Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللبنات الأساسية للغة نشأت لدى أسلاف الإنسان

بدأت قبل عشرات ملايين السنين وتتصل بقدرة البشر والقردة في التعرف إلى العلاقات بين الأصوات المختلفة

ثمة أشكال مختلفة للتواصل بين أنواع عدة من الحيوانات (بيكساباي)

تمثل اللغة أحد أكثر إنجازات نوعنا البشري أهمية، إذ تتيح لنا التواصل في ما بيننا عبر مجموعة لا تنتهي من الموضوعات مستخدمين تلك الخاصية الاستثنائية. لذا، تكتسي معرفة أصول اللغة أهمية أساسية في فهمنا معنى أن تكون إنساناً.

في بحث جديد يتناول نشأة اللغة، يتبين أن المرة الأولى التي شرع فيها أسلافنا القدماء في تشكيل علاقات بدائية بين الكلمات، حدثت قبل 30 مليون سنة. واليوم، يزدهر نوعنا البشري من طريق تشاطر أبنائه الأفكار والثقافة والمعلومات والتكنولوجيا متوسلين باللغة، فيما لا يُعرف أي كائن حي آخر بقدرته على ذلك.

بيد أن علماء من جامعتي "وارويك" البريطانية University of Warwick و"زوريخ" السويسرية University of Zurich، اكتشفوا، بحسب رأيهم، "اللبنات الأساسية" الأولى التي بُنيت عليها لغتنا. وقد عثروا عليها لدى الأنواع الحديثة من السعادين والقردة.

وكذلك وجد الباحثون أن مجموعة من القردة والسعادين [اشتملت عليها الدراسة] استطاعت تتتبع العلاقات التي تربط بين الوحدات الصوتية على نحو ما يفعله البشر. وقد بين أولئك الباحثون أن تلك القدرة على اكتشاف العلاقة بين الكلمات قد وُجدت قبل تطور اللغة نفسها بما يتراوح بين 30 و40 مليون سنة في أقل تقدير، بحسب الدراسة.

لذا، يعتقد الباحثون أنهم قد حققوا تقدماً جوهرياً في ما يتصل بمعرفة زمن نشوء تلك "اللبنة المعرفية الأساسية للغة".

وتذكيراً، تشكل القدرة على التعامل مع العلاقات التي تربط بين كلمات تؤلف جملةً ما، إحدى القدرات المعرفية الأساسية التي ترتكز عليها اللغة.

وعندما يتمثل ذلك في العلاقة بين كلمتين متجاورتين أو أكثر، يشار إليه بـ"التبعية المتجاورة" adjacent dependency. وإذا شمل الأمر التعرف إلى علاقات بين وحدات بعيدة بعضها عن بعض، لكنها على صلة ببعضها بعضاً، فإنها تُعرف بـ"التبعية غير المتجاورة" non-adjacent dependency. واستطراداً، يضرب العلماء مثلاً على ذلك بجملة "الكلب الذي عض القطة لاذ بالفرار". ووفق رأيهم، "نفهم [من تلك الكلمات] أن الكلب هو الذي هرب وليس القطة، وذلك بفضل قدرتنا على تبين العلاقة بين العبارتين (في بناء الجملة) الأولى والأخيرة [على الرغم من أن التجاور المباشر هو بين كلمتي "قطة" و"لاذ بالفرار"]".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق متصل، بيّن الدكتور ستيوارت واتسون الذي نهض بالبحث في جامعة زوريخ، أن "معظم الحيوانات لا يُنتج توابع غير متجاورة في النُظُم الطبيعية التي تمتلكها في التواصل. في المقابل، تمثل هدفنا في تبين مدى قدرتها، على الرغم من ذلك، من أن تفهم تلك التوابع غير المتجاورة".

واستطراداً، طبق الفريق البحثي مقاربة تجريبية جديدة في اختباراته. إذ ابتكر ما وصفه بـ"قواعد نحو مصطنعة"، بمعنى أنه استخدم تسلسلات من نبرات صوتية عديمة المعنى بدلاً من الكلمات، بغية فحص قدرة السعادين والقردة والبشر على معالجة العلاقات بين الأصوات.

استناداً إلى تلك المقاربة، تمكن الباحثون من عقد مقارنة بين القدرة على التعرف إلى التوابع الصوتية المتجاورة والأخرى غير المتجاورة، في ثلاثة أنواع [السعادين والقردة والبشر] مختلفة من [الحيوانات المصنفة ضمن فئة] "الرئيسيات"primates، المنتمية إلى رتبة الثدييات، على الرغم من أنها لا تتشاطر اللغة نفسها.

جدير بالذكر أن تلك التجارب اشتملت على مجموعة سعادين من نوع "القشة المألوفة" common marmosets (سعدان برازيلي)، وقرود الشمبانزي، والبشر.

وفي النتيجة، وجد الباحثون أن الأنواع الثلاثة المذكورة كلها استطاعت بسهولة معالجة العلاقات بين العناصر الصوتية، المتجاورة منها وغير المتجاورة.

بناء على تلك المعطيات، يبدو أن التعامل مع التبعية غير المتجاورة (في الوحدات الصوتية) أمر شائع على نطاق واسع في عائلة "الرئيسيات"، وفق الباحثين.

وكذلك يرى البروفيسور تاونسند أن النتائج التي تنطوي عليها تلك الخلاصة، تتسم بالأهمية. وفي هذا الصدد، أورد أن "هذه (النتيجة المستخلصة) تشير إلى أن تلك الميزة البالغة الأهمية الخاصة باللغة، سبق أن وُجدت لدى أسلافنا القدماء من "الرئيسيات"، وذلك قبل تطور اللغة نفسها بحوالى 30 إلى 40 مليون سنة، كحد أدنى".

(نُشر البحث في مجلة "ساينس أدفانسيس" Science Advances) 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم