Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل جرى الإعداد لتفجير نطنز قبل سنة؟

"نيويورك تايمز" تتحدث عن استراتيجية أميركية إسرائيلية لتصفية قادة الحرس الثوري وتدمير المنشآت النووية الإيرانية

منشأة نطنز النووية التي تعرضت للتفجير (نيويورك تايمز)

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن بعض المسؤولين إن هناك إستراتيجية أميركية إسرائيلية مشتركة آخذة في التطور لتتحول إلى سلسلة من الضربات السرّية تستهدف أبرز جنرالات الحرس الثوري والمنشآت النووية الإيرانية.

وقالت الصحيفة، "يبدو أن الخراب الذي لحق بـالمركز الإيراني لأجهزة الطرد المركزي النووية المتقدمة والذي يتبعثر اليوم بين أنقاض متفحمة - في إشارة إلى الحريق الذي طال منشأة نطنز الإيرانية النووية - تمت هندسته من قبل إسرائيل، ويبدو أن الصراع المستمر منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة وطهران يتصاعد إلى مرحلة خطرة  قد تتبلور خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل".

تظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة للمنشأة المنكوبة في نطنز، أضراراً أكبر بكثير مما كان واضحاً الأسبوع الماضي. وقال مسؤولان في الاستخبارات، قاما بتقييم الأضرار التي لحقت بموقع نطنز بناء على معلومات جمعتها الولايات المتحدة وإسرائيل مؤخراً، "إن الأمر قد يستغرق من الإيرانيين ما يصل إلى عامين لإعادة برنامجهم النووي إلى المكان الذي كان عليه قبل الانفجار"، وتقدّر دراسة عامة موثوقة أنه سيمر عام أو أكثر حتى تتعافى قدرة إنتاج أجهزة الطرد المركزي الإيرانية مجدداً.

المرافق النووية الإيرانية يمكن اختراقها

يذكر أنه ضرب انفجار كبير آخر، البلاد في وقت مبكر من صباح الجمعة، ما أدى إلى إضاءة السماء في منطقة غنية بطهران، يبدو أنه جاء من اتجاه قاعدة صاروخية. وإذا ثبت أنه كان هجوماً آخر، فسوف يهزّ الإيرانيين أكثر من خلال الإثبات، مرة أخرى، أنه حتى مرافقهم النووية والصاروخية الأكثر حراسة قد تم اختراقها.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه على الرغم من أن إيران لم تعلّق بالكثير حول الانفجارات، إلا أن المسؤولين الغربيين يتوقعون نوعاً من الانتقام، ربما ضد القوات الأميركية أو الحلفاء في العراق، وربما تجديد الهجمات الإلكترونية. في الماضي، كانت تلك الهجمات الإلكترونية موجهة ضد المؤسسات المالية الأميركية وكازينو لاس فيغاس الرئيسي وأحد السدود في ضواحي نيويورك، في الآونة الأخيرة، استهدفت الهجمات نظام إمدادات المياه في إسرائيل، الذي تعتبره "بنية تحتية حيوية".

وأضافت الصحيفة، أن المسؤولين المطلعين على انفجار نطنز الأخير، قارنوا بينه وبين انفجار آخر شهدته المنشآت النووية الإيرانية قبل عقد من الزمان، ما يوحي بأن الهجوم الأخير كان مخططاً له منذ أكثر من عام، حيث زُرعت عبوة ناسفة في منشأة تخضع لحراسة مشددة، وربما بالقرب من خط غاز لكن بعض الخبراء طرحوا أيضاً احتمال استخدام هجوم إلكتروني لتشغيل إمدادات الغاز.

نهج محفوف بالمخاطر

أقرب ما توصلت إليه الإدارة الأميركية لوصف إستراتيجيتها للرد الأكثر حدة على إيران جاءت في تعليقات بريان هوك، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الشهر الماضي عندما قال: "لقد رأينا تاريخياً أن الخجل والضعف يحفزان مزيداً من العدوان الإيراني".

ويحذّر المحللون من أن النهج الناشئ محفوف بالمخاطر، وهو نهج قد يعمل على المدى الطويل لدفع البرنامج النووي الإيراني إلى مزيد من السرية، وبالتالي يجعل من الصعب اكتشافه.

لكن على المدى القصير، يراهن المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون على أن إيران ستحدّ من ردّها، كما فعلت بعد أن قتلت طائرة من دون طيار في يناير (كانون الثاني) الماضي، اللواء قاسم سليماني أحد أهم القادة الإيرانيين.

