Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تاريخ إيران بجماعة الإخوان (الحلقة الرابعة)

العراق والسعودية أول المتضررين

تطلّعت إيران إلى أن يتغلغل مشروعها الطائفي في مصر (أ ب)

في الحلقة السابقة، تناولنا بعض الجوانب في المفهوم العقائدي المشترك بين إيران وجماعة الإخوان. وتطرّقنا إلى مسألة التسيّس الديني السلطوي في سلوكية ونهج هذين الطرفين.

العراق والسعودية أول المتضررين

بحكم الموقع الجغرافي، فإنّ العراق البلد العربي الأول الذي عانى بشدة من أضرار دولة إيران الدينية، وبحجّة تصدير الثورة الإسلامية، بدأ الخميني تنفيذ مشروعه الطائفي، الذي أراد منه إشعال نار الفتنة بين المسلمين في البلد الواحد. وبعد منع تنظيم الإخوان المسلمين في العراق منذ عام 1961، أخذت خلاياه التحرّك وبدعمٍ إيراني. وكان الخميني يردّد أنّ "طريق القدس يمرّ عبر كربلاء". عبارة صريحة للتدخّل الإيراني الصارخ. ومع ارتكاب العمليات الإرهابية المدعومة من إيران داخل العراق، اندلعت الحرب في 22 سبتمبر (أيلول) 1980، وانتهت في 8 أغسطس (أغسطس) 1988، وراح ضحيتها نحو مليون مسلم، غالبيتهم من الإيرانيين، نتيجة الزحف البشري في الهجومات البرّيَّة.

وعلى الرغم من أنّ العراق وافق على قرار "مجلس الأمن الدولي" الرقم 479 في 28 سبتمبر 1981، أي بعد ستة أيام من نشوب الحرب، وتعاون مع "لجنة المساعي الحميدة" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وغيرها من الجهود العربية والإسلامية والدولية من أجل وقف نزيف الحرب، لكن الخميني كان يطرح شروطاً مستعصية، دلالة على رفضه. واستمر متمسّكاً بموقفه حتى أُجبر مذعناً بالموافقة على قرار مجلس الأمن، وجاء في كلمته "وشربتُ كأس السّم بقبول القرار".  فخرج العراق منتصراً على إيران، ولم يكن لجماعة الإخوان ممثلةً بـ"الحزب الإسلامي العراقي" أي تأثير ولو قيد أنملة.

كذلك عانت السعودية، ولا تزال، من النهج العدواني الإيراني، ابتداءً من سنوات تسيّس الحج، لا سيما الفترة الممتدة ما بين 1984- 1987، إذ من أسلوب تصدير الثورة الإيرانية، أن ينظّم الحجّاج الإيرانيون تظاهرتين: الأولى في المدينة المنورة يطلقون عليها "تظاهرة الوحدة"، والأخرى في مكة المكرمة تحت اسم "تظاهرة البراءة من المشركين". فالحجّاج الإيرانيون يعملون بما أمرهم به الخميني الذي لا يفصل الدين عن السياسة. وبذلك، بحسب مفهومه، لا تنفصل عبادية الحج عن أهدافه السياسية الأخرى، التي شرّعها الإسلام من أجل مصلحة الأمة.

وفي حينها، نبّهت السلطات السعودية عبر الدكتور إبراهيم العواجي، وكيل وزارة الداخلية في لقائه مع ممثل الخميني في الحج، مهدي كروبي (1939-)، إلى الالتزام المطلوب في التظاهرة، وإلّا سيتم التصدّي للمتظاهرين. وما حدث في مكة يوم الجمعة المصادف 6 ذي الحجة 1407 هجرية، الموافق 31 يوليو (تموز) 1987 ميلادية، هو أن خرجت تظاهرة الحجّاج الإيرانيين عن مسارها السلمي، بإشعال البلبلة والفوضى، واصطدمت بعنف مع قوات الأمن ورجال الشرطة، فسقط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح.

وفي عهد علي خامنئي، ازدادت التدخلات الإيرانية الطائفية في الساحة العربية على نحو أوسع وأغلظ من ذي قبل، وازدادت معها تحرّكات الإخوان المسلمين، لا سيما في عَهْدَيْ الرئيسَيْن الأميركيَّيْن جورج بوش الابن (2001- 2009)، وباراك أوباما (2009- 2017)، إذ تمدّدت إيران في أربعة بلدان عربية: العراق وسوريا ولبنان واليمن. ونتائج المخطّط الأوبامي الذي تحقّق في وصول الإخوان إلى السلطة في بعض البلدان العربية: مصر وتونس وليبيا.

