Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أصبحت الشهادات العليا للوجاهة والمكانة الاجتماعية في السعودية؟

مستشار مهني يحمّل أصحابها مسؤولية بطالتهم

حصول أفراد المجتمع على الشهادات العليا علامة إيجابية (واس)

يرتبط إكمال التعليم عند معظم خريجي الدراسات العليا بالوظيفة ارتباطاً ملازماً، هذا الارتباط تحول مع الوقت إلى ما يشبه التلازم الشرطي بين الشهادة والوظيفة، فهل القطاعات الحكومية والخاصة ملزمة توفير وظائف لحملة الشهادات العليا؟

يجيب المستشار المهني ياسر بكار، قائلاً "مشكلة الشباب في توقعهم أن القطاعين الحكومي والخاص مسؤولان عن توظيفهم، أو خلق وظائف لهم. وهذا غير صحيح". وأضاف لـ"اندبندنت عربية"، "يجب أن يعي حاملو الشهادات العليا أنهم تعلموا من أجل أن يخلقوا قيمة أعلى وأكثر جودة في القطاعات الحكومية أو الخاصة".

الدراسات العليا

 حمل بكار خريجي الدراسات العليا بطالتهم، إن لم يُحدثوا فرقاً في القطاعات، ووجه حديثه إلى الخريجين "القطاعات مستعدة أن تدفع الراتب المُستحق لك، وأن تصل إلى ما تريد أن تصل إليه إن أحدثت فرقاً فيها، وإن لم تستطع خلق القيمة والتميز وتلبية حاجات الشركات فهذا يجب أن تتحمله أنت".

ونوه بأن "على حاملي الشهادات العليا عدم توقع أن سوق العمل تضعهم في المرتبة التي وصلوا إليها في الدراسات العليا. يجب عليهم أن يبدأوا الطريق من بدايته في المجال العملي".

مؤكداً في الوقت ذاته أهمية حصول الأفراد على الشهادات العليا، وقال "حصول أفراد في المجتمع على شهادات عليا أمر ضروري، ويخلق حالة من الحركة العلمية والتطور المهني، وهي علامات إيجابية لأي مجتمع. وتوجد إحصاءات تظهر التباين (مثلاً) بين المُعلم في السعودية من حملة الماجستير مع مثيله في الدول الأوروبية، والفرق كبير لصالح الدول الأوروبية، ونحن نطالب حاملي البكالوريوس بأن يلتحقوا بالدراسات العليا".

 بطالة البكالوريوس

 في سياق متصل، أسهم ارتفاع مخرجات التعليم الجامعي في البلاد في ما يعرف بـ"بطالة البكالوريوس"، ما دفع كثيراً من حملة الشهادات الجامعية إلى إكمال دراساتهم العليا، بهدف الحصول على وظيفة والتخلص من حالة البطالة. تقول نورة السبيعي التي قررت مواصلة دراستها العليا للحصول على فرصة أفضل في سوق العمل، "تخرجت في جامعة الملك سعود وكنت أطمح لإكمال مشواري الدراسي بعد التخرج، إلا أنها لم تتهيأ الفرصة المناسبة أمامي.

ولم أحصل على وظيفة تتناسب مع تخصصي الجامعي من كلية "الحقوق والعلوم السياسية "وهذا الأمر أزعجني كثيراً، فقد قضيت أربع سنوات في دراسة تخصص ولم أحصل على عمل يتناسب مع ما تلقيته من علوم، فقررت مواصلة دراستي العليا "قانون عام" من أجل الحصول على فرصة عمل أفضل وأرى أن الدراسات العليا أصبحت ضرورية، ففي فترة من الفترات كانت شهادة الثانوية مهمة ومن الممكن الحصول على فرص وظيفية جيدة ثم تلتها شهادة البكالوريوس، واليوم لابد أن يسعى الإنسان للأفضل ونيل شهادات عليا. 

في المقابل يرى تركي سالم أن شهادة البكالوريوس أصبحت اليوم شهادة عادية جداً في الدوائر الحكومية، ولا تكفي الموظف ليحصل على مميزات وترقيات في العمل لذلك "أردت مواصلة دراستي العليا في تخصصي الأساسي الرياضيات، لذلك التحقت ببرنامج (ماجستير شؤون مالية)، والهدف الأساسي الذي دفعني لمواصلة تعليمي هو الحصول على ترقية ومرتبة أعلى" .

