Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف نتجاوز انهيار العلاقات العاطفية؟

دراسات نفسية تظهر أن استجابة الدماغ للأسى تشبه معاناة المدمنين حينما يتوقفون عن تعاطي المخدرات

ماذا يحصل عندما يصبح الأحباب كلّ في طريق؟ (غيتي)

لا توجد طريقة لتجميل واقع الانفصال، فتجربته قاسية. بالتأكيد، يمكنك التحسر على الحبيب السابق والتغني بحب الذات - لكن لا يمكنك إنكار الألم غير المحتمل للوقوف على مفترق طرق مع شخص كنت تحبه في يوم ما.

على كل حال، تعتمد مدة بقاء هذا الألم عليك في نهاية المطاف، وفقاً لشرح الاختصاصي النفسي غاي وِينش Guy Winch الذي كشف في كتابه "كيفية مداواة القلب المكسور" زيف بعض الخرافات الشائعة حول تحطم القلب. وفي حين أن الثقافة السائدة قد تجعلك تعتقد أن كل ما تحتاجه هو وجود عشيق جديد مؤقت، وتناول كميات لا نهاية لها من المثلجات، يوضح وينشأن الانفصال يؤثر فينا بشكل أخطر مما ندرك.

في حديثه إلى صحيفة اندبندنت، قال الاختصاصي المتحدث في منصة منظمة "تيد" TED (العالمية الهادفة إلى التعريف بالأفكار الجديدة والمتميزة ونشرها): "أظهرت الدراسات التي تعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ أن تراجع الحب الرومانسي يحفز الآليات نفسها في الدماغ التي تُنشط عندما يختبر المدمنون تراجع مواد مثل الكوكايين أو الأفيونات... بعبارة أخرى، يسبب الحب الإدمان ويدفعنا الأسى إلى المعاناة من تجربة انسحاب عنيفة". ويوضح وينش أن هذا هو السبب الذي يجعلنا شديدي الهوس بأحبائنا السابقين لدرجة شعورنا كأننا بحاجة إليهم كما لو كانوا مخدراً حُرمنا منه.

ولهذا السبب أيضاً، يضيف الاختصاصي، قد يكون بدء علاقة مع شخص آخر غاية في الصعوبة، لأننا نميل إلى النظر إلى أحبائنا السابقين على أنهم مثاليون لأقصى درجة، وبالتالي تشويه ذكرياتنا عنهم من خلال إقناع أنفسنا بأن رؤيتنا الرومانسية لهم دقيقة، في حين أن الأمر ليس كذلك في معظم الأحوال.

ويؤكد وينش: "عليك التأكد من أن أي أفكار تكوّنها عن حبيبك السابق هي واقعية ومتوازنة... إذا كان عقلك يستحضر صوراً لأسعد عطلة نهاية أسبوع قضيتماها معاً، فعليك إدخال بعض الصور من عطلة نهاية أسبوع أخرى أثارت غضبك وأزعجتك بشكل كبير، إذا وجدت نفسك تتوق إلى عناقه اللطيف، فيجب أن تتذكر الليالي التي رفض فيها تودّدك ونام على أبعد نقطة من الجانب الآخر في السرير". وبالنسبة إلى أولئك الذين يواجهون مشقة حقيقية في إدراك الواقع، يقترح وينش كتابة قائمة بجميع الأسباب التي أدت إلى عدم نجاح العلاقة.

هناك جانب مربك آخر لتحطم القلب، قد يتمثل في التركيز على فكرة "التخلي عنك" وقضاء أيامك في هوة من التحسر على الذات، في حين أن الشخص الذي "تخلى" عنك موجود في مكان ما ويعيش حياته/حياتها بأفضل طريقة ممكنة من دونك.

لماذا يكون التخلي عنك من قبل الحبيب أقسى بكثير من قيامك شخصياً بمبادرة الانفصال؟ وقد تبدو الإجابة بديهية، لكن وينش يوضح أنه من الضروري فهم هذا النشاز بالكامل، من أجل "التعافي" التام. وفي حين أن الانفصال قد يبدو مفاجئاً للشخص الذي هُجر للتو، يوضح وينش أن شريكه ربما قد تجرد عاطفياً من العلاقة منذ فترة طويلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول وينش: "بحلول وقت حدوث الانفصال، تكون العلاقة منتهية أساساً بالنسبة إلى الهاجِر... ومع ذلك، فإن الشخص المهجور يكتشف ذلك الآن ومازال في المراحل الأولى من الشعور بالحزن والخسارة. غالباً ما يحتار الناس لحقيقة أن حبيبهم السابق كان شخصاً طبيعياً ويحبهم جداً قبل أسبوع فقط ويريد الانفصال عنهم في الأسبوع التالي، لكن ذلك الشخص كان يدعي الحب فقط، لأنه لم يقرر بعد "إنهاء العلاقة"، وشعوره في الواقع لم يكن حباً".

وعندما يتعلق الأمر بمداواة القلب المكسور، يضيف وينش، هناك عدد من الأخطاء الشائعة التي يقع الناس فيها.

يقدم لنا المؤلف هنا أفضل ست نصائح من أجل تجنب تلك المطبات والبدء بالسير على طريق التعافي في أسرع وقت ممكن.

1. لا تتفقد حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. سيعزز هذا حضور حبيبك السابق في ذهنك ويجعل من الصعب عليك التوقف عن تخيل علاقتك المنهارة.

2. تجنب خلق أسباب غامضة لحدوث الانفصال، لأن هذا سيمنح حبيبك السابق مكان البطولة في أفكارك في حين أنك تحتاج إلى جعله يتراجع إلى مرتبة ثانوية. تقبل أي تفسير يتناسب والحقائق ويحافظ على احترامك لذاتك، مثل عدم رغبته في الالتزام بالعلاقة أو أنه سمح لنفسه بالابتعاد عاطفياً عنك أو أنه لم يتحدث عما كان يجري بينكما إلا بعد فوات الأوان أو أنه ببساطة لم يكن الشخص الذي كنت تعتقده.

3. ضع قائمة بكل التنازلات التي توجّب عليك القيام بها في العلاقة والتي تفضل أن لا تقدمها في العلاقة المقبلة.

4. قمْ بالأمور التي كانت تمتّعك وتثير اهتمامك عادة حتى لو لم تعد تبدو مبهجة ومثيرة الآن. مواصلة الحركة هي طريقة مهمة لتشير إلى نفسك بأن الحياة مستمرة.

5. التخلص من الأشياء التي تذكرك بالعلاقة وتسبب لك انزعاجاً أو ألماً، مثل الرسائل النصية والصور.

6. اللجوء إلى الأصدقاء والاستفادة من دعمهم إلى أقصى حد، فالقلوب المكسورة موجودة في كل مكان وبإمكان كل شخص أن يقدم لك بعض النصح.

© The Independent

المزيد من تحلیل