Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفئات الضعيفة في بريطانيا كابدت "ضررا بالغا" نتيجة موجة كورونا الأولى

جمعيات خيرية تستبق الموجة الثانية من "كوفيد" بالتحذير وحث الحكومة على عدم إغلاق خدمات الصحة والرعاية إذا كثرت الإصابات

لم يكن التعامل مع الموجة الأولى من كورونا سهلاً، فماذا إذا تلتها ضربة ثانية؟ (غيتي)

في المملكة المتحدة، حذَّرت جمعيات خيرية عدَّة من أن الإغلاق (الحجر) الأول الذي فرضته محاولة احتواء تفشي فيروس "كورونا" في البلاد، تسبب في "ضرر وضيق بالغين" للفئات الضعيفة من الناس، وحثت الحكومة على تفادي وقف خدمات الصحة والرعاية في حال واصلت إصابات "كوفيد-19" ارتفاعها.

وذكرت مؤسسة "ناشيونال فويسز" National Voices، وهي تحالف يضم 160 جمعية خيرية معنية بتقديم خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية في إنجلترا، أنه ينبغي استخلاص الدروس بشأن كيفية تقديم الدعم لمرضى الحالات الطويلة الأجل، أو الفئات الضعيفة، فيما تواصل الجائحة تفشيها.

يأتي ذلك في غمرة الاستعدادات لزيادة كبيرة محتملة في عدد الأشخاص الذين سيحتاجون إلى تلقي العلاج في المستشفى من "كوفيد-19" خلال فصل الشتاء المقبل، علماً بأن بعض المناطق تقسم المستشفيات التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (إن إتش إس) البريطانية إلى مجموعتين، الأولى ستعالج مرضى "كورونا"، فيما ستحاول المجموعة الأخرى ألا تستقبل مصابين بـ"كوفيد-19".

ترمي تلك الخطة إلى عدم وقف توفير الخدمات الصحية غير المتصلة بـ"كوفيد-19"، علاوة على السعي إلى تقديم العلاج للحالات المتراكمة المُرجأة من الموجة الأولى للفيروس.

ووجدت دراسة استطلاعية حديثة أصدرتها "ناشيونال فويسز" أن "كوفيد-19" يشكل العامل الأكثر تأثيراً في سلامة الناس، وفي قدرتهم على الوصول إلى الدواء، وإمكانية حصولهم على الطعام، والاستفادة من خدمات الرعاية الصحية.

تضمن التقرير، الذي يحمل عنوان "ما نعرفه الآن"، ردوداً واردة على الدراسة الاستطلاعية قدمها ما يربو على 66 ألف شخص من 11 جمعية خيرية مختلفة، من بينها "إم إس سوسايتي" MS Society، و"بريتش هارت فاونديشن "British Heart Foundation، و"ديابيتس يو كي" Diabetes UK، وذلك في المرحلة الممتدة بين مارس (آذار) ويوليو (تموز) 2020.

مثلاً، وجد مسح تولته مؤسسة "مايند" Mind الخيرية التي تعنى بالصحة العقلية، بعد استطلاع آراء أكثر من 14 ألف شخص راشد وزهاء ألفين من الشباب، أن ما نسبته 60 في المئة من الفئة الأولى و68 في المئة من الفئة الثانية شعروا بأن حالتهم العقلية والنفسية قد ازدادت سوءاً خلال ذروة الإغلاق.

وتوصل استطلاع آخر إلى أن 32 في المئة مما يزيد على ألفي مريض بداء "التصلب اللويحي المتعدد" multiple sclerosis (إم إس) قد ألغيت مواعيدهم لدى متخصصي الرعاية الصحية أو أجلت خلال الموجة الأولى من الجائحة.

في الوقت نفسه، أظهر مسح منفصل استطلع آراء أكثر من ألفي شخص من المصابين بداء "باركنسون" أن 34 في المئة منهم قد ألغيت مواعيدهم الخاصة بجلسات العلاج الفيزيائي.

كذلك وجد مسح استقصى آراء مصابين بأمراض القلب والدورة الدموية أن نصف هؤلاء الذين يأخذون احتياطات إضافية وقايةً من العدوى، قالوا إن الحصول على العناية الصحية صار أشد صعوبة.

