Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تتنصّل من التفاهمات... والفصائل الفلسطينية غاضبة وتستعد للضغط

تل أبيب تناور لامتصاص مليونية الأرض والعودة وتبريد الأجواء الساخنة وتمرير فترة الانتخابات

إعادة فتح معبرَي كرم أبو سالم التجاري وإيرز المخصّص لتنقل الأفراد، والسماح للصيادين بالإبحار في مساحات مختلفة تصل في بعض المناطق حتى 15 ميلاً، هما البندان اللذان دخلا حيّز التنفيذ من التفاهمات غير المباشرة بين هيئة مسيرة العودة الممثلة بالفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، وإسرائيل، برعاية مصريّة وأمميّة. 

والبنود الأخرى التي اتفق عليها الأطراف، وتتلخص في إدخال الأموال لحركة حماس، وتنفيذ مشاريع تشغيلية، وتزويد شركة الكهرباء بالوقود، وغيرها من العروض، التي كشفتها "اندبندنت عربية"، بقيت موضع حديث متبادل تحمله الوفود المكوكيّة التي تزور تلّ أبيب وغزّة.

مخاوف 

مخاوف جمّة انتابت الفصائل الفلسطينية التي شاركت في سلسلة الاجتماعات التي عقدت مع الجانب المصري، قبيل مليونية الأرض والعودة، من عدم تطبيق التفاهمات، وتسويف البدء في مراحل التنفيذ، وتنصل الجانب الإسرائيلي منها. 

جاءت المخاوف نتيجة الحديث الإسرائيلي المتكرّر عن إمكان بدء تنفيذ التفاهمات، بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في 9 أبريل (نيسان) الحالي، ووفق جداول زمنية محدّدة، وبرعاية أمميّة ومصريّة على طرق التنفيذ.

طرق عدة 

حركة الجهاد الإسلامي كانت أوّل من هدّد القيادة السياسية الإسرائيلية بالرد القاسي في حال تنصلت من تطبيق التفاهمات، فاتهمها الجيش الإسرائيلي بأنّها تنوي شنّ ضربة عسكرية قبيل الانتخابات. 

في المقابل، قال الناطق باسم الجهاد الإسلامي، مصعب البريم، "إذا حاولت إسرائيل تكرار العدوان، أو التنصل من التفاهمات، فإننا نعرف كيف نلزمها بدفع الاستحقاقات عليها، ووظيفتنا ألا يعيش أيّ إسرائيلي باستقرار". 

 

أضاف "الصمود الشعبي وخيارات النضال الفلسطيني، بيد الفصائل التي تطوّرها لردع إسرائيل، وانتزاع الحقوق منها، عبر خيارات النضال التي تقدرها المقاومة وفق قراءتها الموضوعية بطبيعة المرحلة ووفق الظروف السياسية والميدانية والأمنية، إجماع فصائلي". 

ورد نائب رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، عصام الدعليس، على سؤال تنصل الجانب الإسرائيلي من تطبيق التفاهمات، بأنّ الفصائل إلى جانب الشعب، قادرة على انتزاع الحقوق من الإسرائيلي، من طريق المقاومة ومسيرات العودة التي تزداد أدواتها الخشنة أو تنخفض بما يحقق المصلحة العامة. 

وأكد رئيس حركة المجاهدين في غزّة، نائل أبو عودة، الذي حضر اجتماعات الوفد الأمني مع الفصائل، أنّهم سألوا المصريين عن ضامن تنفيذ التفاهمات، وعدم تلكؤ الجانب الإسرائيلي من تطبيقها، موضحاً أنّ الرد المصري كان أنّ عليكم اتخاذ أيّ خطوات ترغبون فيها في حال حدوث أيّ تنصل.

تفاهمات غير مكتوبة 

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، "هناك مخاوف كبيرة من عدم تطبيق التفاهمات، وأن تكون مجرد ألعوبة إسرائيلية لامتصاص مليونية الأرض والعودة، وتبريد الأجواء الساخنة وتمرير فترة الانتخابات.

