حلّ أول ثلاثاء في نوفمبر (تشرين الثاني)، وباشر الأميركيون التوجّه إلى صناديق الاقتراع، إما ليمنحوا الرئيس الجمهوري دونالد ترمب ولاية ثانية في البيت الأبيض، أو ليسقطوه ويمنحوا الرئاسة لخصمه الديمقراطي جو بايدن.
وفي مشهد استثنائي يوم الانتخابات الأميركية، حرصت بعض المتاجر في مدن رئيسة على تغطية نوافذها، كإجراء احترازي تحسباً لأعمال تخريب ذات دوافع سياسية، في ظلّ مخاوف من اندلاع اضطرابات إذا ما تأخّرت النتائج في الصدور أو أتت متقاربة جداً.
وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها الثلاثاء في السادسة صباحاً في عدد من ولايات الساحل الشرقي، بما فيها نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت وماين وفرجينيا.
واعتباراً من منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء، بدأت قرية ديكسفيل نوتش في ولاية نيوهامبشر بفتح صناديق الاقتراع بحسب التقليد المتّبع. وقبل يوم الانتخابات، أدلى حوالى مئة مليون أميركي بأصواتهم في التصويت المبكر، في رقم قياسي، إما شخصياً أو عبر البريد.
ترمب واثق بالفوز وبايدن يدعو إلى استعادة الديمقراطية
وقبل ساعات قليلة من حلول موعد الانتخابات، أعرب ترمب عن ثقته بالفوز بعدما ندّد باستطلاعات الرأي، في حين حثّ بايدن الأميركيين على إنهاء "الفوضى" التي شهدتها السنوات الأربع الماضية.
وعشية بدء الاقتراع وصف ترمب استطلاعات الرأي بـ"المزورة"، التي تتوقع فوز بايدن، مبدياً ثقته بتحقيق الانتصار.
وقال ترمب، أمام أنصاره في فايتفيل بولاية كارولاينا الشمالية في أول تجمع من خمسة يشارك فيها في اليوم الأخير من الحملة، "غداً، سنفوز بأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض". أما بايدن، فاعتبر، خلال تجمع في أوهايو، أن الولايات المتحدة "اكتفت بما شهدته من فوضى" خلال رئاسة ترمب.
وخلال آخر تجمّع انتخابي كبير له، دعا بايدن الناخبين إلى "استعادة" الديمقراطية في خطاب ألقاه في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا. وقال بايدن في نهاية خطابه "لقد حان الوقت للنهوض واستعادة ديمقراطيتنا. بإمكاننا أن نفعل ذلك".
ونظّم نائب الرئيس السابق آخر تجمع انتخابي له في المدينة نفسها التي أطلق منها قبل 18 شهراً حملته الانتخابية وفي الولاية التي فاز بها في 2016 منافسه الرئيس الجمهوري بفارق ضئيل للغاية على هيلاري كلينتون.
وفي آخر أيام الحملة، سجل الأميركيون رقماً قياسياً في التصويت المبكر إذ أدلى نحو 100 مليون بأصواتهم في الانتخابات. ويشكل هذا الرقم القياسي 70 في المئة من إجمالي المشاركين في التصويت في انتخابات عام 2016 ونحو 40 في المئة من كل الأميركيين الذين لهم حق التصويت.
تقليص الفارق في فلوريدا
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدا المرشح الديمقراطي متقدماً بفارق طفيف على منافسه الجمهوري في ولاية فلوريدا في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية لعام 2020 وفقاً لاستطلاع بثته رويترز - إبسوس يوم الاثنين. وأظهر الاستطلاع كذلك أن نتيجة المرشحين متقاربة بشدة في ولايتي نورث كارولاينا وأريزونا. وقبل أسبوع، أظهر الاستطلاع نفسه نتيجة شديدة التقارب بين ترمب وبايدن في الولايات الثلاث.
وأشار الاستطلاع إلى أن 50 في المئة من الناخبين المرجحين يساندون بايدن في حين يؤيد 46 في المئة ترمب. وكان الاستطلاع السابق يشير إلى تأييد 49 في المئة لبايدن و47 في المئة لترمب.
