Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة ترى أن خفض التباعد الاجتماعي إلى متر قد يضاعف من خطر العدوى بكورونا

أتت بالتزامن مع دعوة قطاع الخدمات والترفيه في بريطانيا إلى تخفيف شروط التباعد

نُصِحَ الأشخاص في المملكة المتحدة بإبقاء مسافة مترين (رويترز)

رأت دراسة جديدة شاملة أنّ تخفيض تدبير التباعد الاجتماعي من مترين إلى مترٍ واحد ربّما يضاعف من خطر الإصابة بفيروس كورونا، وقد نُشرت الدراسة تزامناً مع دعوات متعاظمة في بريطانيا إلى التخفيف من شروط التباعد، الموضوعة في مواجهة الجائحة، وذلك للسماح لمزيد من الأعمال بإعادة فتح أبوابها. وتوصّل الباحثون في دراستهم إلى أن التباعد بمسافة مترٍ واحدٍ وما فوق يساهم في تخفيض خطر الإصابة إلى معدّل 13 في المئة، مقارنة بمعدّل 3 في المئة حين يقلّ التباعد عن مترٍ واحد. غير أن تحليل النموذج هذا، الذي نُشر في دورية "ذا لانسيت" The Lancet، يرى أنّه مع كلّ مترٍ يُضاف على مسافة التباعد، ولغاية ثلاثة أمتار، فإنّ خطر الإصابة أو العدوى بالفيروس قد ينخفض إلى النصف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونُصِحَ الأشخاص في المملكة المتحدة بإبقاء مسافة مترين بين بعضهم، لكن ثمّة دعوات أُطلقت لتخفيض مسافة التباعد هذه إلى 1.5 متر أسوة بدولٍ أخرى كألمانيا، وذلك لمساعدة قطاع الترفيه والخدمات في معاودة الافتتاح والعمل. ويمكن لمرافق كالمسارح والحانات ونوادي الموسيقى على نحو خاص أن تتعرّض لنكسة حادّة جرّاء تطبيق قاعدة المترين للتباعد، إذ سيؤدّي الأمر إلى انخفاض حادّ في عدد الزبائن والروّاد الذين يُسمح لهم بالدخول إليها. وتوصي منظمة الصحة العالمية WHO من جهتها الناس بإبقاء مسافة مترٍ واحدٍ على الأقل بين بعضهم بعضاً.

وراجع الباحثون معطيات ومعلومات من تسع دراسات تناولت أمراض "سارس" Sars و"ميرس" Mers و"كوفيد- 19"، وشملت 7.782 مشاركاً. وقال البروفيسور هولغير شونيمان من جامعة "ماكماستر" في كندا، الذي شارك في ترؤس الدراسة، إنّ "ما توصّلنا إليه يمثّل التوليف الأوّل لجميع المعلومات المباشرة عن كوفيد-19 وسارس وميرس، وهذا يقدّم الدليل الأفضل المتوفّر إلى الآن عن الاستخدام الأمثل لهذه التدخلات المشتركة والبسيطة للمساعدة في "تسطيح المنحنى" (احتواء العدوى) وتطوير جهود مواجهة الجائحة في أوساط الناس". كما أشار البروفيسور شونيمان إلى "قدرة الحكومات وأوساط المجتمع الطبّي على الاستفادة من نتائج دراستنا لتوجيه البيئات الاجتماعية والعاملين في الرعاية الصحية بنصائح متعلّقة بهذه التدابير الوقائية للحدّ من مخاطر الإصابة بالفيروس".

ووفق ما توصّل إليه الباحثون، فإنّ التزام الشخص مسافة مترٍ واحدٍ على الأقل بينه وبين الشخص الآخر، إضافةً إلى ارتداء كمّامة للوجه وواقٍ للعينين، داخل وخارج أمكنة العناية الصحية، يمكنها أن تمثّل الوسيلة الأفضل للحدّ من احتمال الإصابة أو العدوى بفيروس كوفيد-19. ورأت 13 دراسة تمحورت حول وقاية العين، أن أغطية الوجه، ونظّارات العوم أو الرياضة، والنظّارات العادية، لها علاقة بتخفيض مخاطر الإصابة، مقارنة بحالة عدم وضع تلك الأغطية أو النظّارات. ورأى الباحثون أن خطر الإصابة أو العدوى في حال ارتداء واقٍ للعينين يقدّر بنسبة 6 في المئة، مقابل 16 في المئة عند عدم ارتدائه.

وتوصّلت أدلّة من 10 دراسات أيضاً إلى تحديد فوائد مماثلة في حال ارتداء كمّامات الوجه، مع خطر إصابة أو عدوى يبلغ 3 في المئة لدى ارتداء واقٍ للوجه، مقابل 17 في المئة عند عدم وضعه.

وسعت الأدلّة في الدراسة الجديدة بالدرجة الأولى إلى النظر في فوائد استخدام واقي الوجه، أو الكمّامة، في حالاتٍ داخل البيوت ووسط المقرّبين، وهي فوائد كانت تستند إلى دليل ضعيف. ورأى الباحثون بالنسبة إلى العاملين في الرعاية الصحية أن ارتداء كمّامة "أن 95" N95 وغيرها من الكمّامات التي تحمي من تنشّق قطرات العدوى، قد يسهم أكثر بكثير من الكمّامات الجراحية أو ما يشبهها في الحدّ من انتشار الفيروس.

كما تُعتبر أقنعة الوجه، أو الكمّامات، بالنسبة إلى الجمهور العام، وفق الدراسة، ذات صلة مُرجّحة بالحماية من انتشار الفيروس، حتّى في مجال خارج نطاق أمكنة الرعاية الصحية. وقال الدكتور ديريك تشو، أحد مُعدّي الدراسة والأستاذ المساعد في جامعة "ماكماستر"، إنّه "مع تراجع مخزون كمّامات مثل N95 والكمّامات الجراحية وواقيات العيون، ومع الحاجة الماسّة إليها في أوساط العاملين في الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية الذين يُعالجون مصابي كوفيد-19، ينبغي وعلى نحو طارئ زيادة القدرة في تصنيعها وتطويرها بهدف تغطية الحاجة العالمية إليها".

غير أن الباحثين أشاروا إلى أنّ لا شيء من التدخّلات التي حدّدوها يمكنه تأمين الوقاية الكاملة في وجه العدوى، حتّى لو استُخدمت تلك التدخّلات جميعاً وكما ينبغي. كما لفتوا إلى أنّ نسب اليقين التام والأدلّة الدامغة المتعلّقة بدور أقنعة الوجه وواقيات العين في الحماية من العدوى تبقى منخفضة.

والدراسة التي أُعدّت كي تستفيد منها منظمة الصحة العالمية في ما تصدره من إرشادات، عمدت إلى مراجعة الأدلّة المتوفّرة في الدراسات العلمية السابقة، غير أن الباحثين الذين شاركوا فيها أجروا للمرّة الأولى تدقيقاً ممنهجاً باستخدام تلك التدابير والوسائل في الأوساط العامة، كما في أمكنة العناية الصحية بمصابي كوفيد- 19. ورأى المشاركون في الدراسة أن ما توصّلوا إليه يخلّف انعاكاسات مهمّة وسريعة في سياق الحدّ من الجائحة الحالية وتلافي موجاتها المستقبلية، وذلك من طريق وضع نماذج لانتشار الفيروس وتوحيد تعريف مَن "يُحتمل أن يتعرّض" للمخالطين.

تقرير إضافي من بريس أسوسيشن     

© The Independent

المزيد من الأخبار