وكان بعض المسؤولين الأميركيين قد عبّروا عن مخاوفهم من أن مقتل سليماني، سيقود إيران إلى شن حرب ضد الولايات المتحدة، لكن جينا هاسبيل مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في ذلك الوقت، طمأنتهم إلى أن الإيرانيين سوف يستقرون عند هجمات صاروخية محدودة ضد أهداف أميركية في العراق، وتوقعاتها  كانت صحيحة حتى الآن. قد يكون ردّ إيران المحدود حافزاً لمزيد من العمليات ضدها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إيران تراهن على خسارة ترمب في الانتخابات

بالإضافة إلى ذلك، يقول بعض المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين ومحللي الأمن الدولي أن إيران قد تعتقد أن الرئيس ترمب، سيخسر انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وأن منافسه الديمقراطي جو بايدن، سيرغب في إحياء شكل ما من أشكال التفاوض.

وفي هذا الإطار تساءل كريم ساجدبور، كبير زملاء مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "اليوم، إذا كنت مكان إيران، فلماذا تقبل بالتسوية مع إدارة قد تبقى لها بضعة أشهر فقط في سدة الحُكم؟".

وأضاف ساجدبور: "فكروا في الأمر، جغرافياً، إيران أكبر في الحجم من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مجتمعة. لكن الإيرانيين لم يتمكنوا قط من متابعة برنامج نووي سري من دون الوقوع، أو حماية برنامجهم من التخريب". هل هناك انشقاق أو خونة داخل النظام؟ تساءل كبير زملاء مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

عندما داهمت الموساد مستودعاً في طهران في يناير 2018، وخرجت بعشرات الآلاف من صفحات وثائق تخطيط الأسلحة النووية التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من عقدين، كان من الواضح أنها حصلت على مساعدة من الداخل. وربما كان مقتل الجنرال سليماني، العقل المدبّر لأعمال إيران في العراق والهجمات على الأميركيين، استند أيضاً إلى معلومات استخبارية قدم معظمها عملاء.

 انفجار نطنز انتكاسة كبيرة ستكلّف إيران سنوات من التطور

وقع انفجار نطنز داخل مركز تجميع أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، حيث كانت البلاد تصنع أجهزتها الأكثر تقدماً، والمصمّمة لإنتاج وقود نووي أكبر بكثير، وأسرع بكثير، من الآلات القديمة التي كانت مستخدمة حين قامت إيران بتفكيك معظم منشآتها في اتفاقية عام 2015.

وخلصت دراسة أجراها معهد العلوم والأمن الدولي نشرت يوم الأربعاء، إلى أنه على الرغم من أن الانفجار "لا يقضي على قدرة إيران على نشر أجهزة طرد مركزي متطورة"، إلا أنه كان "انتكاسة كبيرة" ستكلّف إيران سنوات من التطور.

تعاون استخباراتي

وقد رفض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي لا يتردّد دائماً عن اغتنام أي فرصة متاحة للتنديد بالحكومة الإيرانية، مرّتين مناقشة تفجير نطنز على هامش مؤتمرين صحافيين. لكن لا يعدّ سراً داخل وزارة الخارجية أن بومبيو، الرجل الذي عمل كأول مدير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في عهد الرئيس ترمب، قد طوّر علاقة وثيقة مع يوسي كوهين، مدير الموساد الإسرائيلي. يتكلم الرجلان في كثير من الأحيان، ما يجعل من الصعب تصديق أن بومبيو، ليست لديه فكرة عما حدث في نطنز، وما إذا كانت بالفعل عملية إسرائيلية؟

مُدّدت ولاية كوهين ستة أشهر من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفسّرها الكثيرون على أنها علامة على أمور كثيرة مقبلة، حيث أن كوهين مخضرم في العمليات ضد إيران. فقد كان لاعباً رئيسياً في السلسلة المتطوّرة من الضربات السيبرانية المعروفة باسم "الألعاب الأولمبية" التي قضت على ما يقرب من 1000 جهاز طرد مركزي عاملة في نطنز.

بطريقة ما، يبدو أن الزمان يعيد نفسه، عندما سلمت إدارة جورج دبليو بوش العمليات الإلكترونية إلى إدارة أوباما، كجزء من جهد سرّي واسع لشلّ برنامج إيران النووي. وفي الوقت نفسه كان الإسرائيليون يقتلون العلماء الإيرانيين. لم تكن الفكرة هي إبطاء البرنامج فحسب، بل أيضاً تحويل الإيرانيين ضد بعضهم بعضاً، والاشتباه باستمرار في وجود جواسيس في وسطهم. ولكن هذه المرة، هناك العديد من العناصر الجديدة.

ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الرئيس دونالد ترمب، بأنه لاعب لا يمكن التنبؤ بحركته، وكثيراً ما هدّد إيران، وكثيراً ما انسحب من ضربها. في حين يواجه القادة الإيرانيون الذين تفاوضوا على الاتفاق النووي لعام 2015 مع الرئيس باراك أوباما، الحبس في طهران بعد أن تعرّضوا للهجوم بسبب تخلّيهم عن الكثير في تلك المفاوضات، ليكتشفوا بعد ذلك أن واشنطن تعيد فرض العقوبات على إيران.

المزيد من متابعات