ويرى الأكاديمي الفرنسي أوليفر روي (1949-)، في كثير من كتاباته المتخصّصة في الإسلام السياسي المعاصر، وما خلقه من أبعاد ومواجهات إقليمية ودولية، ومن جملة مؤلفاته "الإسلام العالمي: البحث عن أمة جديدة" و"العلمانية تجابه الإسلام" و"الإسلام والمقاومة في أفغانستان" وفي كتابه الموسوم "فشل الإسلام السياسي"، تناول بشكل مسهب وكتب عن إيران كنظام ومذهب وتاريخ في أيرنة الواقع المفروض على الآخرين، قائلاً إنّ "الثورة الإيرانية مشدودة الصلة بالمذهب الشيعي، ليس عبر مجموعة الكتابات، بل كتاريخ، إذ إنّ هوية المذهب الشيعي في إيران تعكس العملية التاريخية التي ظهرت في مرحلتين: الأولى في اعتناق إيران المذهب الشيعي تحت الحُكم الصفوي خلال القرن السادس عشر ميلادي، والأخرى عدم قبول الأقليات الشيعية الأجنبية الأيرنة المفروضة عليهم، خصوصاً التحكّم الإيراني والنفوذ ومركزية رجال الكهنوت. وفي هذا الخصوص، تُعتبر هذه بُدعة كبيرة بالنسبة إلى المذهب السُّنّي".

ولكن بالنسبة إلى الإخوان، كونهم من أهل السُّنّة، وجماعة دينية- سياسية، فقد ظهرت اضطرابات واضحة في موقفهم بعد وصولهم إلى السلطة في مصر. على سبيل المثال، عندما أصدر مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل (نيسان) 2011 قراره بإنشاء "حزب الحرية والعدالة"، جناحاً سياسياً لحركة الإخوان المسلمين، وبذلك حسم مسألة الجدال حول إقامة دولة دينية أو مدنية، بيد أنّ هذه النقلة التي حتّمتها ظروف الحراك الشعبي وقتذاك، لا تعني أنّ جميع الإخوان قد انصهروا في حزبهم الوليد، بل إنّ "الحرية والعدالة" ليس أكثر من هيكل سياسي جديد يمثِّلهم. أمّا الهياكل الاقتصادية والأمنية والعسكرية، فلها هرميتها في البنية الإخوانية. ومن الواضح أن مستقبلية هكذا بنيوية داخلية للإخوان، كادت أن تؤدّي بصورة أو بأخرى، إلى تخريب الوضع المؤسّساتي الذي قامت عليه مدنية الدولة المصرية الحديثة، وإلى تحويل الدولة المصرية ظلاً خاضعاً للقيادة الإخوانية، من المرشد إلى الحزب، وإلى بقية الواجهات الأخرى.

إنّ أسلوب جماعة الإخوان في طريقة التوغّل داخل المجتمع يكون من خلال تأسيس الجمعيات الخيرية والتعاونية والخدمية وغيرها، وبثّ فكرهم وعقيدتهم كبديل صالح للوضع المنحرف عن النهج الإسلامي القويم. وفي تدعيم هذا الاتجاه، كانوا يمارسون الضغط النفسي في طرح شعارات دينية وأخلاقية، منها "الإسلام هو الحلّ"، ما يعني حصر الإسلام وتمثيله في حركتهم، مع الادّعاء بأنهم الأصوب في إقامة النظام الإسلامي الصحيح.

أما أسلوب أسلمة الدولة، فجماعة الإخوان تعمل على اختراق مفاصل الدولة في جميع مستوياتها من جهة، وتوظيف التحالفات مع الآخرين من جهة أخرى. بيد أن سلبيات مخطّطاتهم قد تكشّفت، بل فشلوا لا سيما أن مدنية الدولة في مصر متجذّرة لا يمكن تفكيكها بذرائع إسلامية تخدم الجماعة في الدولة، لا الدين في الحياة.

مصر تتضرّر (القسم الأول)

على الرغم من أن مصر تُعدّ منشأ ومعقل جماعة الإخوان المسلمين، وتعرّضت لأضرار وتصادمات إخوانية سابقاً، أدت إلى حلّهم في أكثر من مرة، في عهد الملك فاروق عام 1949، وكذلك في عهد الرئيس عبد الناصر عام 1954. إلّا أنّ الخطورة الحقيقية التي تعرّضت لها مدنية الدولة المصرية الحديثة عند وصول الإخوان إلى السلطة، وذلك في سعيهم وهدفهم إلى أخونة مؤسسات الدولة من ناحية، ووصول المدّ الإيراني عبر الإخوان من ناحية أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فعن الجانب الأول، على سبيل المثال لا الحصر، نشير إلى قول رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء رأفت شحاتة، عندما دخل على الرئيس محمد مرسي ليخبره ببعض المعلومات الحسّاسة، وجد عنده عدداً ليس بقليل من القيادات الإخوانية، فأراد الإيحاء بأنه لا يستطيع البوح بما يحمله، فأشار مرسي بأنهم أمناء جميعهم، فلا ضير بالكلام أمامهم، ما دفع شحاتة إلى إخفاء المعلومات الخطيرة، وذِكر ما هو أدنى منها.

وبعد الحراك الشعبي واصطفاف الجيش مع الشعب، تم عزل الإخوان عن السلطة في 3 يوليو 2013، وفي التصريح الأول له منذ خروجه من الجهاز، قال شحاتة في حوار أجرته معه صحيفة "المصري اليوم"، إنه "لم يعطِ معلومة واحدة خاطئة لمرسي، ولم يتآمر عليه أحد، سواء في الجيش أو في الشرطة أو المخابرات، وبالعكس كنّا نقدم له النصائح، ولكنّه أمسك الدفّة بشكل خاطئ، ولم يكن يعتمد على المؤسّسات".

إن الجملة الأخيرة: "ولم يكن يعتمد على المؤسّسات"، تشخيص دقيق ليس بشخص مرسي فقط، بل بخطورة الرؤية الإخوانية في إدارة الدولة ذاتها، إذ بعد سياسة المراوغة، تمكّنوا من نيل الرئاسة ومجلسَيْ الشعب والشورى، وسنّ الدستور وفق ما يلائمهم ويخدم مصالحهم.

وفي هذا الصدد، نذكر شعار "المشاركة لا المغالبة" الذي رفعه المرشد العام لجماعة الإخوان، محمد بديع (1943)، قبل انتخابات مجلسَيْ الشعب المصري والشورى، ما بين (2011- 2012)، وقولهم إن ثلث المقاعد يكفيهم، إلى المنافسة والمزاحمة للسيطرة على غالبية المقاعد، إذ زجّوا بعددٍ كبيرٍ من المرشحين على القوائم والمقاعد الفرديَّة، وبواسطة هذا التخطيط الملتوي، استطاعوا الاستحواذ على ثلثَيْ أعضاء المجلسين. ومن خلال المجلسين المنتخبين، يتم اختيار 100 عضو لوضع دستور جديد للبلاد. وهكذا، تمكّن الإخوان من تمرير الدستور والتشريعات التي تخدم وتساعد في تنفيذ مخطّطاتهم أكثر من المصالح العامة للشعب وللوطن.

واعتُمد النمط ذاته عندما أعلن الإخوان عدم رغبتهم في خوض الانتخابات الرئاسية، لكنّهم تحرّكوا نحو تأسيس "حزب الحرية والعدالة" في 6 يونيو (حزيران) 2011، ليكون الجناح السياسي الرسمي لهم. وعلى الرغم من فوزهم بفارق ضئيل 51.7 في المئة، فإنّ الرئاسة تعني تشكيل الحكومة. ومن هنا، بدأوا العمل لأخونة مؤسسات الدولة. وبهذا الفعل، تجلّت الصورة أكثر في بسط تسلّطهم الدستوري في حُكم مصر. وجراء هذا التسلّط المتنامي من جهة، وتناقضاتهم المتقلّبة بين أقوالهم وأفعالهم من جهة أخرى، فقد انتهى الأمر بحراك شعبي عارم أدى إلى عزلهم عن السلطة في 3 يوليو 2013.

كان خروج معظم الشعب المصري في تظاهرات مناوئة لحُكم الإخوان، بعدما تم خطف الثورة والدولة، ومحاولة تغيير الهوية الوطنية، وعدم تقديم منجزات حقيقية تجاه مشكلات الأمن والمرور والوقود والنظافة والخبز وغيرها.

وعن الجانب الثاني، فإن الفترة القصيرة التي حكم فيها الإخوان، كان متوقّعاً منهم تعزيز وتمتين أواصر العلاقة مع إيران، لا سيما أنها مقطوعة بين البلدين لأكثر من ثلاثة عقود، منذ 1979. وخدمة للمصالح الإخوانية- الإيرانية تم تبادل الزيارات الرئاسية والرسمية بين الطرفين. فقد حضر مرسي مؤتمر "دول عدم الانحياز" الذي عُقد في طهران بين 26- 31 أغسطس 2012. وحضر محمود أحمدي نجاد مؤتمر القمة الإسلامية الذي عُقد في القاهرة بين 6- 7 فبراير (شباط) 2013.

