Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون يعلن حل جماعة ضالعة في عملية قتل المدرس باتي

السلطات الفرنسية تقرر إغلاق مسجد لـ 6 أشهر ومصلون يعتبرونه عقاباً جماعياً

امرأة تقرأ قرار الإغلاق المؤقت لـ "مسجد بانتان الكبير" قرب باريس (رويترز)

تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، "تكثيف التحركات" ضد التطرف بعد قتل المدرس سامويل باتي بقطع رأسه، معلناً حل جماعة الشيخ أحمد ياسين الموالية لـ "حركة حماس" و"الضالعة مباشرة" في الاعتداء، وذلك بعد ساعات من إصدار السلطات أمراً بالإغلاق المؤقت لمسجد يقع في ضاحية باريس، تعتبره ملتقى "لحركات متطرفة" تروج لخطاب "قد يكون سهّل" عملية قتل المدرس، إلا أن مصلين يرتادون المكان اعتبروا أنهم "يتعرضون للعقاب".

وقال ماكرون في كلمة مقتضبة في بوبينيي شمال باريس، إن "قرارات مماثلة بحق جمعيات ومجموعات تضم أفراداً ستصدر في الأيام والأسابيع المقبلة".

إغلاق لستة أشهر

ويرتاد المسجد، موضوع قرار الإغلاق، نحو 1300 مصل، وسيُغلق اعتباراً من مساء الأربعاء 21 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، "لمدة ستة أشهر" على ما جاء في مرسوم صادر عن السلطات الإدارية لمنطقة سين سان دوني.

وعلّق ثلاثة عناصر من الشرطة على سياج "مسجد بانتان الكبير" الواقع وسط أبنية المدينة الشعبية في شمال شرقي باريس، قبل ظهر الثلاثاء، القرار الصادر عن السلطات بإغلاق المكان. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أعلن القرار مساء الإثنين.

وتأخذ السلطات على المسجد مشاركته عبر "فيسبوك" في التاسع من أكتوبر مقطع فيديو لوالد تلميذة في الصف الثالث تكميلي، في مدرسة بوا دون بمنطقة إيفلين، يعرب فيه عن غضبه من درس حول حرية التعبير، أعطاه المدرس سامويل باتي في 5 أكتوبر.

وفي الـ 16 من الشهر الجاري، أقدم لاجئ شيشاني في الـ 18 من عمره، على قطع رأس مدرس التاريخ والجغرافيا المذكور، في شارع بين المدرسة ومنزله.


ما جاء في القرار
 

وجاء في القرار، "ينبغي النظر إلى مسجد بانتان الكبير على أنه أقدم على نشر تصريحات تحض على الحقد والعنف، اللذين من شأنهما الإسهام في ارتكاب أعمال إرهابية". وأضاف أن الغلق ومدته ستة أشهر "هدفه الوحيد منع أعمال الإرهاب".

وأقر القيّم على المسجد محمد حنيش، الإثنين، بارتكاب "هفوة". وأوضح حنيش، "أنا لا أؤيد ما قيل في الجزء الأول من الشريط الذي تحدث عن الرسوم الكاريكاتورية، إلا أن الجزء الثاني عندما أُشير بالأصبع إلى المسلمين في الصف، أثار خوف الكثير ممن يخشون بداية تمييز جديد".

وأثار قرار السلطات إغلاق المسجد استغراب أشخاص يرتادون المكان. وقالت ناديا (46 سنة) التي تصلي في المسجد منذ سنة، "أنا ضد ما حصل مع المدرس، إلا أن قرار إغلاق المسجد مؤسف، فالإسلام يناهض كل أشكال العنف".

وأكد موسى (30 سنة) وهو مدرس رياضة، "بسبب خطأ ارتكبه شخص تشارك الشريط سيعاني كل المسلمين. مع هذا الإغلاق تتم معاقبتنا"، مضيفاً أنه سينتقل للصلاة في مساجد أخرى قريبة.

غالبية معتدلة

وقال رئيس بلدية بانتان الاشتراكي برتران كيرن، إن حنيش "ارتكب حماقة كبيرة أشجبها"، لكنه يخشى من أن "تشوّه صورة كل المصلين الذين هم في غالبيتهم العظمى معتدلين".

ويندرج قرار إغلاق المسجد مؤقتاً في إطار حملة مضادة تقوم بها وزارة الداخلية، التي وعدت بشن "حرب على أعداء الجمهورية"، وباشرت سلسلة عمليات تستهدف التيار المتشدد، إثر قتل باتي الذي ستقام له مراسم تكريم وطنية الأربعاء.

وجاء في مرسوم السلطات أن قرار الإغلاق يستند أيضاً إلى "روابط مع السلفيين" يقيمها المسجد، وتردد أشخاص إليه "ضالعين في الحركة الجهادية"، إضافة إلى شخصية إمام المسجد إبراهيم دوكوريه الذي تحوم حوله شبهات.

وأوضح المرسوم أن دوكوريه "ضالع في الحركة الإسلامية المتطرفة في منطقة إيل دو فرانس"، وتدرب لسنتين في "معهد متطرف" في اليمن، وأدخل ثلاثة من أولاده إلى مدرسة غير قانونية.

وأغلقت سلطات منطقة سين سان دوني هذه المدرسة في 8 أكتوبر، منددة بـ "ظروف لا توصف فيها، وعمل خارج عن القانون والمبادئ".

من جهته، قال كيرن "لم يردني أي عنصر حتى الآن يسمح بالقول إن المتشددين يسيطرون على المسجد"، مقراً بأن "إماماً واحداً وهو دوكوريه يطرح مشكلة".

وقال كثير من المسلمين الشباب، رداً على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية، إن دوكوريه إمام "جيد جداً وهادئ وكل ما يتفوه به إيجابي"، إلا أن أشخاصاً أكبر سناً يصفونه بطريقة مختلفة. وقال أحدهم، "لا أحب المكان كثيراً فثمة إسلاميون هنا لكن لا يمكنني أن أقول شيئاً، لا أريد مواجهة مشكلات".

المزيد من دوليات