قالت الحكومة الإثيوبية، السبت، 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن هجوماً صاروخياً استهدف، بساعة متأخرة الجمعة، مطارين في ولاية أمهرة المجاورة لمنطقة تيغراي الشمالية، حيث يشن الجيش الإثيوبي هجوماً ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وقال المتحدث باسم منطقة غوندار المركزية، إن صاروخاً أصاب مطار المنطقة، وألحق به أضراراً، في حين سقط صاروخ ثان في التوقيت نفسه خارج مطار بحر دار.
واتهمت الحكومة الإثيوبية الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تحكم الإقليم، بشن الهجوم.
وقالت قوة الطوارئ التابعة للحكومة على "تويتر"، "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تستغل آخر أسلحة في ترساناتها".
الجبهة تتبنى
في المقابل، تبنّت جبهة تحرير شعب تيغراي عملية إطلاق الصواريخ على المطارين، وهدّدت بمهاجمة إريتريا المجاورة.
وقال العضو البارز في الجبهة غيتاتشيو ريدا، "ألحقنا مساء الأمس (الجمعة) أضراراً كبيرة بالمكونات العسكرية لمطاري غوندار وبحر دار". وأضاف، "سنشنّ هجمات صاروخية لإحباط أي تحرّكات عسكرية في مصوع وأسمرة"، في إشارة إلى مدينتين في إريتريا.
قلق من توسع القتال
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقُتل المئات في اشتباكات منذ أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش لمهاجمة قوات محلية في تيغراي في الرابع من نوفمبر، بعد ما اتهمها بمهاجمة قاعدة عسكرية اتحادية بالمنطقة.
وتقاتل قوات ولاية أمهرة إلى جانب الجيش الإثيوبي في مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وعبرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ودول عدة، عن القلق من احتمال امتداد القتال إلى مناطق أخرى في إثيوبيا وزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.
مقتل مدنيين ونزوح الآلاف
وقالت مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن "أكثر من 14500 شخص فروا إلى السودان المجاور هرباً من المعارك، وإن وتيرة تدفق الوافدين الجدد تفوق القدرة الحالية على تقديم المساعدات".
وذكرت لجنة حقوق الإنسان في إثيوبيا، التي تعينها الحكومة لكنها جهة مستقلة، أنها أرسلت فريقاً من المحققين إلى بلدة ماي كادرا في تيغراي، حيث برزت أدلة على حدوث قتل جماعي وفق منظمة العفو الدولية.
وقالت مسؤولة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ميشيل باشليه، الجمعة، إنه في حال التأكد من أن طرفاً ارتكب مجزرةً بحق المدنيين، فإنها ستكون بمثابة جرائم حرب.
وقالت اللجنة الإثيوبية في بيان إنها ستحقق في أي انتهاكات لحقوق الإنسان في الصراع.
الجوع ينهش الإثيوبيين الهاربين إلى السودان
ومع فرار آلاف الإثيوبيين سيراً على الأقدام إلى السودان، قدّم اللاجئون المرعوبون والمنهكون روايات هي الأولى لشهود عيان عن القتال المتواصل في منطقتهم منذ أسبوع، لا سيما أن الاتصالات في تيغراي مقطوعة.
وقالت أسمرة تيفساي، وهي أم تبلغ من العمر 31 عاماً، لوكالة الصحافة الفرنسية، "حصل قصف مدفعي ووقعت غارات جوية ثم رأينا الجنود يقتربون وهربت مع طفليّ وأمي وأبي".
وتبدو علامات الصدمة على الكثير من اللاجئين جراء القصف الكثيف الذين يتهمون الجيش الإثيوبي بشنّه. وقالت روني جيزرجيل، وهي مهندسة تبلغ من العمر 25 عاماً، "رأيت نساء يلدن على الطريق، لكنهن واصلن السير خشية أن يقتلهن الجنود الإثيوبيون".
وتملّك الجوع الطفل الإثيوبي تيديست جيزريل البالغ عشرة أعوام، والذي انفصل عن أسرته وفرّ مع آلاف من مواطنيه مشياً على مدى يومين إلى السودان، وقطع مسافة 30 كيلومتراً تحت أشعة الشمس الحارقة حافي القدمين.
اقترب جيزريل من الجنود السودانيين وعاملين في مجال المساعدة الإنسانية، ومدّ يده ليتوسّل الحصول على بعض الطعام. وليس جيزريل الوحيد الذي يستجدي فتات الخبز. فثمة المئات من الأطفال في الشوارع، بعضهم مع ذويهم والبعض الآخر انفصل عنهم وسط حالة الذعر، يتقدّمون في قافلة طويلة تضمّ آلافاً من الإثيوبيين الآخرين المتجهين إلى السودان.
السودانيون يقدمون العون
وقال الطالب تيسفاي سالومون، البالغ 23 عاماً، "لم أشرب سوى الماء أثناء المشي لمدة يومين، ولم يكن هناك أي شيء آكله". وأضاف، "ما أن عبرنا الحدود، نقلنا بعض السودانيين في سيارة إلى هذه القرية وأعطانا السكان المحليون الطعام، لكن الكمية قليلة لدرجة أننا نحتفظ بها للأطفال".
ويحاول أهالي القرى الحدودية في السودان تقديم ما يسعهم من مساعدة للإثيوبيين، إلا أنهم يخشون أن يؤدي وصول الآلاف منهم إلى استنفاد مواردهم المحدودة أصلاً.
وقال المزارع السوداني جمال آدم لوكالة الصحافة الفرنسية، "بدلاً من البقاء في المخيمات، استقر الكثيرون (من الإثيوبيين) في حقولنا"، مضيفاً "لقد قطعوا أشجارنا لحماية أنفسهم من أشعة الشمس، بينما ينام آخرون تحت النجوم في حقولنا. وقد حان موسم حصاد الذرة، وقد أخسر كل شيء".
في المقابل، يؤكّد الإثيوبيون أن الخيار الوحيد المتاح أمامهم كان اللجوء إلى السودان.