أعلنت أسرة الفنان المصري محمود ياسين رحيله صباح اليوم عن 79 عاماً بعد صراع طويل مع المرض واختفاء دام سنوات طويلة، تأثراً بمضاعفات مرض ألزهايمر.
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة ممتدة لنعي الممثل المحبوب صاحب الجماهيرية العريضة، وهو الذي رافقت أعماله الجماهير منذ ستينيات القرن الماضي، وتنوعت أدواره ما بين مسرح وسينما وإذاعة وتلفزيون، حيث كان آخر ظهور فني له قبل ست سنوات.
تأجيل مراسم الدفن
وكان عمرو محمود ياسين نجل الفنان الراحل أعلن في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 14 أكتوبر (تشرين الأول) وفاة والده ببيان مقتضب قال فيه "توفي إلى رحمة الله تعالى والدي الفنان محمود ياسين... إنا لله وإنا إليه راجعون... أسألكم الدعاء"، ثم عاد مرة أخرى وكشف عن أن الأسرة سوف تؤجل مراسم الجنازة والعزاء لأسباب خاصة لم يعلن عن تفاصيلها، حيث أكد أيضاً عبر حسابه بموقع فيس بوك "لاعتبارات وظروف خاصه بالأسرة سيتم إجراء مراسم الدفن والجنازة، غداً الخميس 15 أكتوبر، عقب صلاة الظهر... سنعلن عن مكان صلاة الجنازة لاحقاً... جزاكم الله خيراً، ولا أراكم مكروهاً في عزيز لديكم وغفر لأمواتكم جميعاً".
الفنان محمود ياسين يعتبر واحداً من جيل الرواد في السينما المصرية، وتجاوز رصيده الفني 250 عملاً فنياً، قبل أن ينسحب من الساحة بعد أزمات مرضه، مكتفياً بالظهور بين الحين والآخر عبر صور أو فيديوهات قصيرة من خلال حسابات عائلته من أبناء وأحفاد، على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك زوجته الفنانة المعتزلة شهيرة، التي نعته بعبارة قصيرة معبرة حيث قالت "رحل حبيب عمري خلاص".
نعي واسع من النجوم والجمهور
وقبيل وفاة الراحل كانت أرملته أثارت الجدل قبل أسابيع بتصريحات تلفزيونية أعلنت فيها أن حالة محمود ياسين لم تكن تتحسن، وأنها منعت أبناءه وأحفاده من زيارته في المنزل خوفاً عليه من عدوى فيروس كورونا، واللافت أن الفنانة شهيرة كشفت حينها لبرنامج "التاسعة" الذي يقدمه المذيع وائل الإبراشي على شاشة التلفزيون المصري أنها تخفي على الفنان محمود ياسين أخبار وفاة زملائه خوفاً عليه من تدهور حالته، وأكدت أيضاً أنه يعاني من المرض ومن عدم تذكره زملاءه منذ 8 سنوات، وهو ما يعني أنه ربما شارك في بعض الأعمال الفنية، وهو لا يزال في بدايات أزمته الصحية، وبينها مثلاً فيلم "جدو حبيبي" عام 2012 مع بشرى.
وأثيرت عن النجم الكبير على مدى سنوات اختفائه عن الساحة الفنية كثير من شائعات الوفاة التي كانت تغضب عائلته كثيراً، وبينهم ابنته الممثلة رانيا محمود ياسين التي حرصت على رثاء أبيها من خلال منشور لها عبر حساباها بموقع فيس بوك قالت فيه "بحبك أوي (أحبك جداً)، وداعاً يا حبيبي، أبي في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون"، وأرفقته بصورة لها معه وهي في مرحلة الطفولة، كما انهالت التعازي من نجوم الوسط الفني الذين عبروا عن فقدانهم واحداً من كبار نجوم السينما في العالم العربي، ومن بين أبرز من كتبوا كلمات النعي في وفاته "إسعاد يونس، وليلى علوي، ومحمد هنيدي، ودنيا سمير غانم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تاريخ فني حافل
الراحل محمود ياسين ولد في مدينة بورسعيد في الثاني من يونيو عام 1941، وتخرج في كلية الحقوق وعمل بالفعل في مهنة المحاماة لبعض الوقت، ثم تقدم لاختبارات المسرح القومي، واختير للعمل في التمثيل، إذ تميز صوته بالقوة وحسن الإلقاء، وانطلق مسرحياً، ثم بعد ذلك بدأ بأدوار صغيرة في السينما بأفلام مثل "الرجل الذي فقد ظله، وشيء من الخوف، والقضية 68"، وبطولته الأولى كانت في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" أمام شادية، وإخراج حسين كمال عام 1970، وحصل على أوسمة وتكريمات عدة في التمثيل، كما كرمته الدولة تقديراً لأفلامه الحربية، ووقف أمام أشهر نجمات الفن مثل "فاتن حمامة، وسعاد حسني، ونجلاء فتحي، ونادية لطفي، وماجدة، ونيللي، ويسرا، ونادية الجندي، وصفية العمري"، وغيرهن.
يسجل للفقيد تركه عشرات الأعمال التي تعتبر علامات في مشواره وفي تاريخ السينما المصرية، وبينها "الخيط الرفيع، وأين عقلي، وأغنية على الممر، وعلى من تطلق الرصاص، وأنف وثلاث عيون"، كما كان له دور مميز في فيلم "الجزيرة" عام 2007 مع أحمد السقا، وتميز النجم الراحل في الأعمال الدرامية الجادة وذات الطابع الكوميدي كذلك، وقدم تلفزيونياً مجموعة من أشهر المسلسلات بينها "سور مجرى العيون، واليقين، والعصيان، وسوق العصر، وماما في القسم"، وكان له باع في الأعمال التاريخية ومنها مسلسل "الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان"، وخاض تجربة الأداء الغنائي أيضاً من خلال أغنية "حلوة يا زوبة" في مسلسل "غداً تتفتح الزهور" مع سميرة أحمد عام 1984.