Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأميركيون بين خياري الرعاية الصحية وشرب سائل التبييض

ترى عضو الكونغرس شيري بوستوس أن الناس مستعدون للتغيير

قبل عامين، ساعدت عضو الكونغرس شيري بوستوس في قيادة الديمقراطيين لاستعادة السيطرة على مجلس النواب.

جاء ذلك الفوز بارزاً من نواحٍ عدة. إذ مثلت المقاعد الأربعين الإضافية التي حصل عليها الحزب الديمقراطي، بفضل استعادة أصوات النساء والضواحي التي ذهبت إلى الجمهوريين في 2016، أكبر عملية تغيير في مجلس النواب منذ 1974. وقد نتج منها أكثر مجالس النواب تنوعاً في تاريخ البلاد، إذ تضمن مزيداً من النساء والملونين والمثليين جنسياً.

وتبحث بوستوس هذا العام عن مزيد من الانتصارات. إذ تعتقد أن الظروف في البلاد سانحة للفوز بالرئاسة واستعادة مجلس الشيوخ وكسب مزيد من الأعضاء في مجلس النواب.

في هذا الصدد، تُظهر الاستطلاعات تخلف دونالد ترمب عن جو بايدن بفارق يصل إلى 14 نقطة، فيما انخفضت بسرعة شعبيته بسبب طريقة تعامله مع فيروس كورونا.

وفي حديثها إلى صحيفة "اندبندنت" من ولاية "إلينوي" التي تضم دائرتها الانتخابية في مدينة "بيوريا" التي تختزل معاني البساطة والجدية السياسية لوسط أميركا، أودرت بوستوس "أعتقد أنه بينما نتطلع إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ثمة خيار واضح أمام الناخبين".

أضافت، "هل سيختارون حزب الرعاية الصحية أم سيختارون حزب شرب سائل التبييض، لأنهما يختلفان فعلياً إلى هذا الحد. إننا نعمل بجد في تطوير السياسات التي ستساعد الناس".

وبصفتها رئيسة لجنة الحملة الانتخابية الديمقراطية للكونغرس، تعتبر بوستوس من بين الأعضاء الأكثر نفوذاً في الحزب. وبصفتها شخصية تمكنت من الفوز في دائرة منحت صوتها إلى دونالد ترمب في 2016، فإنها غالباً ما تقدم نفسها كجسر بين جناحي التقدميين والوسطيين في الحزب الديمقراطي.

ففي عام 2018، إلى جانب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ساعدت بوستوس في صياغة رسالة انتخابية ركزت على قضايا كالرعاية الصحية والتعليم. وتجنبت بشكل واضح الحديث عن محاكمة ترمب لأن ذلك بدا مُحبطاً للبعض.

بعد ذلك بعامين، أُدين ترمب في مجلس النواب. وأثرت جائحة كورونا والتأثير المستمر لبيرني ساندرز وأجندته الليبرالية، على بايدن المرشح المفترض للحزب الديمقراطي، وأجبرته على اعتماد سياسات أكثر تقدمية بكثير مما توقعه كثيرون.

ولقد كشف الرجلان حديثاً النقاب عن توصيات فرق العمل التي خرجت بسياسات تسعى إلى توسيع نطاق الحصول على الرعاية الصحية، والتصدي بقوة لتغير المناخ، وإصلاح نظام العدالة الجنائية الذي اتضح أنه نظام عنصري في صميمه، وخطة تحول اقتصادي تشمل العدالة الاقتصادية والعرقية. وقد ذكر السيناتور عن ولاية فيرمونت (ساندرز) الذي يحتاج بايدن إلى دعم أنصاره، إنه يعتقد بأن إدارةً برئاسة نائب الرئيس السابق قد تكون "الأكثر تقدمية" منذ إدارة فرانكلين ديلانو روزفلت في ثلاثينيات القرن العشرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء حديث بوستوس إلى صحيفة "اندبندنت" في أواخر الربيع، قبل أن يُفصح عن تفاصيل البرنامج السياسي لبايدن، وقبل وفاة جورج فلويد أثناء اعتقاله من قبل ضباط شرطة في "مينيابوليس"، وقد أثارت تلك الوفاة احتجاجات في جميع أنحاء العالم من أجل العدالة العرقية.

ومع ذلك، رفضت بوستوس الرأي القائل بأن الأفكار التي طرحها بايدن لمواجهة الوباء، ستكون ببساطة تقدمية بشكل مفرط في بعض الدوائر الانتخابية الحاسمة. (تعتبر بوستوس من بين حوالى 30 ديمقراطياً فازوا في الدوائر التي صوتت لترمب).

ويكمن جزء من التحدي الذي يواجه الحزبين مع حلول نوفمبر المقبل، في استحالة التنبؤ بكيف ستكون الحالة الدقيقة للبلاد وقتها. فقد أصاب فيروس كورونا بالفعل 3.9 مليون شخص في الولايات المتحدة وقتل أكثر من 140 ألفاً. كما تسببت في فقدان ملايين الناس وظائفهم أو عملهم بدوام جزئي. وكذلك يبلغ معدل البطالة حوالى 11 في المئة، بينما يتحدث السياسيون في "كابيتول هيل" عن حزمة تحفيزية خامسة. ويعول ترمب كثيراً على انتعاش الاقتصاد إلى درجة أنه مستعد للمخاطرة بصحة الناس، وفقاً لمنتقديه.

في المقابل، ترى بوستوس أن النهج الصحيح يتمثل في معالجة كِلا القضيتين في آن واحد. وفي هذا الصدد، لاحظت "إن ما يتحدث عنه الناس في المنزل في المقام الأول، لا يزال متمثلاً في الرعاية الصحية. لكن علينا أن نبدأ في التطلع إلى كيفية تحقيق انتعاش اقتصادي، كي نتمكن من دفع عجلة الاقتصاد بعد ذلك. وبالنسبة إلى ما سيركز عليه بايدن، وما سيركز عليه الديمقراطيون في مجلس النواب، فسنكون على الخط نفسه في ذلك الشأن". أضافت أن "الناس في الميدان يستعجلوننا كي نفعل شيئاً ما".

وبينما يعتقد كثيرون أن بايدن في وضع جيد لهزيمة ترمب في معركة البيت الأبيض، يمكن أن تبرز تلك المنافسة بشكل مختلف في سباقات أخرى، لا سيما في مجلس الشيوخ ومجلس النواب. وفي العادة، يفيد الناخبون للمستطلعين بأنهم لا يحبون سيطرة الحزب نفسه على السلطة التنفيذية للحكومة والمجلسين التشريعيين (النواب والشيوخ).

في هذا الصدد، أشارت خبيرة استطلاعات الرأي جيل نورمينغتون في إيجاز إعلامي نظمته لجنة الحملة الانتخابية الديمقراطية للكونغرس، إلى النصيحة التي قدمتها إلى المرشحين المتنافسين على الدوائر التي فاز بها ترمب. وفي أساس حديثها، شددت على أهمية تسليط الضوء على المجالات التي استطاع فيها المرشح العمل مع الرئيس من أجل مصلحة دائرته، من دون الوقوع فريسة لجهود خصومهم في تصويرهم كمتطرفين.

شكل ذلك جزءاً مما حاول ترمب فعله مع بايدن، من دون نجاح يذكر حتى الآن. لكن من المرجح أن يستمر. وكذلك ترى جين زاينو، الخبيرة في العلوم السياسية في "جامعة أيونا" بنيويورك، أن إحدى الجوانب التي قد يحقق فيها ترمب بعض النجاح تتمثل في السعي إلى تصوير بايدن كجزء من مؤسسة العاصمة واشنطن (على الرغم من كونه هو نفسه، أي ترمب، جزءاً منها هذه الأيام).

وتشير زاينو إلى أن قرار ترمب بتغيير فريقه وتعيين بيل ستيبين كمدير جديد لحملته، قد يكون مؤشراً إلى مزيد من الهجمات ضد بايدن.

"تتمثل قراءتي لما يحدث في أن بايدن يحاول إمساك العصا من الوسط. إذ لا يزال يتمسك بنظرة محافظة أكثر اعتدالاً تجاه قضايا كـ "التكسير الهيدروليكي" (تقنية مستخدمة في استخراج النفط الصخري). كما أنه لن يذهب إلى حد القول بوجوب توفير وظائف مضمونة للجميع".

وفي مقلب آخر، يرى لاري ساباتو، أستاذ العلوم السياسية في "جامعة فيرجينيا"، أن عدداً من مرشحي مجلس النواب قد يركبون على نجاح بايدن بهدف تحقيق نصر لهم، إذا حظي بليلة سعيدة يوم الانتخاب. كذلك بدا ساباتو أيضاً أقل قلقاً بشأن قدرة ترمب على إيذاء بايدن.

ووفق كلماته، "لو كان بايدن ديمقراطياً جنوبياً على الطراز القديم، سيعمل الجمهوريون على تصويره، بالضد من ذلك، بوصفه ليبرالياً هائجاً. لذا، أشك أن لذلك تأثيراً كبيراً. إن ذلك هو الجانب الذي يساعد فيه الطابع اللطيف لبايدن الديمقراطيين في مجلس النواب. إنه ليس مخيفاً".

