Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الولايات المتحدة موعودة برئيس جديد في أربعة سيناريوهات

انتقال السلطة المؤقت أهون الخيارات أمام ترمب وعزله بيد نائبه وثمانية وزراء وموافقة مجلسي الشيوخ والنواب

اللحظات العصيبة التي تعيشها الولايات المتحدة، بعد انتقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الجمعة إلى مستشفى والتر ريد العسكري في العاصمة واشنطن، وجهت بوصلة الأحداث من صراع انتخابي بين القطبين الجمهوري والديمقراطي إلى مصير الإدارة الحالية.

لا يعد انتقال السلطة المؤقت لأسباب صحية جديداً على الولايات المتحدة، إذ حصل في عهد رئيسين اثنين هما رونالد ريغان وجورج بوش الابن، وفي وقتنا الحالي يبرز نائب الرئيس مايك بنس، الذي يمكن أن يتسلم السلطة مؤقتاً إذا عجز ترمب عن أداء مهامه، وأحد أمثلة ذلك خضوع الرئيس لإجراء طبي يتطلب تخديراً كاملاً.

التعديل الخامس والعشرين

دفعت الفوضى وعدم الاستقرار التي أعقبت اغتيال الرئيس جون كينيدي، صانع القرار في الولايات المتحدة إلى إقرار تعديل يضمن انتقالاً سلساً للسلطة، وسرعان ما أصدر الكونغرس ما عُرف بـ "التعديل الـ 25" للدستور عام 1965، وجرت المصادقة عليه بحلول عام 1967.

تنص الفقرة الأولى من هذا التعديل على أنه إذا توفي الرئيس أو استقال يحل نائب الرئيس مكانه مباشرة. هذه الفقرة معروفة لدى الأميركيين نظراً إلى أن تاريخ الولايات المتحدة شهد ثمانية نواب أدوا اليمين لملء شغور منصب الرئيس، وطُبقت هذه الفقرة عندما اغتيل جون كينيدي في عام 1963.

على أساس ذلك، إذا توفي ترمب وهو في منصبه، سيتسلم مايك بنس مباشرة مقاليد الرئاسة، وسيكون عليه ترشيح شخصية أخرى لمنصب نائب الرئيس، وتتم الموافقة على القرار بإجماع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية.

وتوضح الفقرة الثانية من التعديل الـ 25 في الدستور الأميركي آلية تعيين نائب الرئيس، من خلال الترشيح الرئاسي، وموافقة مجلسي الشيوخ والنواب. هذه الفقرة وإن ظهرت ثانوية إلا أنها في غاية الأهمية، على سبيل المثال، طُبقت حين استقال نائب الرئيس سبيرو أجنيو عام 1973، واُستبدل بجيرالد فورد. ما حدث بعد ذلك، أن فورد حل محل الرئيس نيكسون بعد استقالته التي أعقبت فضيحة ووترغيت.

وتتضمن الفقرة الثالثة من التعديل التاريخي تسليم الرئيس صلاحياته طواعية بشكل مؤقت لنائبه، ومن خلالها سيكون لترمب الحق في إعلان عجزه عن أداء واجباته كتابةً، على أن يقوم بنس بأعمال الرئيس، وبإمكان الرئيس استعادة صلاحياته بالإعلان بالطريقة نفسها.

أما الفقرة الرابعة فتنص على عزل الرئيس من منصبه، ويشترط لحدوث ذلك إرسال بنس وثمانية وزراء على الأقل إعلاناً مكتوباً إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ المؤقت، يفيد بعجز الرئيس عن إدارة شؤون البلاد، وعند الموافقة سيصبح بنس على الفور رئيساً بالنيابة.

صعدت هذه الفقرة في عهد ريغان الذي عانى من مرض ألزهايمر في سنواته الأخيرة، ففي بداية عام 1987، كتب أحد مساعدي البيت الأبيض مذكرة حث فيها رئيس موظفي البيت الأبيض هوارد بيكر على النظر في إمكانية تطبيقها، لكن هذا لم يحدث وظل الرئيس في منصبه لعامين كاملين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سوابق تاريخية

ربما يرى البعض أن هذه السيناريوهات مثيرة جداً إلى درجة استبعاد حدوثها، لكن التاريخ يقول إنها ممكنة، على سبيل المثال، في 13 يوليو (تموز) عام 1985، دخل ريغان المستشفى لإجراء عملية منظار للقولون، وأصبح نائب الرئيس جورج بوش الأب قائماً بأعمال الرئيس لما يقرب من 8 ساعات، من الساعة 11:28 صباحاً حتى 7:22 مساء عندما أصدر ريغان خطاباً يعلن فيه أنه أصبح قادراً على استئناف مهامه.

