Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يضع الاتحاد الأوروبي "حزب الله" على لائحة الإرهاب؟

قد يؤثر ذلك في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية بناء على المبادرة الفرنسية

استعراض لعناصر "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت في 31 مايو 2019 (غيتي)

تستعد ألمانيا لخوض معركة إقناع دول الاتحاد الأوروبي بتصنيف "حزب الله" منظمةً إرهابية، من دون التمييز بين جناحيه العسكري والسياسي وذلك بعد مرور 7 سنوات على وضع ذراعه العسكرية حصراً على اللائحة الأوروبية للإرهاب.
فألمانيا التي ترأس حالياً مجلس الاتحاد الأوروبي، تعمل على تأمين إجماع أوروبي، على قرار تصنيف الحزب بجناحيه العسكري والسياسي منظمةً إرهابية، وذلك في اجتماع وزراء الخارجية الذي سيعقد في بروكسل، السبت في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وكان وكيل وزارة الداخلية الألمانية هانز غيورغ انغلكه، عبر عن مسعى بلاده بقوله إن "حزب الله منظمة إرهابية، ولهذا السبب يجب وضعه بالكامل على قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، ونحن ملتزمون بذلك خلال رئاسة ألمانيا الدورية للمجلس الأوروبي، والتي تنتهي نهاية العام الحالي".

تبدل في الموقف الأوروبي

وكانت ألمانيا الدولة الأوروبية الثالثة بعد هولندا وبريطانيا التي صنفت في أبريل (نيسان) الفائت، "حزب الله" إرهابياً، في الوقت الذي سلكت سويسرا في أغسطس (آب) الماضي، طريق حظر "الحزب" بسبب أنشطته الإرهابية وتحركاته الإجرامية في البلاد وغيرها من الدول الأوروبية، وفق ما جاء في طلب قدمه "الحزب الديمقراطي المسيحي" إلى المجلس الاتحادي السويسري لدراسته. وبعدها قررت ليتوانيا منع دخول عناصر "حزب الله إلى أراضيها لمدة 10 سنوات".
وقضى قرار برلين في أبريل 2020، بحظر كل الجمعيات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحزب في ألمانيا، ونص القرار على أن تأثير قيادة "حزب الله" في لبنان على المؤيدين وأنشطة الأندية والجمعيات وعلى الذين يعيشون في ألمانيا يمكن تقييمه على أنه مرتفع. واعتبرت ألمانيا منذ ذلك الحين أن القرار الفردي لا يكفي بل يجب تعميمه على بقية الدول الأوروبية، إلا أن مسعاها كان يصطدم دائماً بموقف فرنسا التي رفضت أكثر من محاولة ألمانية في هذا الخصوص، وبقيت فرنسا على موقفها في الفصل بين الجناح العسكري لـ"حزب الله"، الذي صنفته إرهابياً وجناحه السياسي، المرتبط بتواجد ممثلي الحزب في المؤسسات الدستورية اللبنانية. بالتالي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير متحمس لقرار قطع العلاقة مع "الحزب" بالكامل.
ويكشف مصدر دبلوماسي لـ"اندبندنت عربية" أنه "إضافة إلى الدور الأميركي الضاغط في هذا الخصوص وزيارات وزير الخارجية مايك بومبيو إلى باريس وما تخللها من اجتماعات ثلاثية مع فرنسا وبريطانيا، يبدو أن تطوراً بارزاً حصل في الموقف الأوروبي في الفترة الأخيرة، يمكن أن يؤدي إلى إجماع أوروبي حول تصنيف (حزب الله) إرهابياً، وذلك استناداً إلى معطيات كثيرة أظهرت الدور السلبي الذي يلعبه الحزب في أكثر من دولة في منطقة الشرق الأوسط، وتحوله إلى عقبة أمام أي تسوية مقترحة في تلك الدول، هذا فضلاً عن ارتباط اسمه ببعض الملفات الإرهابية في أوروبا، كما حصل في تفجير الباص في بلغاريا".
 

إفشال المبادرة الفرنسية سهل مهمة ألمانيا

على طاولة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سلسلة إجراءات متعلقة بتركيا والتي قد تشمل عقوبات ضدها، بطلب من اليونان وقبرص. ومن الباب التركي وتدخل أنقرة في أكثر من دولة، إلى التمدد الإيراني وتأثيره في زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، عبر الحليف الأبرز "حزب الله"، ستشمل القرارات الأوروبية "الحزب" أيضاً.

حزب الله: العقوبات تماد في العدوان

وعبّر دائماً "حزب الله" عن رفضه لكل أنواع العقوبات ووصفها في أحد بيانات كتلته النيابية بأنها "تماد في العدوان على لبنان وعلى شعبه وخياراته، وهو أمر مرفوض ومُدان بكل المعايير السيادية والأخلاقية ولن يغير شيئا في قناعاتنا".

وبحسب المصدر الدبلوماسي ذاته، فإن "فرنسا التي كانت تدافع عن موقفها في الفصل بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب، قد لا تعترض على الموقف الأوروبي الذي تسعى إليه ألمانيا. فالرئيس الفرنسي وبعد تجربته الشخصية مع الحزب في الفترة الأخيرة، والتي ظهرت بشكل واضح من خلال الدور الذي لعبه الحزب في إفشال المبادرة الفرنسية للحل في لبنان، بات مدركاً أكثر مدى تأثير الحزب، لاعتبارات خارجية، في الوضع الداخلي اللبناني، وهو كان واضحاً في كلامه الموجه للحزب: عليه أن يختار بين أن يكون ميليشيات أو فريقاً سياسياً". وحمل ماكرون رسالةً بالغة الدلالات عندما اتهم "الحزب" بالارتهان لإيران وخيره بين التسهيل أو استمرار التصعيد، بالتالي مزيد من الضغوط التي قد يكون التصنيف الأوروبي الجامع أحدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حتى روسيا

وفي انتظار اجتماع السبت في بروكسل لمعرفة مدى نجاح ألمانيا في فرض وضع "حزب الله" بجناحيه على لائحة الإرهاب الأوروبية، فإن للقرار، في حال اتخذ، تأثيراً في مسار تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، الذي لن يكون سهلاً، بعد أن يكون "قطوع" تكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة قد مر. وتصادفت الاستشارات النيابية في لبنان لتكليف رئيس للحكومة، يوم الخميس 22 أكتوبر، قبل 3 أيام من اجتماع الوزراء الأوروبيين. وإذا اتخذ القرار الأوروبي، السبت، بالإجماع، ومن دون اعتراض فرنسي، قد يصعب تسويق المبادرة الفرنسية للحل في لبنان، مما يعني أن الضغط الدولي سيكون في اتجاه واحد، وربما الرهان سيكون عندها على روسيا للضغط على "حزب الله" من خلال إيران.
وبحسب ما علمت "اندبندنت عربية"، لا موعد محدداً بعد لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبنان، وذلك على عكس ما تردد أن الزيارة ستحصل  في أواخر أكتوبر الحالي. وذكر مصدر دبلوماسي أن "روسيا تهتم بالاستقرار في لبنان لارتباط ذلك بالاستقرار في سوريا، وتعتبر أن تأزم الوضع في لبنان ينعكس تأزماً على الوضع في سوريا". وتشدد وزارة الخارجية الروسية دوماً على أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة ولا تؤيد المماطلة، وهي، وفق ما يقول المصدر الدبلوماسي، ستعمل على المساعدة في هذا الإطار عبر التواصل مع كافة الأطراف، ومن بينهم "حزب الله"، بهدف تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن.
من جهة أخرى، تنظر روسيا إلى سعد الحريري كرمز للاعتدال، والمهم لديها تشكيل حكومة قادرة على الحصول على المساعدات. ولدى سؤال المصدر عن موقف روسيا من مشاركة "حزب الله" في الحكومة، أجاب "الحكومة التي يمكن أن تحصل على المساعدات وفق وزارة الخارجية الروسية يجب أن تكون مستقلة وتضم وزراء اختصاصيين".

المزيد من العالم العربي