كانت إيران تتطلّع إلى أن يتغلغل مشروعها الطائفي في مصر، كما فعلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وعرضت المساعدات المالية والتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي، ومنحاً دراسية سنوية، وضمان زيارات سياحية على مدى فصول السنة، مقابل أن تستلم إيران إدارة وصيانة المراكز الدينية والمساجد في عهد الدولة الفاطمية في مصر (973- 1171).

ومع أن نسبة الشيعة في مصر أقل من 1 في المئة من مجموع المذاهب الإسلامية، لكن إيران أرادت الاختراق بمدّ ذراع أوّلية بهدف نشر التشيَّع الفارسي. لكن مفتي مصر علي جمعة (1952-) تصدّى وأطلق تحذيره في أكتوبر (تشرين الأول) 2012، مخاطباً إيران بشكل مباشر: "اتّقوا الله فينا وفي أنفسكم".

بيد أن عزل الإخوان عن السلطة، ثم الوضع التدميري الذي تعرّضوا له، شكّل انتكاسة كبيرة لإيران ولمشروعها الطائفي في مصر. ولعلّ كلام أحد أتباعها، ياسر الحبيب (1979-)، يكشف عن بعض الخفايا، إذ يقول "نريد أن نحدث ثورة في مصر، من خلال شراء البعض من أفراد الجيش والمسؤولين لإحداث انقلاب، ثم يسلّموننا الحكم بعد ذلك، وسنقوم بشراء سياسيين، وسنفرض التشيَّع بالقوة في مصر مثلما حدث في إيران عندما ذهب شيعة العراق ولبنان وتشيّعوا في إيران".

أما عن ردّ الفعل الإخواني، فبدلاً من مراجعة أسباب إخفاقهم وتصحيح أخطائهم، اتّجهوا للصدام المسلح، وارتكبوا سلسلة من الأعمال الإرهابية، وحرّكوا تنظيمهم الدولي ضد النظام الحاكم، ولم يعترفوا بنتائج انتخابات 3 يونيو (حزيران) 2014، مع أن الشعب هو مصدر السلطات.

وبعد هروب بعض قادة الإخوان إلى لندن، متّخذين من شقة صغيرة فوق مطعم تركي في منطقة كريكلوود Kricklewood في شمال غربي العاصمة البريطانية مكتباً لهم، وفقاً لبعض التقارير الإعلامية، صار يُستخدم كغرفة عمليات لإدارة أنشطة الجماعة منذ الإطاحة بحكمهم. وكانت الحكومة البريطانية تخشى أن تقوم هذه القيادات بالتخطيط لشنّ هجمات على أراضيها، خصوصاً عقب الاشتباه بتورّط الإخوان في الهجوم على حافلة سياحية في سيناء بشهر فبراير 2013، الذي أدى إلى مقتل ثلاثة سياح بريطانيين. لذا، سارع رئيس الوزراء الإنجليزي ديفيد كاميرون (2010- 2016) إلى فرض الحظر على الإخوان المسلمين، ليس حفاظاً على الأمن الداخلي فقط، وإنّما من أجل الاستقرار السياسي الخارجي أيضاً في منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "الغارديان"، فإنّ كاميرون أصدر أوامره بإجراء تحقيقات في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في لندن، وفقاً لتعليمات من أجهزة الاستخبارات البريطانية وإنّ كاميرون يواجه ضغوطاً لحظر جماعة الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية. وذلك لمنعها من استخدام لندن مركزاً لعمليات للتنظيم الإخواني الدولي. وأشار بعض المسؤولين في الحكومة البريطانية إلى أنّ "من المحتمل حظر جماعة الإخوان في المملكة المتحدة، لكن من غير المرجح أنّ يتم حظر أنشطتها في البلاد على أساس صلاتها بالإرهاب". وهذا الطرح يوافق تحليلات وزارة الخارجية البريطانية التي ترى أنّ "اعتبار الإخوان جماعة إرهابية من شأنه تشجيع التطرّف في البلاد".

في تلك الفترة، كانت إيران قلقة من تداعيات الحظر الإنجليزي على الإخوان، لا سيما أنّ المخابرات الإيرانية كانت توفّر المال والسلاح والتدريب لجماعات إسلامية ناشطة منها "التوحيد والجهاد" و"الرايات السوداء" و"كتائب الفرقان"، ضدّ الوضع السياسي القائم في مصر، ناهيك عن ذكر جماعة "أنصار بيت المقدس" التابعة للإخوان أصلاً.

وبما أنّ السياسة الخارجية الإيرانية تمتلك النفس الطويل، لذلك فإنّها عملت على تذليل ردود أفعال تلك التداعيات المضادّة للإخوان، خصوصاً أن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقتذاك، كانت ذات مرونة وليونة تجاه إيران في الملف النووي والعقوبات الاقتصادية والمفاوضات معها.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء