Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تخفيف قيود الحجر في مايو إذا التزم البريطانيون التباعد الاجتماعي

البروفيسور نيل فيرغسون ينبه إلى أن سلوك عامة الناس، التزامهم الحجر أم لا، " في الأيام والأسابيع المقبلة، "سيكون محورياً" في ما يتعلق بالخطوات الحكومية اللاحقة

ضباط الشرطة يطلبون من الناس مغادرة حديقة في لندن (أ.ف.ب)

قد يصل وباء فيروس "كورونا" في المملكة المتّحدة إلى مستوى مستقر في "الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة"، بحسب تقدير عالم أوبئة يقدّم استشاراتٍ للحكومة البريطانية، الذي رأى أيضاً أن في المستطاع تخفيف قيود الحجر بحلول نهاية مايو (أيار) المقبل.

وعلى الرغم من ذلك، حذّر البروفيسور نيل فيرغسون، وهو أحد واضعي نماذج الأمراض المعدية في جامعة "إمبريال كوليدج لندن" والعضو في "المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ"SAGE ، التي تقدّم نصائح للحكومة، من أن المستويات العالية من العدوى يمكن أن تستمرّ لأسابيع بعد بلوغ تفشي المرض ذروته، إذا ما انتهك الناس قواعد التباعد الاجتماعي.

وتأتي تصريحات فيرغسون على أثر دعواتٍ وجّهها وزراء في نهاية هذا الأسبوع للجمهور، إلى الامتثال لقيود الحجر الحكومية والبقاء في منازلهم، في ما يُتوقع أن يكون أهم عطلة نهاية الأسبوع من السنة حتى الآن، من أجل المساعدة في حماية مرافق "الخدمات الصحّية الوطنية" والعاملين فيها من تصاعد عدد حالات الإصابة بعدوى "كوفيد 19".

وفي حديث مع برنامج "توداي" الذي يبثّه راديو "بي بي سي 4"، قال البروفيسور فيرغسون إن البلاد شهدت انخفاضاً بنسبة خمسةٍ وثمانين في المئة في الحركة الاجتماعية النموذجية "خارج إطار الأسرة"، منذ أن قرّر رئيس الوزراء بوريس جونسون إعلان الحجر في بريطانيا قبل نحو أسبوعين.

وأضاف عالم الأوبئة البريطاني: "لكن في الوسع القول إن القضية الرئيسية التي نحاول فهمها في الوقت الراهن، هي مدى سرعة تراجع الوباء. فهذا الجانب لا زال غير واضحٍ إلى حد بعيد. نتوقّع أن يستقر في خلال الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة، ومن العسير تحديد أكثر دقةً. ثم يمكننا بعدها أن نرى أنفسنا أمام خيارين محتملين: إما يحدث تلاشٍ بطيء للغاية للعدوى مع مرور الوقت وتراجع للطلب على الاستشفاء من نظام الرعاية الصحّية، أو ربما انخفاض بوتيرةٍ أسرع".

وأوضح أن النتيجة النهائية ستكون "محورية" ومرتبطة بطريقة تصرّف الناس في الأيام والأسابيع الآتية. وأمام إلحاح الأسئلة عليه عن سيناريو تجاهل الناس قواعد التباعد الاجتماعي، قال فرغسون: "هذا ينقلنا إلى سيناريو أكثر تشاؤماً بعض الشيء. ما زلنا نعتقد أن الأمور ستستقر، لكننا سنكون أمام مستويات عالية جدّاً من العدوى لأسابيع وأسابيع، بدلاً من رؤية انخفاضٍ سريع للغاية شبيه بالذي شهدناه في الصين".

يأتي ذلك بعدما حذّر البروفيسور غراهام ميدلي، وهو أحد واضعي نماذج الأوبئة الذي يقدّم المشورة للحكومة، من أن المملكة المتّحدة "حشرت نفسها في الزاوية" من دون وضع استراتيجية خروج واضحة من أزمة فيروس "كورونا" المستجد. وقال لصحيفة "ذي تايمز" إن "هذا المرض قاس للغاية إلى حد يستدعي القضاء عليه بشكل كامل. ثم وضعنا أنفسنا نوعاً ما في زاوية، لأن السؤال سيكون عندئذٍ، ماذا نفعل الآن؟".

ويضيف البروفيسور ميدلي: "سيمر على الحجر ثلاثة أسابيع، لذا، ثمة قرار كبير متوقع في الثالث عشر من إبريل (نيسان) الجاري. ومفاد السؤال هل نواصل إيذاء الأطفال من أجل حماية الأشخاص الضعفاء، أم لا؟". وأوضح "إذا واصلنا الحجر، فإن ذك سيمنحنا المزيد من الوقت، ويمكننا التفكير في الأمر من زاوية أكبر، لكن إطالة المسألة لا تحلّ أي شيء، إنها مجرّد مراوحة".

وردّاً على سؤال في شأن هذه الملاحظات من البروفيسور ميدلي، قال البروفيسور فيرغسون: "لن أعتبرها متشائمة إلى هذا الحد. ثمة مساع كبيرة للنظر في طريقة استبدال بعضٍ من ممارسات التباعد الاجتماعي المشدّدة للغاية والقائمة الآن، بنظامٍ أكثر اعتماداً على الاختبارات المكثّفة، وإمكانات الوصول السريع جدّاً إلى التحاليل وتتبّع الاتّصال بين المصابين ومخالطيهم".

وأضاف "لكن استبدال النظام المعتمد وما نقوم به الآن يقتضي خفض أعداد حالات الإصابة بالوباء. أنا متفائل على الرغم من أننا لا نملك جواباً شاملاً عمّا سنقوم به في ما بعد، وآمل في أن نتمكّن خلال أسابيع قليلة من الانتقال إلى نظامٍ قد لا يشبه ما درجت عليه الحياة الطبيعية - اسمحوا لي أن أؤكّد ذلك – ولكنه يخفف القيود عن التباعد الاجتماعي والاقتصاد، ويعتمد على التحاليل".

وأضاف "لا نملك جميع الإجابات، لكن من الواضح أننا نريد الانتقال إلى وضعٍ يمكّننا بحلول نهاية مايو (أيار) على الأقل، من أن نعمل على اتّخاذ بعض الإجراءات الأخرى الأقل كثافة، التي تعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا والاختبار منه على الحجر الكامل الذي نعتمده الآن".

وكان جيريمي هانت رئيس "لجنة الرعاية الصحّية والاجتماعية" التابعة لمجلس العموم البريطاني، قد اعتبر أن [زيادة] الفحوصات هي "المفتاح" بالنسبة إلى المملكة المتّحدة، للخروج من الحجر المفروض بسبب فيروس "كوفيد 19".

وقال وزير الصحّة السابق لراديو "بي بي سي 4" إن "الاختبار ليس الغاية، بل ما يسمح لك الاختبار القيام به، إن لجهة عزل الشخص المصاب بالفيروس، أو لناحية تعقّب الأشخاص الذين كانوا على اتّصال به، من أجل إجراء اختبارٍ لهم ومعرفة الأفراد الذين كانوا على اتصال بهم، وعزلهم إذا لزم الأمر".

وختم هانت: "يمكننا أن نرى الآن أن هذا النهج هو الأكثر فاعليةً في قمع الفيروس. وإذا استطعنا تكثيف الاختبارات بما يتماشى والطموحات التي وضعها وزير الصحّة، فسيكون ذلك هو السبيل إلى درب الخروج  من الأزمة".

© The Independent

المزيد من الأخبار