Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاهمات في "بوزنيقة" وتوصيات من "برلين 2" لحل الأزمة الليبية

البدء في عملية سياسية شاملة والإسراع بتنفيذ المنطقة منزوعة السلاح في سرت وما حولها

من أجواء الحوار الليبي في "بوزنيقة" المغربية (غيتي)

استأثرت جلستان عُقدتا لبحث الأزمة الليبية، بحديث واهتمام الشارع الليبي، الأولى بين أطراف النزاع المحلي على طاولة مغربية في بوزنيقة، والثانية بمشاركة أكثر من 23 وزيراً ومسؤولاً دولياً وإقليمياً، برعاية ألمانية، تحت اسم "برلين 2"، مكملة لمسار يناير (كانون الثاني) الماضي، وتبحث تطبيق توصياته بوقف تسليح أطراف النزاع والتدخلات الخارجية فيه ودعم المسار السياسي ونبذ الخيارات العسكرية، وما تحقق من ذلك وما بقي حبراً على ورق.

وجدد مجلسا النواب والدولة ممثلا شرق ليبيا وغربها في بيان مشترك من المغرب، تأكيد إيجابية الأجواء في جلسات الحوار، التي استؤنفت جولاتها بعد تعثر قصير، مؤكدين أن التفاهمات حول تقاسم المناصب السيادية تم أكثرها بسلام، ولم يبقَ إلا القليل قبل التوقيع على اتفاق نهائي، قد يشكل قاعدة حقيقية لاتفاق شامل في المسارات التالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من كل هذه المؤشرات الإيجابية، يبقى الترقب سيد المشهد الليبي، فتعثر في نقاش حول منصب سيادي واحد، في بوزنيقة، قد يُعيد الأمور إلى نقطة الصفر، ويتسبَّب في انهيار كل الاتفاقات الأخرى التي تمت حتى الآن، خاصة مع وجود أطراف عدة في طرابلس وبنغازي، غير راضية عن مجرياته، وتعبر عن رأيها هذا صراحة كل يوم، في تصريحات لها على وسائل الإعلام الليبية والدولية.

"برلين 2" تدعم الحل السياسي

طالب المشاركون في الاجتماع الوزاري رفيع المستوى حول ليبيا الذي عُقد أمس الاثنين، وحمل اسم "برلين 2"، وشارك في رئاسته الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ووزير خارجية ألمانيا، هيكو ماس، البدء في عملية سياسية شاملة، والإسراع في تنفيذ المنطقة منزوعة السلاح في سرت وما حولها.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز، في إيجاز صحافي عن الاجتماع الوزاري رفيع المستوى بشأن ليبيا، إن "الاجتماع حضره وزراء الخارجية وكبار ممثلي الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية، التي تشكل جزءاً من مسار برلين، فضلاً عن ممثلين عن الدول المجاورة لليبيا".

وأوضحت أن "الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أطلع المجتمعين على التطورات الأخيرة، ورحب بالتقدم المحرز منذ إعلاني رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، في أغسطس (آب) الماضي، بشأن وقف إطلاق النار، والتوصيات التي خرجت بها اجتماعات مونترو والاجتماع في بوزنيقة واجتماع الغردقة".

وأكد غوتيريش أن "ليبيا أمام فرصة نادرة لاستعادة السلام، وأن مستقبلها والمنطقة برمتها على المحك"، داعياً جميع الليبيين إلى "العمل بشكل بناء ومسؤول للتوصل إلى حل سياسي، وأعضاء المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم بالكامل، لتعزيز التوصل إلى حل سياسي شامل".

من جانبهم، أشار المشاركون في المؤتمر، بحسب وليامز إلى أن "النزاع في ليبيا خطير واستعصى على الحل، وله تأثيره وخيم على الشعب الليبي والجيران، مجددين التزامهم بنتائج المؤتمر الذي عقد في برلين حول ليبيا في يناير (كانون الثاني) 2020، والتي أقرها مجلس الأمن في قراره رقم 2510 في العام ذاته".

ما الجديد في "برلين 2"؟

في المقابل، انتقدت أطراف ليبية عدة مؤتمر "برلين 2"، قائلة إنه لم يُضف شيئاً لما سبقه، ولم يقدم ما يدعم الزخم المتزايد في المسار السياسي الليبي، أو يطرح رؤية ومشروعاً دولياً، لوقف التدخلات الخارجية في ليبيا، التي فاقمت الأزمة وزادت الانقسام الداخلي الليبي، في السنوات الماضية.