أما عواطف القحطاني قررت الهروب من بطالة البكالوريوس لسنوات بالابتعاث والحصول على الماجستير في التربية الخاصة، وبعد معاناة سنوات في الغربة واجتهاد وكفاح وحصولها على الماجستير، مازال شبح البطالة يطاردني، مع وجود احتياج في قسم التربية الخاصة سواء تعليمياً أو إدارياً.

وتضيف نورة العصيمي ماجستير إعلام رقمي "أعمل في وظيفة تناسب خريجي البكالوريوس براتب خمسة آلاف ريال، ولم أظن أن ياتي هذا اليوم  ويهمش حاملو الشهادات العليا .

 في الوقت الذي يمضي كثيرون من خريجي الجامعات لاستمكال دراستهم بحثاً عن فرص جيدة في سوق العمل السعودي، ندم خالد الرويس على إكمال دراسته العليا "الماجستير"، ويقول "بعد تخرجي في الجامعة مباشرة مع الأسف معظم الجهات التي قدمت عليها كانت تبحث عن الخبرة متجاهلة الشهادات والدورات التي كانت تملأ سيرتي الذاتية وهذا جعلني أندم على دراسة الماجستير.

وتختلف عبير الشهري في سبب إكمالها الماجستير، وهي طالبة ماجستير في التسويق، إن السبب هو مجاراتها لإخوتها الذين يحملون شهادات عليا.

أما نايف السبيعي "موظف حكومي" يرى أن المكانة الاجتماعية لحملة الشهادات العليا دفعته لإكمال تعليمه. ويقول "حصلت على ماجستير في الإدارة، ووجدت أن المكانة الاجتماعية تغيرت، ووجدت الاحترام من الجميع، إضافة إلى حصولي على ترقية، وكل ذلك أعتبره دافعاً لي لإكمال الدكتوراه  .

 في حين تقول حصة محمد طالبة دكتوراه "أنهيت مرحلة البكالوريوس في عام 2007، ولم أحصل على وظيفة تناسب شهادتي العلمية فقررت إكمال تعليمي لأكون مؤهلة لشغل منصب وظيفي عالٍ، وبالفعل أكملت دراستي وحصلت على شهادة الماجستير، وحصلت على الوظيفة التي تناسب مؤهلي وبدأت حالياً في دراسة الدكتوراه، وأدرك أني سأجد الوظيفة التي تلائم شهادتي العلمية بعد الحصول على الدكتوراه.

تحديات سوق العمل

 بالعودة للمستشار المهني ياسر بكار فيرى أن حاملي الشهادات العليا "تواجههم تحديات" في سوق العمل، وقال "توجد بعض التحديات في توظيف هذه القدرات، وهذا أمر يخضع لعوامل مختلفة، ومن المستحيل أن نصل إلى مرحلة ونكتفي من خريجي الدراسات العليا. خريجو الدراسات العليا أشخاص اكتسبوا معارف متخصصة في بعض الجوانب، ونحن نحتاج إلى مزيد من التخصصية والمهارات، وحاملو الشهادات العليا باستطاعتهم إحداث فرق وخلق الوظائف لهم وللآخرين".

وطالبَ مسؤولي برامج الدراسات العليا في الجامعات بأن يساعدوا الطالب على عدم الاعتماد على الوظيفة، ويكون مبادراً في خلق الوظائف والإنتاج، بالتالي عدم الحاجة إلى الآخرين، مشيراً إلى أن دافع الطلاب لإكمال الدراسات العليا يكون غالباً "حصوله على مكانة اجتماعية كبيرة بين الناس"، ويوجد من يسلك سبيل الدراسات العليا "لتطوير قدراته العلمية، وكلاهما محمود".

واختتم، "لا يمكن حصر التخصصات التي تحتاج إلى حاملي الدراسات العليا، لكن كل مجال علمي ومهني وصلنا إليه نستطيع أن ندفع به خطوة إلى الأمام".

ووفقاً لآخر بيانات "الهيئة العامة للإحصاء" السعودية، فإن مجموع الطلاب الذكور المسجلين في الدراسات العليا لعام 2018 في الجامعات السعودية 11,412، والإناث 11,187.

المزيد من تقارير