Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يصدر أمراً عاجلاً بمنع طائرات بوينغ 737 ماكس 8 و9 من التحليق بعد وقوع كوارث

طائرة بوينغ من طراز "737 ماكس 8"، تابعة لطيران "أميركان إيرلاينز" في مطار ميامي الدولي (أ.ف.ب)

أصدر دونالد ترمب قراراً طارئاً يقضي بمنع أسطول طائرات بوينغ 737 ماكس من التحليق. وعليه، الولايات المتحدة الأميركية هي آخر دولة كبرى تُقدم على مثل هذه الخطوة بعد تحطم طائرتين من الطراز نفسه في خلال ستة أشهر.
"سوف نُصدر أمراً طارئاً بتعليق جميع رحلات بوينغ 737 ماكس 8 وماكس 9 والطائرات المرتبطة بهذا الطراز"، قال ترمب في اجتماعٍ بالبيت الأبيض، لافتاً إلى أنّ أي طائرة يشملها القرار وتعمل حالياً في الأجواء الأميركية، ستوقف عن العمل فور هبوطها. وبعد ذلك، أعلنت شركة بوينغ عزمها، "من باب الحذر الشديد"، عدم تحليق أساطيلها المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

من جهّتها، أمرت إدارة الطيران الفيديرالية الأميركية بوقف موقّت لاستخدام طائرات بوينغ 737 ماكس التي تُشغّلها شركات طيران أميركية أو تعمل على الأراضي الأميركية. وتوصّلت الإدارة إلى قرارها هذا في ضوء عملية جمع بيانات والعثور على دليل ميداني جديد وتحليله اليوم".

تابعت الإدارة: "إنّ ما أفضى الى هذا القرار هو هذا الدليل وبيانات الأقمار الصناعية المنقّحة التي بلغتنا هذا الصباح".
وتعرض ترمب لضغوط كبيرة من أجل وقف الطائرات بعدما ورد في أحد التقارير أنه تحدّث مع الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، دينيس مويلينبرغ، عن حوادث التحطم وقال إن شركة الطيران تعمل على حلّ المسألة.

"بوينغ شركة ممتازة وهي تبذل اليوم قصارى جهدها. نأمل أن تتوصل سريعاً إلى حلّ. وإلى ذلك الحين، ستتوقف الطائرات عن العمل"، على قول ترمب. 


يأتي قرار الرئيس الأميركي بعد مرور ساعات قليلة على إعلان كندا توقيف أسطولها من هذه الطائرات، وبعد يوم واحد على موقف الاتحاد الأوروبي المماثل. وأقدمت الصين وأستراليا وبريطانيا والهند كذلك على وقف الطائرات هذه. وبعيد إصدار بريطانيا قرار منع طائرات بوينغ من التحليق، قطعت طائرتان تركيتان من طراز بوينغ ماكس 737 كانتا في طريقهما الى غاتويك وبرمنغهام، رحلتيهما وعادتا الى اسطنبول.

إلى ذلك، أعلنت الخطوط الجوية الأميركية أنّ فرقها تعمل حالياً على القيام بحجوزات جديدة للمسافرين الذين كان من المفترض أن يسافروا على متن بوينغ 737 ماكس، علماً أنّ الشركة تتولى تشغيل 24 طائرة منها. أما "ار شاتل" النرويجية المعروفة برحلاتها المنخفضة التكلفة، فكشفت عن نيّتها مطالبة بوينغ بتعويضات لاضطرارها إلى وقف أسطولها من طائرات 737 ماكس 8. وبحسب تونجي نايس، المتحدثة باسم هذه الخطوط الجوية في أوسلو، "لا ينبغي أن تتكبد الشركة أي أعباء مالية بسبب طائرات جديدة لن تستخدمها".

وقبل إعلانه قرار إدارة الطيران الفيديرالية وقف استخدام طائرات بوينغ، انتقد ترمب في تغريداتٍ له على موقع تويتر حجم التعقيد الذي باتت عليه طائرات اليوم.

"باتت طائرات اليوم على درجة من التعقيد أكبر بكثير من أن تُحلّق. لم تعد هناك حاجة لطيارين، بل الحاجة إلى علماء كومبيوتر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ألاحظ الأمر نفسه في العديد من السلع. هناك سعي دائم للقيام بخطوةٍ إضافية غير ضرورية لتطوير منتج ما، في حين أن النسخة القديمة والبسيطة منه هي الأفضل. الحاجة اليوم ملحّة إلى قرارات سريعة، فالتعقيد يولّد الخطر"، كتب ترمب مغرّداً.

أضاف: "كل ذلك مقابل تكلفة كبيرة وقليل من الربح. لا أعلم ما رأيكم، ولكنني لا أريد من ألبرت انتشاين أن يقود طائرتي، بل أريد طيارين محترفين قادرين على التحكم بالطائرة بسرعة وسهولة!".

تأتي قرارات وقف طائرات بوينغ عن العمل في أنحاء العالم إثر سقوط طائرة تابعة لشركة الطيران الإثيوبية من طراز بوينغ 737 ماكس 8 في رحلتها الرقم 302 من إثيوبيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومقتل 157 شخصاً كانوا على متنها. والضحايا ينتمون إلى 32 بلداً و22 منهم على الأقل موظفون في الأمم المتحدة.

وقبل نحو خمسة أشهر من اليوم، في أكتوبر (تشرين الأول) تحديداً، تعرّضت الطائرة التابعة لشركة "ليون إر" من طراز بوينغ 737 ماكس 8 لحادثة تحطم في أندونيسيا، متسببةً بمصرع 157 شخصاً.

وفي تصريحٍ صدر عن بوينغ مساء الاثنين، أكّدت الشركة أنها تعمل، منذ حادثة "ليون إر"، على إجراء تحديثٍ طارئ على طائراتها من المقرر أن توافق عليه إدارة الطيران الفيديرالية الأميركية في أبريل (نيسان).

أضافت أنّها "كانت تعمل في خلال الأشهر العديدة الماضية ومنذ حادثة تحطم الخطوط الجوية ليون في رحلتها الرقم 610، على تطوير برنامج معزّز لضبط طيران طائرة بوينغ 737 ماكس، الغاية منه زيادة الطائرة الآمنة أماناً".

وعقب تصريحات ترمب، أعربت شركة الطائرات عن تأييدها قرار وقف استخدام طائراتها من طراز ماكس في الولايات المتحدة الأميركية.

© The Independent

المزيد من دوليات