Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مزارعو غزة ممنوعون من جني محاصيلهم لأسباب عسكرية إسرائيلية

آليات جرفت أراض في أكبر عملية منذ انتهاء حرب عام 2014

25 في المئة من الأمن الغذائي مهدد بسبب ممارسات إسرائيل على الحدود مع غزة (اندبندنت عربية)

على طول السياج الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل، تنتشر الأراضي الزراعية. وجعلها وجودها في هذه المنطقة، الأكثر عرضة لانتهاكات الجيش الإسرائيلي، التي كان آخرها اجتياح جرافات عسكرية لشرق خانيونس جنوب القطاع وجرف معظم المزروعات هناك.
ليست هي المرّة الأولى التي تتوغل فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وتجرف أراض زراعية، لكنها الأكبر منذ انتهاء جولة الاقتتال العسكرية عام 2014، إذ دمرت الجرافات مساحة تزيد على 10 كيلومترات على طول الشريط الحدودي (يقدر طوله بحوالى 46 كيلومتراً).
وتقوم إسرائيل عادةً، بجرف الحدود لتأمينها، وضمان مشاهدة جيدة لجنودها أثناء المراقبة، خوفاً من أيّ نشاط عسكري من قبل الفصائل المسلحة في غزّة، لكن ذلك غير مبرَر بحسب مؤسسات حقوق الإنسان والسلطات في القطاع، التي تعتبر أن هذه العملية اعتداء سافر يجب وقفه.
وحول عملية الجرف الأخيرة، قال المزارع يوسف شاهين إن "ثلاث جرافات عسكرية إسرائيلية توغلت لمسافة تزيد على 500 متر، وبدأت بتجريف أراضٍ مزروعة بالباذنجان الذي حان وقت حصاده، وبعدها توجّهت نحو الأراضي المزروعة بالكوسا والبقدونس، فجرفتها جميعها".
وبحسب المعلومات الواردة فإن الجرافات العسكرية التي توغلت في القطاع كانت مدعومة بآليات عسكرية وأبراج المراقبة المنتشرة على طول الحدود، بالإضافة إلى الطائرات من دون طيار.

التفاهمات مع إسرائيل
ووفقاً للتفاهمات بين حركة حماس وإسرائيل، يُمنع ممارسة أيّ نشاط أو الاقتراب لمسافة 200 متر من الشريط الحدودي مع غزة، وبعد تلك المساحة يُسمح للمزارعين بممارسة مهنتهم، من دون زراعة أي أشجار. واشترطت إسرائيل عدم زراعة الأشجار على الشريط الحدود لمنع حجب الرؤية عن جنودها خوفاً من ممارسة أي نشاط عسكري ضدها. وبالعادة يُزرَع الشريط الحدودي بالخضروات والمزروعات الموسمية فقط.


الكثافة السكانية
وبسبب الكثافة السكانية الكبيرة في غزة (مليونا نسمة)، باتت الأراضي الزراعية محدودة جداً، ومقتصِرة على الشريط الحدودي الذي يربط القطاع بإسرائيل، وتشكل نسبة 25 في المئة من مساحة غزة (378 كيلومتراً)، وتحتوي على أجود أنواع التربة.
يقول الناطق باسم وزارة الزراعة (تسيطر عليها حركة حماس) أدهم البسيوني إن "الأراضي الزراعية على الشريط الحدودي تؤمن قرابة 25 في المئة من الأمن الغذائي لقطاع غزة، والممارسات الإسرائيلية تهدد فعلياً توفر الغذاء للسكان وتزيد خسائر المزارعين عن 2 ميلون دولار بسبب الانتهاكات على الحدود".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رش مواد سامة
لا تقتصر الانتهاكات على جرف الأراضي الزراعية، إذ يشير البسيوني إلى أن "إسرائيل ترش المزروعات بالمبيدات الحشرية السامة مرتين كلّ عام، الأولى في أبريل (نيسان) في ذروة نمو المحاصيل الصيفية، والثانية في ديسمبر (كانون الأول) في ذروة نمو المحاصيل الشتوية"، لافتاً إلى أنه "في هذه الحالة يفسد نمو معظم المحاصيل المنتشرة على الحدود".
ويوضح البسيوني أن السلطات الإسرائيلية تستخدم مبيدات ذات تأثيرات خطيرة، في منطقة السياج المحيط بقطاع غزة، لمنع نمو النباتات، وإبقاء المنطقة فارغة كي يتسنى لعناصر جيشها مراقبتها بشكل جيد.


لائحة بالأضرار

شملت الأضرار بعد رش المزروعات بالمبيدات معظم الزراعات الشتوية كالقمح والشعير والفول والبازيلاء، إضافة إلى المزروعات الورقية كالسبانخ والبقدونس، ما اعتبرها البسيوني جريمة يجب محاسبة مرتكبيها وفقاً للقانون الدولي.
وبحسب البسيوني فإن تدمير إسرائيل القطاع الزراعي يُعدّ ممنهجاً ومدروساً، باعتباره إحدى ركائز الاقتصاد الوطني في غزة، موضحاً أن هذه الممارسات تضيّع فرص التخطيط والتنمية، وتؤثر في خصوبة التربة، الموجودة في الطبقة الخارجية وإزالتها تجري بشكل غير نظامي.

الأمن الغذائي
بحسب وزارة الزراعة فإن "تجريف الأراضي ورش المزروعات بالمبيدات الحشرية وإعاقة وصول المزارعين إلى أراضيهم، تسببت بنقص في احتياجات المواطنين، لعدم كفاية الإنتاج".
وبلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي في غزة عام 2018 حوالى 65 في المئة، وفقاً للبيانات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، ويؤكد رئيس اللجنة الشعبية لرفع حصار غزة جمال الخضري أن السبب يرجع أساساً إلى الانتهاكات إضافة إلى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 14 سنة.

المزيد من الشرق الأوسط