Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تدمر قرية فلسطينية في الأغوار بذريعة وقوعها في منطقة عسكرية

هدمت القوات الإسرائيلية 689 منزلا في الضفة الغربية في عام 2020 ما أدى إلى تهجير 869 فلسطينيا

قرية حمصة البقيعة بعد هدمها بواسطة الجرافات الإسرائيلية (مكتب الأمم المتحدة) 

عشر دقائق فقط أمهلها الجيش الإسرائيلي لأكثر من 80 فلسطينياً في منطقة الأغوار الشمالية قبل تدمير قريتهم بالكامل، الثلاثاء الماضي، 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تاركاً إياهم في العراء يواجهون البرد وتساقط الأمطار.
ودمر الجيش الإسرائيلي بالجرافات 76 منشأة في قرية حمصة البقيعة البدوية، تنقسم بين منازل الصفيح، وحظائر المواشي، والمراحيض، وألواح الطاقة، في أكبر عملية هدم تنفذها خلال السنوات العشر الماضية.
ومع أن الهدم ليس الأول ضد تلك القرية بل الرابع، لكنه هذه المرة أدى إلى تدميرها بالكامل، في "أكبر عملية للتهجير القسري ضد الفلسطينيين منذ أكثر من أربع سنوات"، بحسب منسقة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المؤقتة في الأراضي الفلسطينية إيفون هيلي.
وقالت هيلي إن "تدمير الممتلكات على نطاق واسع، والترحيل القسري للأشخاص المحميين في الإقليم الواقع تحت الاحتلال، يشكلان مخالفات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة"، مطالبةً إسرائيل "بالوقف الفوري لعمليات الهدم غير المشروعة".

إصرار على إعادة البناء

ولم يكن عبد الغني عواودة أحد سكان القرية التي تعتاش من تربية الماشية، قادراً سوى على مشاهدة الجيش الإسرائيلي وهو يدمر منزله المبني من الصفيح. إلا أنه وعلى الرغم من هدم منزله، بقي عواودة فوق أنقاض قريته في العراء وفي ظل برد الشتاء حتى اليوم، متعهداً بإعادة البناء "حتى لو تعرض للهدم مرة خامسة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"المناطق الرمادية"
وتُعد حمصة البقيعة واحدة من 38 تجمعاً بدوياً ورعوياً في الأغوار، تقع كلها أو بجزء منها داخل مناطق، تصنفها إسرائيل على أنها "مناطق رماية".
في المقابل، قالت المتحدثة باسم الإدارة المدنية الإسرائيلية التابعة لوزارة الجيش الإسرائيلي، سبير لبكين إن "القرية أقيمت بشكل غير قانوني، وتقع في ميدان رماية عسكرية". لكن مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في مدينة طوباس في الضفة الغربية، معتز بشارات أكد أن القرية تقع قرب مستوطنة إسرائيلية، وأن هدمها بسبب وقوعها في منطقة عسكرية مغلقة "ليس سوى ذريعة لتهجير الفلسطينيين من الأغوار التي تشكل أكثر من 28 في المئة من مساحة الضفة الغربية وتقع على الحدود مع الأردن".
كذلك، ندد الاتحاد الأوروبي بهدم القرية وطالب إسرائيل "بوضع حد لكل عمليات الهدم بما فيها المنشآت المموَّلة" من بروكسل، مضيفاً أن الهدم يُعتبر "عقبة أمام حل الدولتين".


منع قيام الدولة
في سياق متصل، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن الهدم يأتي ضمن مخطط إسرائيل لـ"التدمير المنهجي لإمكانية إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 مع القدس عاصمة لها".
ودعا اشتية المجتمع الدولي إلى "التدخل لوضع حد لمحاولات الاحتلال لتشريد أهالي تجمع حمصة- البقيعة، وعشرات التجمعات الشبيهة، من بيوتهم وأراضيهم، وحماية أبناء شعبنا من الانتهاكات المستمرة بحقه".
وبحسب الأمم المتحدة، هدمت إسرائيل 689 منزلاً في الضفة الغربية، بما فيها القدس خلال العام الحالي، بشكل يفوق ما هُدِم منذ عام 2016، ما أدى إلى تهجير 869 فلسطينياً وتركهم بلا مأوى. وقالت الأمم المتحدة، إن إسرائيل "تتذرع بعدم وجود رُخَص البناء التي تصدرها كسبب للهدم"، مضيفةً أن "الفلسطينيين لا يستطيعون الحصول عليها بسبب نظام التخطيط التمييزي في إسرائيل".

المزيد من الشرق الأوسط