واعتبر عضو مجلس الدولة عن مدينة مصراتة، عبد الرحمن السويحلي، أن ما خرج عن المؤتمر ليس توصيات بل محاولة للوصاية على الليبيين، قائلاً إن "المادتين 1 و26 من مقررات مؤتمر برلين تلتزم بحماية سيادة ليبيا، وعملية سياسية شاملة يقودها الليبيون ويملكونها".

وأضاف في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي أن "الذين شاركوا في مؤتمر برلين يناقضون ذلك، ويُملون على الليبيين ما يجب أن تنتهي إليه العملية السياسية".

ويتفق الصحافي الليبي فاتح الخشمي أن مؤتمر "برلين 2" لم يُضف جديداً. ويتساءل في حديث لـ"اندبندنت عربية": "ما الذي اختلف في برلين الثانية عن الأولى؟ ماذا قدم مؤتمر الأمس لتصبح توصيات برلين في يناير (كانون الثاني) الماضي قيد التنفيذ؟ لماذا لم تتم تسمية المخالفين لما اتفق عليه سابقاً؟ وماذا أُعِدَّ لوقفهم؟".

ويتابع "الحقيقة أن ليبيا بعد مؤتمر برلين الأول، تحولت أكثر مما كانت عليه قبله، إلى قبلة للمرتزقة من جنسيات مختلفة، وأن السلاح تدفق أكثر، وحقيقة الأمر أن ليبيا قبل النسخة الثانية منه، تحولت إلى منصة لنقلهم إلى مناطق صراع أخرى في العالم، من دون أن يقدم المؤتمر الجديد أي رؤية مشتركة لأطرافه، لوقف كل ذلك".

تقدم في مفاوضات المغرب

في المغرب، أعلن وفدا مجلسي النواب والدولة، طرفا المفاوضات السياسية الجارية حالياً في المغرب، عن تحقيق تقدم إيجابي في مشاورتهما، مؤكدين عزمهما العمل على التوصل لاتفاق حول معايير اختيار الشخصيات للمناصب السيادية في ليبيا.

وأفاد الوفدان، في بيان مشترك أصدراه عقب جلسة مفاوضات بينهما، في مدينة بوزنيقة المغربية، بأنهما "توصلا في الجولة الأولى إلى تفاهمات مهمة حول توحيد المؤسسات السيادية"، مؤكدين أن "المشاورات سادتها أجواء إيجابية، ما نتج عنه توحيد الرؤى بخصوص معايير المناصب السيادية".

وقال ممثل مجلس النواب الليبي في اجتماع بوزنيقة، يوسف العقوري، إن "الوفدين حققا تقدماً جوهرياً، حول معايير اختيار الشخصيات للمناصب السيادية، وما زال التباحث مستمراً لإيجاد صيغة شاملة".

ودعا الوفدان الأطراف الدولية المنخرطة في مسار برلين، والمشاركة في اجتماع حول ليبيا، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دعم مسار بوزنيقة الذي حقق نتائج إيجابية.

القضاء يرفض المساس بسيادته

وفي بيان مهم قد ينعكس سلباً على مجريات الحوار الليبي في المغرب، أكد المجلس الأعلى للقضاء الليبي رفضه "مقررات بوزنيقة المغربية، فيما يتعلق بالسلطة القضائية"، معتبراً ذلك "تدخلا ًومساساً بسيادة السلطة القضائية واستقلالها".

وشدد على "تجنيب السلطة القضائية المحاصصة السياسية الجارية في المغرب، وتداعيات الصراع السياسي، بعد أن كانت الوحيدة بين السلطات الثلاث للدولة التي ظلت موحدة ولم تنقسم، وكانت رمزاً لوحدة ليبيا، طوال فترة الصراع المرير".

مشاورات مصرية - أميركية

في القاهرة، عقد السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، مشاورات لافتة مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ورئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، لبحث استدامة وقف إطلاق النار في ليبيا، ودعم المسار التفاوضي المتسارع أخيراً.

وقال نورلاند في تدوينة له على موقع السفارة "في القاهرة، أجريتُ أنا والسفير الأميركي لدى مصر، جوناثان كوهين، مشاورات مثمرة مع اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية".

وأضاف "دار اللقاء حول كيفية دعم منتدى الحوار السياسي الليبي في المغرب والتوصل لتهدئة حقيقية في ليبيا".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي