Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة رئيس الوزراء الأكثر جدلا في تاريخ اليمن

عبد القادر باجمال ترأس الحكومة ثلاث فترات متتالية وعزله الرئيس علي عبد الله صالح

رئيس مجلس الوزراء اليمني السابق عبد القادر باجمال (غيتي)

توفي رئيس الوزراء اليمني الأسبق عبد القادر باجمال، أمس الاثنين، عن عمر ناهز 67 عاماً، متأثراً بجلطة دماغية أصيب بها في أبريل (نيسان) 2008.

وشغل باجمال منصب رئيس الحكومة اليمنية ثلاث فترات متتالية، 2001 و2003 و2006، كما شغل منصب أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام عدة سنوات، وكان باجمال قد دخل في الـ26 من أبريل 2008، في حالة غيبوبة على إثر إصابته بجلطتين متتاليتين، قلبية ودماغية، في سنغافورة.

ونعت شخصيات سياسية بارزة وأحزاب ومنظمات يمنية باجمال. ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، أجرى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتصالاً هاتفياً بنجل باجمال الأكبر، عمرو، معزياً إياه "رحل والدكم بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء لخدمة الوطن، وخسر الوطن برحيله رجلاً مخلصاً في أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقه بكل جدارة وكفاءة عالية من خلال المواقع القيادية التي شغلها".

بينما قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، "إن رحيله ليس خسارة لأسرته فحسب، بل خسارة للوطن عموماً الذي فقد أحد قادته الأفذاذ، وشخصية لعبت دوراً كبيراً ومؤثراً في تاريخ اليمن، وواحد من رجاله الاستثنائيين الذين تميزوا بالإبداع في كل المناصب والمهام التي تقلدها خلال سنوات عمله الثرية والطويلة".

وأضاف عبد الملك "غياب هذه الشخصية الوطنية عن المشهد السياسي بعد إصابته بالمرض قبل عدة سنوات ترك فراغاً كبيراً في الحياة السياسية والحزبية"، منوهاً بأن تكريمه بجائزة "أبطال الأرض" في سنغافورة من قبل برنامج الأمم المتحدة للحفاظ على البيئة عام 2008 "هو اعتراف وتقدير بمكانة وقيمة هذا الرجل الاستثنائي الذي كان محل فخر لليمنيين حتى من يختلفون معه سياسياً".

وسردت قيادة حزب المؤتمر الشعبي، في بيان نعي أمين عام حزبها السابق، "مسيرة ومناقب الفقيد وأدواره الوطنية البارزة في خدمة الوطن، من خلال المناصب الحكومية التي تقلدها، وعمل من خلالها بكل تفان وإخلاص، وشارك في البناء والتنمية التي شهدها اليمن خلال العقدين الماضيين، بتقلده عدداً من المناصب الحكومية قبل الوحدة وبعدها، كان أبرزها رئيساً لوزراء اليمن ثلاث فترات متتالية 2001 و2003 و2006، كما شغل أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام".

معارك سياسية

ويصف الكاتب طالب الأحمدي، رئيس الوزراء الأسبق عبد القادر باجمال بأنه من أبرز الشخصيات السياسية اليمنية التي شهدها اليمن في العقود الثلاثة الأخيرة، وارتبطت بها تحولات عقدين من الزمن، وهي فترة التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة، وهي الفترة نفسها التي تولى الرئيس السابق علي عبد الله صالح رئاسة الدولة اليمنية بعد توحيدها عام 1990.

ويضيف الأحمدي: "كان صاحب كاريزما خاصة وجاذبية مثيرة للانتباه، ورغم ترؤسه الحكومة ثلاث مرات كمهمة اقتصادية في المقام الأول، فإن له بصمة خاصة وقدرة خارقة في المشهد السياسي بتطبيع الأوضاع السياسية في البلاد، لا سيما على مستوى محافظات الجنوب، كما كان كثير الجدل السياسي مع المعارضة، ودخل معها في معارك سياسية عدة، وكانت المعارضة حينها تتمثل في تكتل أحزاب اللقاء المشترك المكون من خمسة أحزاب سياسية، أكبرها حزب تجمع الإصلاح والحزب الاشتراكي، وكان الخلاف والجدال الأكثر يتعلق ببرنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تبنته الحكومة، كما استخدمه الرئيس صالح واجهة للنظام مقبولة محلياً ودولياً، باعتبار أن الرجل ينتمي إلى حضرموت محافظة العلم والتاريخ والثقافة والمال، كما كانت للرجل علاقاته الشخصية مع منظمات دولية بحكم عمله السابق وزيراً للتخطيط والتنمية والتعاون الدولي ووزيراً للخارجية".

قصة العزل

ويرى الأحمدي أن تغيير باجمال من رئاسة الحكومة اليمنية عام 2008 كان المقدمات الأولى لسقوط نظام الرئيس صالح، وإن تأخر ذلك أربع سنوات، ويعزو إقالة باجمال من رئاسة الحكومة إلى مجموعة أسباب منها "كثرة المعارك السياسية التي خاضها باجمال مع المعارضة نيابة عن الرئيس صالح، وحاجة الأخير إلى إعادة ضبط البوصلة بوجه جديد، خصوصاً أن ترأس باجمال ثلاث حكومات متتالية، جعلت صالح يتخذ قرار الإقالة وتعيين علي مجور رئيساً للحكومة الجديدة، كما أن كشف النقاب حينها عن وثائق سرية أميركية تحدثت عن علاقة باجمال بمنظومة الفساد أدى إلى إقالته من رئاسة الحكومة، بعد ضغوط من الدول المانحة، باعتباره يقود محور فساد داخل الحكومة، وأنه كان عقبة حقيقية ورئيسة إزاء الإصلاحات الحكومية، لكن باجمال دافع عن نفسه حينها، ونفى تلك التهم جملة وتفصيلاً، واتهم المعارضة بتشويه حكومته ومحاولة النيل منها، وفي الخلاصة فإن مغادرته المشهد السياسي بالعزل من الحكومة ثم بالمرض كان لها أثرها الكبير في العملية السياسية باليمن، التي أدت في النهاية إلى عزل صالح".

ورغم الإقالة فإن باجمال احتفظ بمنصب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الحاكم الذي يرأسه الرئيس صالح، لكن ذلك لم يستمر طويلاً، فقد أصيب في أبريل 2008 بحالة غيبوبة على إثر إصابته بجلطتين متتاليتين، قلبية ودماغية، بسنغافورة في أثناء تسلمه جائزة أبطال الأرض المقدمة من برنامج الأمم المتحدة للحفاظ على البيئة، ومن هنا بدأت مرحلته المرضية الطويلة التي استمرت حتى وفاته.

المزيد من العالم العربي