وأرجع سبب التخوّف عند الفصائل، إلى أنّ إسرائيل طلبت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 وقف أدوات مسيرة العودة (الأدوات الخشنة)، مقابل تخفيف الحصار، وفق ترتيب زمني أقصاه ستة أشهر. وفي المقابل، لم تلزم في البنود المتوافق عليها. ما يشكل هاجساً بتنصل إسرائيل من التفاهمات التي وصلت مرحلة متقدمة. 

وعن طبيعة التفاهمات، أفصح أبو ظريفة أنّها نظرية، ولا يوجد نصّ مكتوب في شأنها. ما يجعل التنصل منها أمراً سهلاً، موضحاً أنّ الجانب المصري لا يعتبر نفسه وسيطاً، إنمّا طرف مع الجانب الفلسطيني من أجل تخفيف معاناة غزة، وعدم الوصول إلى انفجار. بينما يُعدّ الوفد الأممّيّ وسيطاً وعليه التزامات عديدة. 

وكشف أبو ظريفة أنّ الفصائل ذاتها ترفض تحويل التفاهمات إلى بنود مكتوبة يجري التوقيع عليها. أما عن الأسباب، فيشير إلى أنّهم قد يعتبرون مثل هذه الخطوة اتفاق تهدئة جديداً من دون مشاركة منظمة التحرير، ويدفع إلى مزيد من الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزّة.

بداية التفاهمات 

وفق معلومات حصلت عليها "اندبندنت عربية" من مصادر فصائلية جلست مع الجانب المصري طيلة فترة التباحث في المطالب وطريقة تنفيذها، فإنّ المعلومات هذه تتحدث عن أنّ أصل التفاهمات، عروض إسرائيلية تتمثل في عودة الهدوء مقابل تخفيف الحصار، وتطوّرت في ما بعد بسبب الزيارات المكوكية، إلى أنّ أصبحت وعودًا، ومؤخرًا تحوّلت إلى تفاهمات بين الطرفين.

وعلى النقيض، فإنّ حركة حماس قالت على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إنّها حصلت على جداول زمنية محدّدة جلبها الجانب المصري من تلّ أبيب، لبدء تنفيذ التفاهمات، ولكن لم تعرضها على الفصائل، لتحديد موقفها من مواعيد التطبيق.

وفي اللقاء الأخير بين قيادة حماس والوفد الأمني المصري، طلبت على وجه السرعة انضمام قيادة حركة الجهاد الإسلامي إلى الاجتماع، لبحث ملفات مهمة، وتعقيبًا على ذلك علمت "اندبندنت عربية" أنّ الوفد أبلغهم بوجود بعض العقبات في بدء تطبيق التفاهمات.

دور الأمم المتحدة 

بعد ذلك، صرّح منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، أنّ الحلول السياسية هي الوحيدة الكفيلة بعكس المسار السلبي في غزّة، واستعادة الأمل لسكانها، وأنّ الأمم المتحدة انخرطت مع الأطراف المعنية لتجنب التصعيد، ورفع الإغلاقات وتخفيف معاناة سكان القطاع. 

ورصدت الأمم المتحدة نحو 45 مليون دولار أميركي، لتوفير نحو 20 ألف وظيفة موقتة للخريجين في قطاع غزّة، والمقدرة أعدادهم بنحو 250 ألفاً، ونسبة البطالة في صفوفهم تفوق 70 في المئة. 

ويترتب على الأمم المتحدة وفق التفاهمات بين حماس وإسرائيل، تنفيذ مشاريع لها علاقة بالتشغيل الموقت، ودعم موازنة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، والإشراف على تنفيذ مشاريع لها علاقة بتحلية المياه وغيرها. 

المزيد من الشرق الأوسط