 

كما أن آخر واقعتين استخدم فيهما التعديل الـ 25، كانتا في عام 2002 و2007. في الأولى حين فعل الرئيس جورج بوش الابن الفقرة الثالثة لينقل صلاحياته مؤقتاً إلى نائبه ديك تشيني قبل إجراء فحص القولون بالمنظار، وفي الثانية أناب بوش الابن أيضاً، تشيني للقيام بمسؤولياته أثناء خضوعه لفحص آخر.

عوامل تهدد حياة الرئيس الأميركي

بنس يبدو على الدوام سياسياً مخلصاً لترمب، لذلك من المستبعد العودة إلى الفقرة الرابعة من التعديل، لكنه من الوارد تطبيق إما الفقرة الأولى التي تضمن انتقالاً للسلطة في حالة الوفاة أو الاستقالة أو الفقرة الثانية التي تنص على تنازل الرئيس عن صلاحيته بشكل مؤقت.

هناك عدة عوامل تجعل ترمب (74 سنة) من الفئات المعرضة لمضاعفات الفيروس، منها العمر والوزن، لكن ومع ذلك فإنه لا يمكن التكهن ما إذا كان سُيصاب بأعراض حادة، نظراً إلى نشاطه البدني، ولعب الغولف، والتزامه بعدم شرب الكحول. وعلى الرغم من أنه لا يعاني أي مشاكل صحية بحسب البيانات الرسمية، فقد انتشرت تكهنات في مستهل الشهر الحالي أشارت إلى تعرضه لسلسلة جلطات في القلب، لكن طبيبه شون كونلي نفى حينها هذه المزاعم.

وعلى الصعيد الرسمي فيما يتعلق بصحته حالياً، أُعلن البيت الأبيض مساء الجمعة، انتقال ترمب إلى مستشفى والتر ريد العسكري، وجاء هذا التحول بعد دقائق قليلة من نشر مذكرة داخلية أفادت بأن الرئيس الأميركي حصل على جرعة من عقار Regeneron.

وورد في البيان أنه كإجراء احترازي، "تلقى ترمب جرعة واحدة 8 غرامات من خليط ريجينيرون، وبالإضافة إلى الأجسام المضادة، يتناول الرئيس الزنك وفيتامين دي والفاموتيدين والميلاتونين والأسبرين يومياً".

ولم تُخف المذكرة حقيقة إجهاد الرئيس، وأكدت أن معنوياته جيدة، ويتم تقييمه من قبل فريق من الخبراء، كما أشارت إلى أن حالة السيدة الأولى مستقرة، ولكنها تعاني من سعال خفيف وصداع، وجاءت نتائج فحوص الفيروس لبقية العائلة سلبية. 

وقالت كايلي ماكناني المتحدثة باسم البيت الأبيض الجمعة إن الرئيس لا يزال بحالة معنوية جيدة، ويعاني من أعراض خفيفة، وكان يعمل طوال اليوم". وقالت "بدافع توخي أقصى درجات الحذر، وبتوصية من طبيبه وخبراء طبيين، سيعمل الرئيس من المكاتب الرئاسية في والتر ريد في الأيام القليلة القادمة".
 
نائب الرئيس يتسع نفوذه

التأكيد على عمل الرئيس من مقره في المستشفى، سبقه بيان من حملة ترمب الانتخابية الجمعة أفاد أن جميع الفعاليات التي أُعلنت سابقاً والتي كانت تشمل الرئيس ستُنقل إلى الواقع الافتراضي أو تؤجل بعد تأكد إصابته. وأوردت الحملة أنه تم تأجيل الفعاليات التي أعلنت سابقاً بمشاركة أعضاء من أسرة ترمب، بينما يتم النظر في الباقي على أساس كل حالة على حدة.

وأكدت الحملة أن بنس يعتزم استئناف الفعاليات المقررة، بعد أن أكد الفحص خلوه من فيروس كورونا. يأتي ذلك بعد إلغاء تجمع انتخابي في فلوريدا، ومكالمة هاتفية حول دعم المسنين في مواجهة كوفيد-19 هي الأخرى لم يستطع الرئيس القيام بها وناب عنه بنس فيها.

وفي ظل اتساع مسؤوليات بنس، أكد طبيب البيت الأبيض أن نائب الرئيس، الذي كان على مقربة من ترمب الأسبوع الماضي سليم من كورونا، وقال إنه لا يزال بصحة جيدة وله حرية ممارسة أنشطته الطبيعية". كما اقترح مدير حملة ترمب، بيل ستيبين، أن يقوم بنس باستئناف الفعاليات.

المزيد من تقارير