عاماً.

ويقر شون فيرير قائلاً "كان والدي رجلاً صعباً ومتطلباً. وكانت هي تبحث عن تعويض ما فقدته من حنان والدي، وعاشا حياة سعيدة في العقد الأول من زواجهما. لقد أمضى بقية حياته نادماً على خسارة هذا الزواج".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


البحث عن الأب

يتطرق الفيلم الوثائقي إلى محاولة هيبورن العثور على والدها بعد 25 عاماً على مغادرته وعدم تواصلها معه. وكان قد انضم إلى حركة فاشية في بريطانيا بعد أن ترك عائلته في هولندا. وتمكنت هيبورن في النهاية من العثور عليه بمساعدة مؤسسة "الصليب الأحمر"، وزارته في أيرلندا، إلا أن تلك التجربة كانت باردة جداً، وتركتها في حالة من المرارة والأذية.
وتقول في الفيلم "الشعور بدفء العائلة بالغ الأهمية. فقد كان انفصال والدي عنا مسبباً كبيراً لليأس. لو كان فحسب بإمكاني رؤيته بشكل مستمر، لكنت شعرت بأنه يحبني، وأن لدي أباً. حاولت بكل قوتي أن أجنب أولادي ذلك. يصبح الإنسان قلقاً ومحتاجاً للعاطفة، ويكون ممتناً جداً إذا حصل عليها، وتتملكه رغبة عارمة في إعطائها للآخرين". ثم تزوجت هيبورن من طبيب نفسي إيطالي يدعى أندريا دوتي في عام 1969، وانتقلت إلى العاصمة الإيطالية روما، حيث رزقت بطفل آخر، هو لوكا، بعد فشل حالات حمل عدة سابقة خلال الستينيات.

وتشرح المخرجة كوان أن "قمة اللحظات العاطفية في الفيلم كانت حين تكشف كم عانت لتجد الحب. فكان زوجها الثاني خائناً بطريقة مرَضية؛ إذ كان لديه صور مع أكثر من 200 امرأة كانت تربطه بهن علاقات خارج إطار الزواج، وعانت بسببه كثيراً"، وذلك وفق شهادات أصدقاء عرفوا الزوجين.

دور إنساني

من ناحية أخرى، كانت هيبورن مدركة بشكل كبير وعميق لقوة وتأثير شهرتها على الآخرين، فكانت تشكل المثال في طريقة لبسها، وفي عملها الإنساني، الذي شكل، بحسب كوان، شغفها في المرحلة اللاحقة من حياتها، الذي منحها فرصة للابتعاد عن الأذى الذي عانته لوقت طويل جداً في حياتها. وتحدثت المخرجة البريطانية عن "مرحلة عثور أودري عن السلام في داخلها، وانضمامها إلى اليونيسيف للاهتمام بالأطفال في البلدان التي تعاني الحروب، مثلما عانت هي في طفولتها، ومنحها الحب الذي لم تحصل عليه".
يذكر أن فيلم "أودري" سيكون متوفراً بدءاً من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي للتحميل من على كل المنصات الرقمية الأساسية.

المزيد من منوعات