Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عنصرية روجر ستون انعكاس لشخصية ترمب

يعتبر مرآةً لسيد البيت الأبيض، ويصبح ذلك واضحاً عندما نتصور تعامل بايدن مع قضيته لو كان رئيساً

افتضحت عنصرية روجر ستون على الهواء مباشرة، ووضع صديقه ترمب في زاوية صعبة  (دنفرتشانل.كوم)

خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ظهر المجرم المُدان روجر ستون (بغض النظر عن فترة سجنه التي لا وجود لها) في الأخبار بشكل مؤسف للغاية. فخلال مقابلة مباشرة مع موريس أوكيلي، صاحب البشرة السوداء، سُئل ستون لماذا كان محظوظاً بما يكفي كي يُخفف الرئيس عقوبته، بينما عديد من السجناء الآخرين "يعاملون يومياً بشكل غير عادل". كان بإمكان ستون أن يتوقع ذلك السؤال بطبيعة الحال، لكنه بالتأكيد لم يرغب في الإجابة عليه. وفيما بدا في التسجيل كأنه تعليق جانبي، تمتم ستون جملة لم يلتقطها الميكروفون بالكامل، وردت فيها عبارة "أجادل ذلك الزنجي". وعلى الرغم من التسجيل، نفى ستون على الفور استخدامه لكلمة "زنجي".

يعتبر روجر ستون من المقربين للرئيس إلى حدّ أن عقوبته بالسجن جرى تخفيفها حتى قبل أن تبدأ. وقد أدين ستون في سبع تهم جنائية، بما في ذلك الكذب على المحققين الفيدراليين والتأثير في الشهود، وكلها حدثت في ذروة قضية متعلّقة بالانتخابات الرئاسية في 2016. وسياسياً، ناصَرَ ستون الرئيس دائماً. لكن هل كنا نعرف مدى عمق هذه العلاقات؟ ومثلاً، إن افتضاح شخصية ستون حين كشف عن عنصريته الحقيقية في تسجيل متاح على الصعيد الوطني، يشكّل انعكاساً بالمرآة عن شخصية الرئيس أيضاً. ولو لم نكن نعيش في عالم "بيزارو" الغريب Bizarro World، لخرج الرئيس ببيان حكيم ينأى فيه بنفسه عن رجل وصف مضيف الراديو صاحب البشرة السوداء بـ "الزنجي" في برنامج مسجّل. لكن، لقد انكشف أمر المخادع.

فبدلاً من ذلك، ظل ترمب مختبئاً في الخلف، كما يفعل دائماً عندما تبرز حوادث عنصرية، لأن انتقادها يعني الاصطدام بعلاقته الخاصة بها. ويعتبر ستون مرآته وصنيعته الخاصة ورفيقه في الكفاح، ويحافظ على صحبته جيداً. ومثل جميع حالات العنصرية الأخرى التي برزت على مدار السنوات المؤلمة الماضية، شكل الأمر فرصة ضائعة أخرى للرئيس ومناسبة أخرى لم يفعل فيها ترمب شيئاً لمعالجة الأمراض الواضحة للأمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ومع ذلك، لا شيء من هذا يثير الدهشة. بالنسبة لبعض مؤيدي الرئيس قد يكون بعض هذه التحذيرات في الواقع عاملاً محفزاً. ولهذا السبب، أُفضل أن أتصور واقعاً مختلفاً، في عالم غير منحرف، ومع شخص يشغل المكتب البيضاوي يدافع فعلاً عن أفضل خصائص المواطنة الأميركية وينتقد الأسوأ منها. ففي غضون بضعة أشهر، سيتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع لتحديد المستقبل. فماذا كان سيفعل الرئيس بايدن في مواجهة لحظة روجر ستون كتلك التي رأيناها يوم السبت الماضي؟ هل كان سيلتزم الصمت على موجات البث؟ هل سيختار تفضيل الصُّحبة على الاستقامة؟ أم أنه سيدافع عن الاحترام بغض النظر عن التكلفة؟

أؤمن بأهمية أخذ كلام الناس على محمل الجد، وأنا مثلاً آخذ كلام روجر ستون جدّياً. إذ تنبع كلماته من أعماق ذاته، وإنه شخص يؤمن بما يقوله، وما يقوله هو كلام عنصري. يستحيل إنكار هذه الكلمات. إنّها مسجّلة على شريط ومتاحة لكل شخص لديه الوقت والطاقة للاستماع إليها. كما أنني آخذ كلام الرئيس على محمل الجد، وأتعامل معه جدياً عندما لا يقدم حلاً لضمان المساواة العرقية، وعندما يلتزم الصمت، في سقطة عميقة حيال سلوك عنصري لأصدقائه وزملائه والمعجبين به.

كما أنني آخذ كلام جو بايدن على محمل الجد، على أمل أن يُصبح الرئيس 46 للولايات المتحدة. ففي 31 مايو (أيار)، كتب نائب الرئيس السابق تعليقاً على الاحتجاجات المنظمة التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد كرد فعل على الوفاة البشعة لجورج فلويد. وقد أشار بايدن إلى أنه "يجب علينا الوصول ولسوف نصل، إلى وضع يؤمن فيه الجميع، بغض النظر عن العرق، بأن عبارة "أن تحمي وتخدم" تعني أن تحميهم وتخدمهم. إذا وقفنا معاً، سننهض أقوى من ذي قبل، أكثر مساواة وعدالة وأكثر أملاً، أقرب إلى ذلك الاتحاد الأكثر مثالية". إنني أصدّق هذه الكلمات، وأعتقد أنه لو كان بايدن رئيساً اليوم، لما اختفى سلوك روجر ستون بلا أثر، على نحو لا يزال مقبولاً لدى البعض، ولكن ليس لدى الجميع.

ومن الجدير بالذكر أن ثقافة التسامح بيننا يمكن أن تتغير وستتغير. يمكننا استئصال الورم، ونمضي قدماً، ويجب أن نختار القادة الذين يمكن أن نأخذ كلامهم على محمل الجد.

© The Independent

المزيد من آراء