نشرت مجلة "تايم" الأميركية القائمة السنوية التي تختار فيها أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم، مقسّمة إلى خمس مجموعات هي: الرواد، الفنانون، الزعماء، رجال المال والأعمال والرموز.
وتضمنت الفئة الأولى شخصية عربية هي المخرجة السورية وعد الخطيب، والفئة الأخيرة الصحافية المصرية لينا عطالله، فيما تضمنت الفئة الوسطى السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة.
تضم الفئة الأولى، الرواد، الشخصيات الأكثر تأثيراً بسبب الريادة في مجال عملهم أو ابتكارهم في هذا المجال. وفي هذه الفئة، اختارت الـ "تايم" المخرجة السورية وعد الخطيب التي شارك فيلمها الوثائقي "إلى سما" ضمن القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار في فئة الأفلام الوثائقية الطويلة.
ويروي الفيلم قصة الحرب في سوريا من زاوية إنسانية تختلف عن روايات الصحافيين والمسؤولين والمعلّقين والمحللين. وبالرغم من أن فيلم الخطيب لم يفز بالأوسكار، لكنه نال إعجاباً كبيراً وحصل على جوائز أخرى عدة.
ومن بين الشخصيات في هذه الفئة أيضاً، أبو بكر تامبادو، وزير العدل السابق في غامبيا والمدعي العام السابق في المحكمة الجنائية الدولية لرواندا الذي زار مخيماً لللاجئين الروهينغا من ميانمار في بنغلادش عام 2018، ومن ثم رفع وبلاده دعوى على حكومة ميانمار أمام محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب إبادة جماعية بحق مسلمي الروهينغا في البلاد، وكسب الحكم في 2020، بالرغم من أن رئيسة ميانمار أونغ سان سو كي، هي التي دافعت عن نفسها في المحكمة.
الفئة الثانية
تضم الفئة الثانية عدداً من الفنانين والممثلين والمغنين وغيرهم، مثل المغنية الأميركية من أصل لاتيني سيلينا غوميز والممثل الشهير مايكل بي جوردون. ومن بين مَن تبرز أسماؤهم في تلك الفئة، الكوميدية الأميركية من أصل آسيوي آلي ونغ والممثلة الأميركية السمراء جنيفر هدسون التي فازت بأوسكار عن فيلم "فتيات الأحلام".
أما الفئة الوسطى، قسم الزعماء، فيضم شخصيات مشهورة في الأخبار حول العالم وليس في بلدانها فقط. بالطبع يأتي قادة دول مثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وتضم الفئة أيضاً جو بايدن، المرشح الرئاسي الأميركي عن الحزب الديمقرطي والمرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس كمالا هاريس ورئيسة مجلس النواب الأميركي وزعيمة الغالبية الديمقراطية فيه نانسي بيلوسي.
يأتي أيضاً في هذه الفئة، ضمن أكثر مئة شخصية تأثيراً في العالم هذا العام، السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة.
وتقول الـ "تايم" إنه يتمتع بنفوذ لا يضاهى في العاصمة الأميركية سمح له بتعزيز مكانة بلاده. وتصفه بأنه الآن "المعبّر عن الوجه الجديد للشرق الأوسط"، إثر الدور الذي لعبه في التوصل إلى اتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل.
في الفئة الرابعة، قسم رجال المال والأعمال، تأتي أسماء مشهورة في المجال، من بينها رئيس شركة غوغل سوندار بيتشاي الذي شق طريقه من مهاجر من الهند في صغره ليصبح الرئيس التنفيذي لشركة تبلغ قيمتها السوقية تريليون دولار.
كما تضم تلك الفئة أيضاً النجم لويس هاملتون، متسابق فورمولا 1 الشهير، الذي تقول المجلة إن تبنّيه لحركة "حياة السود مهمة" جعلت الحركة أوسع وأكثر تأثيراً.
وربما من أبرز الأسماء في تلك الفئة اسم جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي. واختياره ليس لثروته، بل لتولّيه منصبه في وقت غاية في الحساسية. وتوضح الـ "تايم" أنه تمكّن من صد ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتأثير في استقلالية البنك المركزي بهدوء واستطاع الحفاظ على استقلالية السياسة النقدية التي تفيد المجلة بأنه أدارها باقتدار في مواجهة أزمة وباء فيروس كورونا (كوفيد-19).
الرموز
وفي الفئة الأخيرة، قسم الرموز، ترد أسماء كثيرة ليس فقط لشخصيات، بل نجد من بينها حركة "حياة السود مهمة" التي تبلورت في الولايات المتحدة لتنسيق الاحتجاجات الشعبية ضد الممارسات العنصرية في أميركا بعد مقتل جورج فلويد.
ومن بين الشخصيات المؤثرة في هذه الفئة، المسنّة الهندية بلقيس، البالغة من العمر 82 سنة، لكنها تبث العزيمة والإصرار في روح المحتجين المطالبين بحقوقهم في التظاهرات من الصباح الباكر حتى بعد منتصف الليل. واشتهرت أكثر ضمن احتجاجات الأقلية المسلمة على تعديل قانون المواطنة في الهند في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بشكل قد يحرم بعض المسلمين في البلاد من حق المواطنة.
وفي تلك الفئة أيضاً، نجد الشخصية العربية الثالثة ضمن المئة الأكثر تأثيراً في العالم هذا العام وهي الصحافية المصرية لينا عطالله، رئيسة تحرير موقع "مدى مصر" الإخباري المستقل. وسبق أن اعتقلت عطالله وزملاء لها في الموقع لفترة قصيرة، لكن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في ممارسة مهنتها التي تعتبرها "اختياراً".
وميّزت اختيارات المجلة لهذا العام، النسبة الكبيرة من الشخصيات الإثنية "غير البيضاء" وأيضاً من النساء بشكل يكاد يكون مبالغاً، في رد فعل على هيمنة البيض أو الرجال على مجالات الأعمال والقيادة والفن وغيرها من النشاطات التي اختارت المجلة منها أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم.