Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثلاثي يملأ فراغ غياب الرئيس الجزائري عن استفتاء الدستور

طغى على المشهد حضور حرم تبون وقائد الجيش وقبلهما بروتوكولات كورونا الصارمة

انطلقت عملية التصويت على الدستور الجزائري المعدل في أجواء غلبت عليها الإجراءات المفروضة في إطار مواجهة "كوفيد-19"، وسط أحاديث جانبية حول الوضع الصحي للرئيس تبون الموجود بألمانيا للعلاج. وهكذا أحيا الشعب الجزائري على غير العادة، ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المصادفة لأول نوفمبر (تشرين الثاني) على وقع التصويت على دستور عرف تغييرات في نصوصه ومواده أحدثت جدلاً واسعاً على جميع المستويات.

وفي حين غاب صاحب المشروع الرئيس عبد المجيد تبون، بداعي المرض، حضر "بروتوكول صحي" وضعته السلطة العليا المستقلة للانتخابات للوقاية من كورونا.

وعلى الرغم من وجوده بألمانيا للعلاج، أكد تبون الذي أدَّت حرمه الواجب الانتخابي نيابةً عنه، في أول ظهور علني لها، عبر رسالة وجهها للجزائريين بمناسبة الاستفتاء، أن الشعب سيكون مرة أخرى في موعد مع التاريخ من أجل التغيير الحقيقي المنشود، وذكر أن "ذلك سيكون من أجل التأسيس لعهد جديد يحقق آمال الأمة وتطلعات شعبنا الكريم إلى دولة قوية عصرية وديمقراطية".

24 مليون ناخب

تضم الجزائر أكثر من 24 مليون ناخب موزعين على أكثر من 60 ألف مكتب تصويت، حيث بدأ أول من أمس، البدو الرحل الذين يقطنون المناطق الصحراوية، التصويت وفق ما ينص عليه قانون الانتخابات الذي يسمح لهم بالقيام بالعملية قبل 72 ساعة من اقتراع الناخبين بباقي مناطق البلاد، كما شرع، السبت، أفراد الجالية بالخارج في التصويت عبر المراكز الدبلوماسية.

الحقوقي سليمان شرقي يعتبر أن "العملية الانتخابية في غياب الرئيس صارت في الاقتراعات الأخيرة ليست بالأمر الجديد على الجزائري، بل اجتزنا استحقاقاً رئاسياً غاب فيه العريس عن عُرسه الانتخابي"، وقال إن جديد هذه المرة هو غياب الرئيس صاحب المشروع، وهو الذي كان يهدف للتأسيس لنظام جديد، منتقداً طريقة تعامل النظام مع مرض الرئيس، فيما يخص الشفافية باعتباره "رئيس كل الجزائيين، ومن حقهم الاطلاع على وضعه الصحي، لا سيما أن علاجه يتم خارج البلاد، فلا سر عاد خافياً".
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اجماع رسمي

ووفق ما جرت عليه العادة، كان الإقبال على مكاتب الاقتراع ضعيفاً، حيث بلغت نسبة المشاركة 5.88 في المئة عند الساعة 11 صباحاً، حسب ما كشف عنه رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، الذي أوضح أن المكاتب المتنقلة عرفت مشاركة بلغت 11 في المئة، خلال اليوم الأول.

وصرح الوزير الأول عبد العزيز جراد، بعد تأديته الواجب الانتخابي، بأن هذا اليوم هو لمستقبل الجزائر التي يتمناه الجميع، وأضاف أن الصوت الآن يبقى للمواطنين والمواطنات والشعب، وذلك لأن "لكل واحد حرية اختيار الاتجاه الذي يريده"، كما أبرز رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، بعد التصويت، أن الاستفتاء يتعلق بأحد المشاريع الهامة لمستقبل البلاد"، بينما أشار رئيس البرلمان، سليمان شنين، إلى أن يوم الاستفتاء "يوم من أيام الجزائر الكبرى الذي يسترجع فيه الشعب الجزائري سيادته"، فالاستفتاء في نظره مكسب من المكاسب التي "تحققت من الحراك المبارك، ليقرر الشعب كيفية تسيير شؤونه"، وشدد على أن الشعب الجزائري له من الوعي ما يمكنه من إدراك حجم التحديات التي تواجهها الجزائر داخلياً وخارجياً.

سابقة حضور الجيش انتخابياً

في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الاستحقاقات الجزائرية منذ إقرار التعددية السياسية عام 1989، يظهر قائد أركان الجيش في مركز انتخابي للإدلاء بصوته في الانتخابات بالزي المدني. وذكر بيان عن وزارة الدفاع، أن الفريق السعيد شنقريحة "قام صباح الأحد بأداء واجبه الانتخابي للتصويت حول تعديل الدستور، على مستوى متوسطة أحمد باي بوادي قريش في الجزائر العاصمة".

ولم يسبق لقائدي أركان الجيش الجزائري الراحلين الفريق محمد العماري، والفريق أحمد قايد صالح، أن ظهرا في المراكز الانتخابية، أو نقلت وسائل الإعلام تصويتهما، على الرغم من أن الجزائر شهدت أكثر من 10 استحقاقات انتخابية خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

تعليق التصويت

من جهة أخرى، تعطلت عملية الاستفتاء في عدد من المحافظات المحسوبة على "منطقة القبائل"، خاصة "تيزي وزو" و"بجاية"، وأجزاء من "سطيف"، شرق الجزائر، بعد قيام محتجين بغلق مراكز الانتخاب وتخريب أخرى.

وأعلن رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، أن 99 في المئة من مكاتب التصويت فتحت أبوابها، بينما لم تفتح غالبية مراكز الاقتراع بمنطقة القبائل، بسبب تخريبها من قبل الرافضين لإجراء الاستفتاء، ولعدم توفر الظروف الأمنية المناسبة، قبل أن يعلن عن تعليق الاستفتاء في المنطقة.

وعن الأحداث، يرى سليمان شرقي، أنها لم تعد جديدة بالنسبة لهذه المنطقة، وإن كانت لا تعرقل سير الاقتراع عموماً؛ لكونه اقتراعاً وطنياً، وليس محلياً، مشيراً إلى أنها محدودة في نطاق انتشارها، ويبدو أن قوات الأمن اكتسبت خبرة في معالجة مثل هذه الوضعيات بتفادي التصعيد لخفض التوتر. وأردف أن "الأحداث تشكل رمزية ودلالة؛ إذ إن هذه المنطقة تشهد انعزالاً مخيفاً قد يهدد بانعكاسات خطرة إن لم تعالج، لا سيما أن النظام مُصرّ على المسار الذي ستليه انتخابات تشريعية ومحلية". وختم بأن استمرار المنطقة لمقاطعتها بهذا الشكل، يهدد بغياب التمثيل المحلي والوطني في المجالس المحلية والبرلمانية، وهو ما يمس بالانسجام الوطني.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي