Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تضارب مواقف الجزائر وتركيا حول ليبيا يهدد بـ"الخصام"

التدخل الأجنبي يزيد من تأزم الوضع وتبون يحذر من مرحلة "الصوملة"

الجزائر ترفض التدخل الأجنبي والحل العسكري في ليبيا (أ ف ب)

تسارع الأحداث في ليبيا وتوجهها نحو التصعيد دفع بالرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، إلى التحذير من تحول الجارة الشرقية إلى "صومال جديد" بعد أن شبه وضعها بالسيناريو السوري. 

وجاءت تصريحات تبون في وقت كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يتفقد جنوده في مدينة مصراتة الليبية، حيث كشف عن استعداد تركيا لإقامة قاعدة عسكرية حديثة في البلاد.

تركيا في عين الغضب الجزائري

وتتوجس الجزائر من "التواجد العسكري الأجنبي في ليبيا الذي يزيد من تأزم الوضع"، ما يجعل تركيا في "عين الغضب الجزائري" بسبب تجاهلها كل دعوات التهدئة وتجاوزها قرارات الأمم المتحدة ومؤتمر برلين. وكان الرئيس تبون قد أشار ضمنياً إلى تعدي أنقرة على مجهودات وقف الاقتتال في ليبيا حين انتقد عدم التزام أطراف إقليمية متورطة في الأزمة الليبية بمخرجات مؤتمر برلين بشأن منع تدفق الأسلحة، وقال إن هناك دولة أرسلت بعد شهر واحد 3400 طن من الأسلحة إلى ليبيا.

ويبدو أن الجزائر انتقلت إلى مرحلة جديدة إثر تغيير بعض تحركاتها، وقد عبّرت عن استعدادها للتعاون والتنسيق مع دول الجوار وبشكل خاص مصر، وأعلنت عن تطابق في وجهات النظر مع فرنسا، ليكشف الرئيس تبون في تحول "مفاجئ مرتقب" خلال حواره مع "فرانس 24"، أن حكومة "الوفاق" تجاوزتها الأمور ويجب تقديم مؤسسات تمثل كل الليبيين والذهاب إلى انتخابات لتأسيس جمعية وطنية وانتخاب رئيس للبلاد، في "طلاق" يصدم رئيس حكومة طرابلس فايز السراج بكل تأكيد، ويضع أنقرة في الزاوية تحت الضغط.

القبائل كلمة السر

وفي توضيح لبعض ما يدور في ليبيا من أجل تجاوز معركة "حفتر - السراج"، أوضح تبون أن "الحظ الجيد في ليبيا هو أن القبائل حتى الآن، تحلت بالحكمة، بعكس ما يظنه كثيرون، فالمرتزقة وغيرهم هم من اقترفوا انتهاكات، ولكن إذا طفح الكيل، فإن القبائل الليبية ستبدأ بالدفاع عن نفسها وستتسلح، وآنذاك لن نجد النموذج السوري في ليبيا بل النموذج الصومالي، وحينها لن يكون بإمكان أي شخص أن يفعل أي شيء. وقد تتحول ليبيا إلى ملاذ للإرهابيين والجميع سيرسل إرهابييه إلى هناك لتنظيف بلدانهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العلاقات الجزائرية التركية مرتبطة بمواقف أنقرة 

وفي السياق ذاته، يعتقد الضابط السابق في الجيش الجزائري والمراقب الدولي السابق في بعثة الأمم المتحدة للسلام، أحمد كروش، في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، أن الرئيس تبون "ذكر قبل هذا اليوم أن ليبيا تعيش الوضع نفسه الذي تعيشه سوريا، وأن الأطراف المتصارعة على أرض سوريا هي نفسها تتصارع على أرض ليبيا، هذا في وقت أن القبائل الليبية لم تقل كلمتها بعد، فإذا تطور الوضع وازداد تسليح المنطقة وضخ المزيد من المرتزقة، سوف يتأزم الوضع أكثر فأكثر وتتدخل القبائل بثقلها، ما ينذر بحرب أهلية قد تؤدي إلى الوضع الذي تعيشه الصومال، حيث تغيب مظاهر الدولة تماماً، ومنه يصعب الحل السلمي"، مضيفاً أن الجزائر ترى في التدخل الأجنبي تعطيلاً لمسعى الحل السلمي، وهي غير راضية "عن نقل آلاف المرتزقة من الشمال السوري إلى ليبيا التي تتقاسم معها حدود ألف كلم، وهي بذلك عمقها الإستراتيجي".

وشدد كروش على أن "الوجود التركي الواضح والعلني على أرض ليبيا دفع بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى وضع خطوط حمر لتقدم القوات التركية إلى الشرق، وأصبح وسط ليبيا منطقة لحشد القوات من الطرفين، ما يهدد باندلاع حرب إقليمية في أي لحظة وقودها الشعب الليبي". وقال إن "تركيا تجند قبائل ليبية في غرب البلاد ومصر تفعل الشيء ذاته مع قبائل الشرق، وإذا اندلعت هذه الحرب فليبيا تدخل لا محالة مرحلة الصوملة التي تخشاها الجزائر".

وتابع الضابط الجزائري أن العلاقات الجزائرية التركية مرتبطة بالموقف التركي ومدى تدخلها في الأزمة الليبية، فإن بقي دور أنقرة بهذه الشدة فإن الجزائر لن تكون راضية على اعتبار أنها ترفض التدخل الأجنبي، ومنه رفض بناء أي قاعدة عسكرية أجنبية على أرض ليبيا. 

وختم قائلاً "الجزائر ستواصل بذل جهودها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية المتنازعة قدر المستطاع، وإن بات القرار السياسي الليبي خارج دائرة الليبيين، فتصريح وزير الدفاع التركي في ليبيا يؤكد أن أنقرة جاءت إلى المنطقة لتبقى".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي