Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نساء مستنزفات ذهنيا أثناء الإغلاق لجمعهن الواجبات الأسرية مع المهنية

أنام ثلاث ساعات في الليلة منذ شهرين

في ظل الإغلاق العام صارت المرأة أستاذة وأماً وربة منزل وموظفة (إيمجفري بيك.كوم)

تفصح ليز* عن وضعها لـ"اندبندنت" قائلة، "إنني أنام على الأريكة، بعيداً قدر الإمكان عن صراخ الأطفال الصغار... من المؤكد أنني مهمومة أكثر، بشكل عام. لقد اكتسبت وزناً زائداً. انخفض اعتدادي بنفسي. بات من الممكن تشتيت ذهني وتثبيطي بسهولة. لقد تضاعفت كمية الكافيين التي أتناولها ثلاث مرات، ونادراً ما أشعر بحماس لممارسة التمارين الرياضية باستثناء تمديد الساقين البسيط، على الرغم من التغييرات التي طرأت على قواعد حالة الإغلاق".

لقد أظهرت الدراسات أن العبء الأثقل لمسؤوليات رعاية الأطفال، والأعمال المنزلية، وتعليم الأبناء في البيت أثناء الإغلاق العام الذي فرضته جائحة كورونا، يقع على عاتق النساء بغض النظر عما إذا كانت لديهن وظائف أو لا. وكذلك تسبّب إغلاق المدارس وتوقّف خدمات مقدمي رعاية الأطفال، في تفاقم عدم المساواة الموجودة أصلاً في توزيع هذه المهام بين بعض الأزواج.

تواجه ليز، وهي أم لطفلين تحت سن الخامسة، صعوبات في التأقلم خلال أزمة فيروس كورونا بسبب اضطرارها إلى التوفيق بين الأعمال المنزلية وتعليم ابنيها في البيت، وعملها معلمة مدرسة بدوام جزئي.

وتروي السيدة البالغة من العمر 36 سنة، التي سُرِّحَ شريكها مؤقتاً بأجر مدفوع، إنها تحاول التخطيط للانتقال إلى منزل جديد مع أنه أمر لا يمكن تأجيله بسهولة، فضلاً عن التنسيق والترتيبات المتعلقة بالتسوق والطبخ والتعليم المنزلي. وتضيف، "أعاني من الاستنزاف والإرهاق الذهني... أنا اجتماعية للغاية في العادة، لكنني لا أشعر بالميل إلى التواصل الاجتماعي عن طريق مكالمات الفيديو عند نهاية اليوم. إن فكرة التوفيق بين كل الأمور في ظل محدودية الاختلاط الاجتماعي، يمكنها أن تشعرك بالعزلة. لا يبدو من المناسب دائماً أن ننشر غسيلنا المتسخ، إذا جاز التعبير. وعندما يكون هناك كثيرون ممن يعانون أيضاً، أميل في بعض الأحيان إلى البوح بهذه المشاعر لشريكي وحده".

وجدت دراسة أجرتها "مجموعة بوسطن الاستشارية" أخيراً أن الأمهات في المملكة المتحدة مضطرات للعمل 31 ساعة إضافية أسبوعياً من الأعمال المنزلية أكثر مما كن يفعلن قبل الإغلاق الذي فرضه فيروس "كوفيد 19"، واثنتي عشرة ساعة في المتوسط من الأعمال المنزلية، أكثر من الآباء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحكي أليشا*، التي تعيش في لندن مع ابنتها (عمرها 3 سنوات) ، لـ"اندبندنت" إن حالة الطوارئ الصحية العامة ضاعفت عبء العمل المنزلي الذي تقوم به في البيت بـ"100 مرة".

وتضيف السيدة البالغة من العمر 29 عاماً وهي أم عزباء، "أنام ثلاث ساعات في الليلة خلال الشهر، أو الشهرين الماضيين... يرجع ذلك ببساطة إلى الإجهاد الناجم عن كل ما يحدث. عبء العمل موجود بالكامل. الروتين الذي كنت أتبعه مع ابتني ذهب أدراج الرياح. البقاء حبيسة المنزل طوال اليوم مع طفلة صغيرة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، أمر صعب. الحضانة التي كانت ترتادها ابنتي، مغلقة. لم يتسن لي وقت للنهوض بالتعليم المنزلي لأن لدي عملاً يجب إنجازه. ينص عقدي على العمل لمدة 35 ساعة في الأسبوع، لكنني أُنجِزْ حوالي 40 ساعة أسبوعياً، وفي بداية دخولي حالة الإغلاق، كنت أعمل من السابعة صباحاً إلى السابعة مساءً".

كذلك تشير أليشا التي تعمل في مجال الاتصالات الصحية، أنها كانت في البداية تخشى تراجع مستوى ابنتها بالمقارنة مع زملائها بسبب عدم تلقيها تعليماً في المنزل. وتضيف أن سماح موظِّفيها لها بالعمل من المنزل كان من حسن حظها، مبينة أنها كانت ستجبر على التخلي عن وظيفتها ما لم يسمح لها رئيسها باصطحاب طفلتها الصغيرة معها إلى مكان العمل.

وتضيف أليشا، "تَرَيْن على وسائل التواصل الاجتماعي أن الجميع ينهضون بأعباء التعليم المنزلي... أولئك الآباء المثاليون الذين يستطيع أطفالهم الصغار كتابة أسمائهم وقراءة الأبجدية بشكل عكسي. جعلتني الأزمة أشعر بالقلق أكثر. في البداية، انتابني شعور بالوحدة والعزلة. كما أن تدريب ابنتي على استخدام المرحاض خلال الإغلاق كان جنونياً. في البداية، نفدت الحفاظات من المحلات، ولم أتكمن من تخزينها بسبب عملي. واستمر ذلك  إلى حين فُرِض الإغلاق. عندما كنت أصل إلى المتجر، تكون البضائع كلها قد نفدت. لذلك، فكرت في تدريبها على استخدام المرحاض في تلك الحالة. كما أن شعوري بذنب الأم العاملة قد ازداد كثيراً خلال الإغلاق. عندما أكون موجودة في المنزل الآن، فأنا أعمل. في السابق كنت أقضي وقتاً أطول معها عند وجودي في البيت".

في شأن ذي صلة، شاركت الخبيرة الاقتصادية البروفسورة باربارا بيترونغولو في تقرير صدر حديثاً عن "كلية لندن للاقتصاد"، وتوصل إلى تَضَخّم إمكانية تدبّر النساء شأن التعليم المنزلي ورعاية الأطفال والأشغال المتعلقة بالمنزل برمته، حتى لو عمدن إلى موازنة ذلك مع وظائفهن.

وبحسب رأيها، "حتى قبل الأزمة، نهضت النساء بأعمال أكثر من الرجال... لم يكن الوضع متكافئاً تماماً. لكن خلال الأزمة، لا يمكن الاستعانة بمصادر خارجية لتأدية أجزاء من الأعمال المنزلية. إذ لم يعد هنالك من يأتي لينهض برعاية الأطفال أو خدمة التنظيف، وكذك لا مدارس مفتوحة أثناء الإغلاق. في بعض الأحيان، عندما يكون الوالدان متخصصين في نشاطين مختلفين وتحدث زيادة في الأعمال المنزلية على عاتق الأسرة، فإن الطرف الذي لديه عادة إنجاز تلك الأعمال يؤدي مزيداً منها. أنا واثقة من أن قسطاً كبيراً من الرضى عن الحياة قد انخفض ​​بالنسبة للأمهات والآباء. فحتى لو كنت شخصاً يستمتع برعاية الأطفال، فإن الاستمرار في ذلك لـ 12 ساعة في اليوم يشكّل مدة طويلة. لقد تغيرت تجارب الناس مع أشغال المنزل، بسبب الاضطرار إلى أداء الأعمال المنزلية والوظيفية تحت سقف واحد".

في المسار نفسه، تشير دانا دينيس سميث التي تدير شركة تضم في منصتها 2000 محام، إلى أنها تتحمل معظم الأعمال المنزلية والتعليم في البيت خلال الإغلاق، مع استمرارها في العمل بدوام كامل، ونهوضها بمسؤولية إدارة حملة.

وتضيف السيدة البالغة من العمر 44 عاماً (ولديها طفل في التاسعة)، "الحل الوحيد يتمثّل البدء في وقت مبكر جداً كالخامسة صباحاً... إن العبء ذهني أكثر. إنه يشبه عملك في وظائف عدة بدوام كامل في الوقت نفسه. أنا معتادة على العمل من المنزل. لكن عبء العمل متزايد. يمكنك إيجاد طريقة لموازنته نوعاً ما. إنه أكثر مما كنت أفعله في السابق بنسبة 100% في الأقل. يعتبر عدم السماح للإرهاق بأن يأخذ مداه، تحدياً دائماً. أعرف لماذا قد تكون حصص التمارين الرياضية على الإنترنت نافعة، لكنني غير قادرة على تحمّل مزيد من الجلسات عبر تطبيق "زووم"، كما أن التواصل المفرط بين الناس يبدو كأنه تعويض مفرط عن قيود أخرى مفروضة على الحياة".

 

في مسار مماثل، تشير الدكتورة إليزابيث هانون، نائبة رئيس تحرير"المجلة البريطانية لفلسفة العلوم"، إلى أن عدد المقالات التي تقدمها النساء إلى المجلة قد انخفض بشكل جذري خلال فترة الإغلاق، مُشيرة إلى أن ذلك الأمر لم ينطبق على الرجال.

وكتبت الدكتورة هانون في تغريدة نشرتها في أبريل (نيسان)، "عدد المقالات المقدمة إلى المجلة من النساء في الشهر الماضي كان ضئيلاً جداً. لم نشهد حالة مثل هذه من قبل على الإطلاق".

واستطراداً، أثارت تغريدتها سيولاً من الملاحظات كتبتها أكاديميات غاضبات اعترفن بأنهن يكافحن كي يوفقن بين رعاية الأطفال والاستمرار في أداء وظائفهن على أكمل وجه أثناء الإغلاق.

في نفسٍ مماثل، ترى سام سميثرز، الرئيسة التنفيذية لجمعية "فوسيت سوسايتي" [الخيرية التي تناضل من أجل حقوق المرأة والمساواة مع الرجل]، أنّ "أمهات الأطفال الصغار يشعرن بالضغط الناجم عن أداء الحصة الأكبر من أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر والتعليم المنزلي، فيما يحاولن أيضاً إنجاز أعمالهن المأجورة. ترى غالبية منهن أنهن يواجهن صعوبات في تغطية نفقاتهن، ويتعرضن لديون متزايدة نتيجة للوباء. من شأن زيادة كبيرة في إعانات الأطفال أن تؤدي دوراً مهماً في تخفيف الضغوط المالية عن الأشخاص الذين يديرون أسرهم".

في الإطار نفسه، يضيف جو ليفنسون، من منظمة "صندوق الشابات" [التي تناصر العدالة الاقتصادية للنساء الشابات]، "قبل بداية هذه الأزمة، أسهمت الشابات فعليّاً بما لا يقل عن 140 مليار جنيه استرليني سنوياً في اقتصاد المملكة المتحدة، عبر نهوضهن بأداء أعمال غير مدفوعة الأجر [كالأعمال المنزلية]. ليس ثمة شك في أن هذا الرقم قد قفز بشكل كبير مع قيام الآلاف منهن بالتوفيق بين وظائفهن، والتعليم المنزلي، ورعاية الآخرين".

* جرى تغيير اسمي ليز وأليشا لعدم رغبتهما في استخدام الأسماء الحقيقية.

© The Independent

المزيد من تقارير