Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هؤلاء هم المتهمون باغتيال رفيق الحريري

تربطهم صلات تنظيمية وقرابة بعماد مغنية القيادي في "حزب الله" الذي اغتيل 2008

أصدرت المحكمة الدولية قراراً اتهامياً بحق خمسة عناصر من "حزب الله" (رويترز)

يفصّل رونين بيرغمان، المحلل العسكري في صحيفة New York Times عبر مقال من جزأين بعنوان "The Hezbollah Connection" (صلة "حزب الله")، نشر في فبراير (شباط) 2015، خلفيات اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ويعود إلى بداية الحرب اللبنانية عام 1975 وفترة الوجود السوري في البلاد، الذي جاء بناء على طلب الحكومة اللبنانية، كما يستعرض فترة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وظروف نشأة "حزب الله" وبروز عماد مغنية، بالإضافة إلى المراحل التي سبقت عملية الاغتيال.

يروي بيرغمان لقاءات الحريري المتوترة مع الرئيس السوري بشار الأسد والتهديدات التي تلقاها قبل اغتياله، ثم تفاصيل يوم الاغتيال لحظة بلحظة، ما كان لافتاً في المقال، تخصيص جزء كبير للحديث عن دور النقيب وسام عيد، الذي اغتيل عام 2008، في استخلاص بيانات الهواتف المحمولة لمنفذي عملية الاغتيال وتتبع المكالمات الهاتفية قبل وأثناء العملية، ما أدى إلى كشف معلومات خطيرة دفعت بالمتضررين إلى اغتياله.

يتحدث المقال عن عماد مغنية، الذي كلفه الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله إدارة الجناح العسكري، لصلته بالمتهمين الذين أعلنت عنهم المحكمة الدولية، ويصف بيرغمان مغنية بأنه عبقري في الإرهاب، حيث جعل من التفجير الانتحاري سلاحاً استراتيجياً، ويضيف أنه أستاذ بارع في التكتيك لحرب العصابات، والهجمات الخاطفة والعبوات الناسفة التي يتم التحكم بها بواسطة الراديو، وكان يملك موهبة الحملات الدعائية، حيث كان "حزب الله" أول من بدأ بتسجيل هجماته وبث نتائجها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عناصر من "حزب الله"

وفي نهاية يونيو (حزيران) 2011، أصدرت المحكمة الدولية قراراً اتهامياً بحق أربعة عناصر من "حزب الله"، وهم: سليم جميل عيّاش ومصطفى أمين بدر الدين وحسين عنيسي وأسد صبرا. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2013، أصدرت المحكمة قراراً اتهامياً جديداً في حق عنصر خامس، هو حسن مرعي، لكن "حزب الله" الذي يرفض المحكمة الخاصة بلبنان ويعتبرها منحازة لإسرائيل والولايات المتحدة، أعلن على لسان نصر الله، بعد صدور القرار الاتهامي الأول، بأنه لن يسلم عناصر الحزب المتوارين عن الأنظار ولو بعد 300 سنة.

المحكمة الدولية تنطق اليوم الثلاثاء 18 أغسطس (آب) بالحكم النهائي، في وقت أعلن نائب الأمين العام لـ "حزب الله​" ​نعيم قاسم​ أن "موضوع المحكمة الدولية خارج تفكيرنا ولسنا معنيين بها لا من قريب أو بعيد، وهي محكمة مسيسة، ولا أعتقد أن لها مفاعيل في الداخل اللبناني". فمن المتهمون الخمسة؟

مصطفى بدر الدين

وقال فريق الادعاء في المحكمة الدولية، إن مصطفى بدر الدين، الذي قتل في سوريا في مايو (أيار) 2016، هو العقل المدبر لعملية الاغتيال. بدر الدين، الذي ولد في السادس من أبريل (نيسان) 1961 في الضاحية الجنوبية لبيروت، يحمل ألقاباً وأسماء عدة، منها إلياس صعب وسامي عيسى وذو الفقار. وهو أحد أقرباء عماد مغنية ومتزوج من شقيقته. كان مساعداً لمغنية سنوات عدة والأكثر ثقة عنده، وكما أنه شارك في بعض عمليات "حزب الله" الأكثر أهمية. إذ كان جزءاً من خلية الحزب التي نفذت الهجوم على السفارة الأميركية في الكويت عام 1983، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص.

ووفق صحيفة "القبس" الكويتية، كان بدر الدين ضمن الذين حاولوا اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1985، وتمكنت السلطات الكويتية من اعتقاله، ودانته لاحقاً وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة. وكان يقضي محكوميته هناك عندما غزا الجيش العراقي الكويت عام 1990. في خضم هذه الفوضى، فرّ بدر الدين إلى السفارة الإيرانية في مدينة الكويت، ومن هناك نقله أعضاء الحرس الثوري إلى طهران، ثم عاد إلى بيروت، حيث استأنف على الفور مهامه، وفق موقع "Counter Terrorism"، المعني بمكافحة الإرهاب.

ووفقاً لأحد عناصر الاستخبارات في المنطقة، كان بدر الدين قائد الوحدة 1800، التي حرضت على عمليات ضد إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونسق أيضاً نشاطات الوحدة 2800، التي كانت مسؤولة عن دعم الهجمات ضد القوى السنية في العراق، فضلاً عن القوات الأميركية والبريطانية خلال الحرب على العراق. وبعد اغتيال مغنية عام 2008، تولى بدر الدين معظم مهامه.

ويقول تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نشر عام 2015، إن بدر الدين كان يعيش حياة ثانية تحت اسم سامي عيسى. وكان يعاني من عرج في ساقه اليمنى، ويرتدي النظارات الرياضية وقبعة البيسبول، وقد جاب في سيارته المرسيدس البراقة، برفقة حرسه الخاص، لبنان طولاً وعرضاً. كما يقول الادّعاء في المحكمة الدولية، إنه كان يحمل ما لا يقل عن 13 هاتفاً أثناء اغتيال الحريري. لم يتم إجراء أي اتصال أبداً بين هذه الهواتف. بعض الأشخاص الذين اتصل بهم، من بينهم عشيقته، يعرفونه على الأرجح باسم سامي عيسى فحسب. وكما أنه استخدم هذا الاسم في بعض رسائله النصية التي أرسلها، إضافة إلى استخدمه أيضاً اسم سامي سامينو، أو سامينو فقط، والذي أطلق على اسم متجر المجوهرات الذي يديره باسم عيسى.

وفي 14 مايو (أيار) 2016، أعلن "حزب الله" في بيان مقتل بدر الدين في سوريا، وألحقه ببيان آخر يقول فيه، إن "التحقيقات أثبتت أن الانفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، والذي أدى إلى مقتل القائد السيد مصطفى بدر الدين، ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية الموجودة في تلك المنطقة". لكن هناك من شكك في عملية الاستهداف هذه، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أصدره حينها، نقلاً عن مصادر في الفصائل العاملة في القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية ومصادر داخل قوات النظام، إنه "لم يتم إطلاق أي قذيفة صاروخية على مطار دمشق الدولي أو منطقة المطار خلال الأيام الفائتة. كما لم يرصد نشطاء المرصد السوري في المنطقة سقوط أي قذيفة"، واعتبر المرصد أن "كل ما نشره "حزب الله" حول رواية مقتل قائده العسكري عار عن الصحة جملة وتفصيلاً".

لكن عقب نشر التقارير الإعلامية عن مقتل بدر الدين في 13 مايو 2016، قام فريق الدفاع عنه والادعاء بعرض أدلة أمام القضاة فيما يتعلق بوفاة بدر الدين، خلال جلسة عُقدت في 17 مايو. وأدلى الادعاء وفرق الدفاع والممثلون القانونيون للمتضررين بملاحظاتهم بشأن ما إذا كانت الأدلة المقدمة كافية للاستنتاج أن المتهم بدر الدين قد توفي في 11 يوليو (تموز) 2016، أوقفت المحكمة الإجراءات ضد بدر الدين بعد اقتناعها بأنه قد توفي، ولكن من دون أي ضرر، أي مع إمكانية استئناف الجلسات ضده لو تبين أنه لا يزال على قيد الحياة.

سليم جميل عياش

سليم جميل عياش، ولد في بلدة حاروف، جنوبي لبنان، عام 1963. عياش هو رجل إطفاء مسجل، وإن تبين عام 2004، أنه يعمل يومين في الأسبوع فقط، وهو أحد أقرباء عماد مغنية أيضاً، وقائد وحدة قوات "جابر" في "حزب الله"، التي سميت على اسم مصنع الحلوى، حيث عمل والد مغنية سابقاً.

ولا يدخل التفجير في اختصاص المحكمة فحسب، بل أي جرائم ذات صلة أيضاً، بما في ذلك الهجوم على وسام عيد. ويقول المحققون، استناداً إلى بيانات الهاتف المحمول والتحليل الكيميائي لمتفجرات RDX التي استخدمت في العديد من العمليات، إن وحدة قوات "جابر" قد تكون هي من نفذت عملية اغتيال عيد.

ويستخدم عياش 11 هاتفاً، وتنقل بها جميعاً، لذا سجلت أبراج الهاتف إشاراتها دائماً في الأماكن نفسها.

حسن حبيب مرعي

ولد حسن حبيب مرعي في بيروت عام 1965. لم يتمكن ممثلو الادعاء من العثور على أي حسابات مصرفية باسمه، ويعرفون أنه دفع أقساط أولاده المدرسية والجامعية نقداً. انتسب مرعي إلى "حزب الله" عام 1986، وتم تعيينه عام 2003 قائد القوات الخاصة للحزب في لبنان، الأمر الذي يضعه بين كبار قادة عملية اغتيال الحريري.

ويقول مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية، إنه كان وراء عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين في 12 يوليو 2006، التي أشعلت حرباً بين إسرائيل و"حزب الله" استمرت 34 يوماً. ويضيف الادعاء، أن مرعي أدار المجموعة الأرجوانية، التي كلفت بتأمين غطاء للعملية. إذ تقسم تحقيقات المحكمة الدولية المتهمين إلى مجموعات لونية: خضراء وزرقاء وصفراء وحمراء وأرجوانية، كل حسب دورها في عملية الاغتيال.

حسين حسن عنيسي

حسين حسن عنيسي، ولد في بيروت عام 1974. في السجلات المدنية القليلة التي تمكن المحققون من العثور عليها، يصف نفسه بأنه يعمل لحسابه الخاص، أو محاسباً في متجر السجاد الذي يملكه شقيقه. ولكن الادعاء يقول إنه "محمد"، الرجل الذي استدرج أبو عدس إلى المؤامرة.

أسد حسن صبرا

أسد حسن صبرا، ولد في بيروت عام 1976. ترك المدرسة في سن الـ 15، وخدم في الجيش، ثم عمل دهاناً وبائع أحذية، من بين مهن أخرى. ويقول الادعاء، إنه كان أيضاً عنصراً في المجموعة الأرجوانية بقيادة مرعي.

المزيد من العالم العربي