Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرنسا تدعو لضبط النفس عشية صدور الحكم باغتيال الحريري

ضرورة ملحّة لإنشاء حكومة قادرة على إخراج لبنان من الأزمة وماكرون يريد أن يلمس تغييراً

حاملة طائرات فرنسية ترسو في مرفأ بيروت (أ ب)

عشية القرار الذي سيصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، دعت باريس الأطراف اللبنانية كافة إلى الأخذ بالقرار أياً كان محتواه، وإبداء ضبط النفس.

وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية إن القرار المرتقب صدوره عن المحكمة الخاصة في لاهاي قرار مهم، وأياً كانت فحواه، فالواجب على القوى السياسية اللبنانية كافة الأخذ به، كونه صادر عن هيئة قضائية دولية.

ورفض المصدر التكهن بتداعيات القرار على صعيد الوضع الداخلي اللبناني، وشدد على ضرورة ضبط النفس من الجميع، لافتاً إلى أن في لبنان اليوم ضرورة ملحّة تتمثل بإنشاء حكومة قادرة على إخراج البلاد من الأزمة، وأن فرنسا مستمرة في العمل على تحقيق ذلك بالتعاون مع الشركاء اللبنانيين والدوليين.

ولفت إلى أن الوضع في لبنان معقد، وأن الخروج من الأزمة يستدعي إنشاء حكومة قادرة ليس فقط على إدارة الحاجات الطارئة الناجمة عن انفجار المرفأ وأزمة وباء "كوفيد-19"، وإنما أيضاً التعامل مع المشكلة المالية والاقتصادية.

ماكرون يريد لمس تغيير

وفي هذا الإطار، أشار المصدر إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يعتزم زيارة لبنان مجدداً في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، في مناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير، لا يريد أن تكون عودته فقط احتفالية، وإنما يريد أن يلمس تحركاً في الأوضاع، موضحاً أن باريس تراهن على المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة فعالة يمكن أن تتلقى الدعم الدولي، وتفتح منظوراً جديداً يضمن لهذا البلد أمنه واستقراره وسيادته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن موقف "حزب الله" الرافض لحكومة محايدة، قال المصدر إن باريس أخذت علماً بتصريحات الأمين العام للحزب حسن نصرالله وعدد من مسؤوليه، مؤكداً أن هناك دوراً عليه أن يلعبه في بناء المعادلة السياسية الضرورية لمصلحة اللبنانيين كافة، بمن فيهم أولئك الذين يمثلهم الحزب.

ومضى يقول إن ماكرون تحدث خلال وجوده في بيروت عن حكومة وحدة وطنية، ما يعني الإصغاء إلى الأصوات كلها، ومن ضمنها أصوات المحتجين حالياً، وإنه أكد بوضوح أن هذه الحكومة ستتولى مهمة إنقاذ لبنان بدعم دولي.

وتابع المصدر أن هذه الحكومة ينبغي أن تكون حكومة مصلحة عامة، وأن تكون لديها أولويات، وعلى "حزب الله" أن يلعب اللعبة مثله مثل بقية الأحزاب.

إيجاد معادلة "حكومية"

وأوضح أن تشكيل الحكومة اللبنانية أمر لا يعود للجانب الفرنسي وإنما للبنانيين، و"حزب الله" عضو في الحكومة، وله دور يلعبه في البرلمان، وليس هناك من معادلة سياسية كاملة اليوم في ظل الوضع القائم من دون أن يلعب الحزب دوره، وهو ما ينطبق أيضاً على القوى الأخرى.

وأكد أن هذه فحوى الرسالة التي وجهها ماكرون إلى مسؤولي القوى السياسية الذين التقاهم في قصر الصنوبر خلال زيارته بيروت، معتبراً أن الصعوبة الرئيسة على صعيد تشكيل الحكومة تكمن في إيجاد معادلة ليست إجماعية بل عملانية، يلتزم الجميع في إطارها بتعهدات تسمح للبرلمان التصويت على الإصلاحات، والقيام بما ينبغي لتمكين لبنان من تلقي دعم دولي فعال.

وعلى الصعيد ذاته، أقر المصدر بأن لدى "حزب الله" متطلبات، ولكنه ليس الوحيد، إذ إن هناك أحزاباً أخرى لها رؤية خاصة بها، وأن المهم أن يدرك الجميع ما هو ضروري اليوم، وهو العمل على إنقاذ لبنان.

وبالنسبة لأسباب انفجار المرفأ والتحقيق في شأنها، ذكر أن هناك عناصر فرنسية تعمل بالتعاون مع الجهات اللبنانية المختصة للكشف عن أسباب ما حصل، مشيراً إلى استعداد باريس للتعاون مع جهات أخرى في هذا الإطار إذا طُلب منها ذلك.

المزيد من دوليات