تتمثل إحدى المجالات التي لا تبدو متأثرة كثيراً بفيروس كورونا في حجم الأموال التي تمكن كلا الحزبين من جمعها. فقد كشف ديمقراطيون في مجلس النواب حديثاً أنهم جمعوا 39 مليون دولار في الربع الثاني، وذلك أكثر مما جمعوه حتى قبل عامين.

وبينما لم ينشر الجمهوريون تفاصيلهم المالية بعد بشكل تام، أفادت "أي بي سي نيوز" أنه في شهرين من تلك الأشهر الثلاثة، جمع الحزب الجمهوري 22 مليون دولار، وهو ضعفا المبلغ الذي جمعه خلال الفترة نفسها من عام 2018.

في هذا الصدد، أوردت بوستوس في بيان لها أن "جمع الأموال في الربع الثاني يبرز دليلاً على أن الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد يدركون ما هو على المحك في هذه الانتخابات، وأنهم يبحثون بجهد عن أموال (التبرعات) لضمان توسيع الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب، وليس الحفاظ عليها فحسب".

كذلك ستسمح الأموال للحزب الديمقراطي بخوض حملة قوية في أجزاء من البلاد تشير استطلاعات الرأي إلى أنها لا تشكل مضيعة للموارد أو الوقت. وأشارت تلك الاستطلاعات بشكل خاص إلى ولاية تكساس، حيث قلب الديمقراطيون مقعدين قبل عامين، وكذلك أدت المغادرة الجماعية للمرشحين الجمهوريين، في ما عُرف بـ "تكسودوس"، إلى إتاحة مقاعد عدة أمام المنافسة.

في ذلك الصدد، ترى بوستوس أن "هذه الولاية قد انتقلت من الأحمر الياقوتي إلى البنفسجي. وأعتقد أنه في دورة أو دورتين أو ثلاث، ستتحول إلى ولايةٍ زرقاء، وذلك بسبب تغير التركيبة السكانية فيها. فقد كثرت فيها الضواحي وأصبحت متعلمة أكثر وبلغ (أبناؤها)المستويات الجامعية، وأصبحت أكثر تنوعاً. وكل هذه الأمور تصب في صالح انتخاب المزيد من الديمقراطيين".

وتمثل بوستوس (58 سنة) الدائرة 17 في ولاية "إلينوي"، وتشمل مدينة "بيوريا". ودخلت هذه المنطقة إلى الرواية السياسة منذ السبعينيات عندما كان مستشار السياسة الداخلية لريتشارد نيكسون، جون إرليشمان، يسأل مساعديه حول تأثير السياسات ليس في العاصمة أو في وسائل الإعلام الإخبارية، بل "في بيوريا". منذ ذلك الحين، توجب ألا تُمثل تلك المدينة مجرد موقعها في الوسط الغربي، بل الشعور بالسعي إلى فعل كل ما يمكن تحقيقه.

من بين الأمور التي تتحمس لها بوستوس، يبرز توسيع نطاق الحصول على بطاقة الاقتراع. فقد سعى الجمهوريون منذ فترة طويلة إلى الحد من أولئك الذين يمكنهم التصويت، وذلك بتشجيع من ترمب الذي اعترف بأنه إذا تحولت البلاد بالكامل إلى التصويت عبر البريد "لن يُنتَخَبَ جمهوري أبداً في هذا البلد مرة أخرى".

وتفيد بوستوس بأن صندوقاً للمساعدة القانونية بقيمة 10 ملايين دولار على استعداد لتحدي جهود الجمهوريين في المحكمة (بشأن التصويت عبر البريد).

"لقد أشرت إلى مركز الوصول الافتراضي والتفاعلات التي أجريناها مع آلاف الأشخاص في جميع أنحاء البلاد. إننا نفعل ذلك بـ25 لغة مختلفة. لذلك نحن نبحث عن كل طريقة يمكننا من خلالها التواصل مع الناس بطريقة ملهمة تجعلهم متحمسين بشأن هذه الانتخابات".

وكذلك تشير إلى أن الديمقراطيين لا يرغبون في استنساخ جهود ترمب "لإخماد الانتخابات".

وتضيف، "بدلاً من توسيع وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع، يتطلع (ترمب) إلى تقييدها. وفي الديمقراطية، من غير المعقول حقاً أنه يحاول بالفعل إغلاق الانتخابات".

© The Independent

المزيد من تحلیل