في السياق نفسه، وجدت استبيانات مأخوذة من أشخاص يتولون الاعتناء بمرضى يعانون حالات صحية طويلة الأجل، أن 55 في المئة منهم شعروا بـ"إنهاك" واعتراهم قلق من أنهم "سيستنفدون قواهم تماماً"، فيما قال أكثر من الثلث إنهم اضطروا إلى تقديم رعاية إضافية نتيجة تقليص خدمات الصحة والرعاية المحلية أو إغلاق مرافقها أثناء الجائحة .

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

كلفن (67 عاماً) من مدينة "إيربي" في مقاطعة "لانكشير" Earby in Lancashire في شمال غربي إنجلترا، يأخذ على عاتقه مهمة الاعتناء بزوجته شارون (60 عاماً) التي تُكابد داء "التصلب اللويحي المتعدد" بشكله التقدمي الثانوي. يقول في هذا الصدد "أغلقت عيادة الطبيب العام أبوابها، وما عاد الوصول معها متاحاً سوى عبر الهاتف. توقفت كل أشكال الدعم الأخرى من دون تعيين أي موعد للبدء مجدداً. حرفياً، تركنا بين عشية وضحاها من دون أي عون".

وذكر كلفن أن "الدعم البالغ الضرورة الذي يحتاج إلى جهد كبير لتحقيقه" تلاشى عندما ظهرت الجائحة، وأضاف متطرقاً إلى الصعوبات التي مر بها وزوجته "تحول روتيننا اليومي إلى ثلاث ساعات تتناول شارون خلالها إفطارها، وأحممها وألبسها ثيابها في الصباح. ونظراً إلى الحاجة إلى أخذ فترات راحة غالباً، ربما يبلغ النهار منتصفه قبل أن تنزل زوجتي إلى الطابق السفلي. لحسن الحظ، لدينا كتب كثيرة لتقرأها، كنت ابتعتها بسعر زهيد من متجر في صدد إغلاق أبوابه نهائياً".

أسهب كلفن قائلاً "عادة، تمضي بقية اليوم بخطى بطيئة؛ وجبة غداء بسيطة تليها وجبة المساء اللتين أتولى طهوهما وإعدادهما بنفسي، وقليل من مشاهدة التلفزيون والتمدد على السرير. إنه وضع أشبه بفيلم "غراوندهوغ داي" Groundhog Day (يوم جرذ الأرض) (يشار إلى أن الشخصية الرئيسة في الفيلم تجد نفسها تعيد اليوم نفسه كل يوم).

من وجهة نظر كلفن "نحن بحاجة إلى المشورة وإلى أن تعود هيئة (إن إتش إس) بكامل خدماتها والهيئات الداعمة إلى العمل، لا سيما خلال تطبيق إجراءات الإغلاق المربكة وطويلة الأمد. يلزمنا أن ترجع حياتنا إلى مسارها الطبيعي، إذ لا يمكننا المضي قدماً على هذا النحو".

وفي سياق متصل، قال فيليب أندرسون، الذي يتولى رئاسة قسم "السياسات" في منظمة "إم إس سوسايتي"  MS Society: "لا يتعلق هذا البحث بانتقاد القرارات السابقة في ضوء اتضاح الصورة، وإنما بالحرص على أن نستخلص الدروس من أجل الاستفادة منها في المستقبل القريب. يشكل تقريرنا تذكيراً صارخاً بأن الأشخاص الذين يعانون ظروفاً صحية طويلة الأمد من قبيل (التصلب اللويحي المتعدد) قد تضرروا بشدة من جراء الإرباكات التي تخللتها الموجة الأولى من الجائحة، وعبر التعاون معاً كمنظمات تمثل المرضى، جمعت (ناشيونال فويسز) تفاصيل دقيقة عن تجارب عاشها عشرات الآلاف من الناس الذين يحتاجون إلى الاعتناء بصحتهم ورعايتهم".

وأضاف أندرسون "نناشد الحكومة أن تبقيهم في صدارة أولويات التخطيط وخطوات مواجهة الجائحة في المستقبل. عليهم (وزراء الحكومة) أن يقوموا بكل ما في وسعهم بغية تجنب إغلاق خدمات الصحة والرعاية التي يعتمد عليها الأشخاص الضعفاء، وذلك إذا أردنا أن نتفادى التسبب بمزيد من الضرر الجسيم للصحة العقلية والنفسية والجسدية."

© The Independent

المزيد من تقارير