وأُجري استطلاع فلوريدا في الفترة من 27 أكتوبر (تشرين الأول) إلى الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). وفي أريزونا أُجري الاستطلاع في الفترة نفسها وأظهر تقدم بايدن بنسبة 49 في المئة على ترمب الذي حصل على 47 في المئة. وفي نورث كارولاينا كانت نسبة تأييد بايدن 49 في المئة مقابل 48 في المئة لترمب.
وأوضح استطلاع أخير أُجري على مستوى البلاد أن بايدن ينال تأييد غالبية الناخبين المحتملين، إذ قال 52 في المئة إنهم يدعمونه بينما قال 44 في المئة إنهم سيعطون أصواتهم لترمب. وأُجري الاستطلاع على مستوى البلاد في الفترة من 29 أكتوبر إلى الثاني من نوفمبر وشمل 1333 شخصاً بينهم 914 ناخباً مرجحاً. وهو يحمل هامش خطأ بواقع أربع نقاط مئوية.
ولايات أميركية تحذّر من ضغوط لإعلان هوية الفائز
حذّرت السلطات في عدد من الولايات الأميركية من ضغوط لإعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية، بعد تقارير تفيد بأنّ ترمب قد يعمد لإعلان فوزه قبل الانتهاء من فرز الأصوات. وصرّحت المدعية العامة في ولاية ميشيغن دانا نيسل إلى الصحافيين بأنّ "الولايات لا تصادق على الانتخابات ليلة الانتخابات"، وتابعت "لسنا بوارد السماح لأيّ كان بسرقة هذه الانتخابات".
وفي إحاطة نظّمتها هيئة "فوتر بروتكشن بروجكت" (مشروع حماية الناخب)، قال المدّعي العام في كارولاينا الشمالية جوش ستاين "لدينا خبرة في تولّي انتخابات متقاربة النتائج"، مضيفاً "قد نعرف من الفائز ليل الثلاثاء... وقد لا نعرف".
وقال ستاين إنه في حال أعلن ترمب فوزه بشكل سابق لأوانه "سيكون الأمر مؤسفاً، لكنّ هذا الإعلان سيكون حقّاً غير ذي صلة". والأحد أفاد موقع الأخبار السياسية "أكسيوس" أنّ ترمب أبلغ مقرّبيه بأنه سيعلن فوزه ليل الثلاثاء في حال تبيّن أنه متقدّم في الأصوات.
لكنّ مسؤولين في ولايات عدّة على غرار ميشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا، وهي ولايات يرجّح أن تكون حاسمة ولا يمكن التكهّن بنتائجها، قالوا إن فرز الأعداد الكبيرة من البطاقات الانتخابية المرسلة بالبريد قد يستغرق على الأقل يوماً إضافياً واحداً وربّما ثلاثة أيام.
وقال المدّعي العام في ويسكونسن جوش كول إنّه نظراً لتعذّر البدء بفرز البطاقات الانتخابية المرسلة بواسطة البريد قبل يوم الثلاثاء، قد لا تصدر النتائج قبل يوم الخميس. ووصف ترمب ما أورده موقع "أكسيوس" بأنه "تقرير كاذب".
لكنّه قال "لا أعتقد أنّه من الإنصاف أن نضطر للانتظار فترة طويلة بعد الانتخابات"، مؤكّداً أنّ الجمهوريين "سيوفدون محامين" للتصدّي لأيّ تأخر في إصدار النتائج.
ويعتقد الجمهوريون أن غالبية البطاقات الانتخابية المرسلة عبر البريد تصبّ في مصلحة المرشّح الديمقراطي، وقال ترمب مراراً إنّ الأصوات المتأخّرة التي لا تفرز الثلاثاء ستكون محلّ شبهة وربّما مزوّرة. لكنّ البيت الأبيض لم يقدّم أي دليل يدعم ما قاله الرئيس.
ووصف غرانت وودز المدّعي العام السابق في أريزونا وعضو المجلس الاستشاري لـ"فوتر بروتكشن بروجكت"، الادّعاء المتواصل بإمكان حصول تزوير في الانتخابات بأنه "خرافة".
وقال وودز "لقد أصبح هذا الأمر النسخة الجمهورية من بيغ فوت"، المخلوق الخرافي الذي سمع عنه كثر لكن لم يثبت وجوده أحد. وتابع "الناخبون سيحسمون هذا الأمر، وليس السياسيين. لن يسرق هذه الانتخابات أحد".