Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفيات البريطانيين السود بكورونا ضعفا عددها لدى البيض

"مكتب الإحصاءات الوطنية" يظهر أن عوامل كالعمر والحرمان والعجز لا تفسر معدلات الموت بـ"كوفيد 19" في الأقليات العرقية إلا جزئياً

ارتفعت أصوات الملونين بالشكوى من ارتفاع ضحايا كورونا في صفوفهم (أ.ب.)

خلص تحليل جديد أجراه "مكتب الإحصاءات الوطنية" في المملكة المتّحدة، إلى أن الرجال والنساء من أصل أسود، من المرجّح أن يكون عدد الوفيات لديهم بسبب فيروس كورونا، أكثر بمرّتين مقارنةً بالأشخاص البيض.

وتظهر الدراسة، التي نُشرت الخميس، أنه بعد احتساب العمر والثروة وعوامل مثل الإعاقة، فإنّ خطر الوفاة بين الرجال والنساء السود الذين يصابون بمرض "كوفيد 19"، كان أكثر احتمالاً بـ 1.9 مرّة من الذكور والإناث البيض.

وتظهر دراسة "مكتب الإحصاءات الوطنية" ONS نتائج مماثلة بالنسبة إلى الرجال من جماعات عرقية مثل البنغلاديشية والباكستانية، الذين كانوا أكثر عرضةً للوفاة بـ1.8 مرّة من الذكور البيض. وفي ما يتعلّق بالنساء من الخلفيات العرقية نفسها، كنّ أكثر عرضةً لخطر الموت بـ1.6 مرّة.

وقال المكتب، "تظهر هذه النتائج أنّ الفارق بين المجموعات العرقية، في الوفيات الناجمة عن وباء (كوفيد 19)، يعود جزئياً إلى الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، وإلى ظروفٍ أخرى، لكن لم يتمّ شرح الجزء المتبقي من هذا الفرق حتى الآن". عند احتساب العمر فقط، كان الذكور والإناث من السود أكثر عرضةً للوفاة بنحو أربع مرّات بسبب داء "كوفيد 19"، مقارنة بالرجال والنساء البيض.

الدراسة تؤكّد المخاوف من أن جائحة فيروس كورونا ستؤدّي إلى تفاقم التفاوت في الوضع الصحي في جميع أنحاء المملكة المتّحدة. وأظهر بحث "مكتب الإحصاءات الوطنية" في الأسبوع الماضي أن الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا كانت احتمالات حدوثها مضاعفة في أكثر مناطق البلاد حرماناً. وزير الصحّة في حكومة الظلّ بحزب العمّال جوناثان أشوورث، دعا الحكومة إلى تكثيف الجهود الرامية إلى الحدّ من تأثير فيروس كورونا في المناطق الأكثر فقراً. وفي المقابل، رأت هيلين بارنارد من "مؤسسة جوزيف رونتري"  Joseph Rowntree Foundation أن "أرقام اليوم تُعدّ تذكيراً صارماً بأنه على الرغم من أننا جميعاً نجتاز العاصفة نفسها، فإننا لسنا كلّنا في القارب نفسه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت: "من المرجّح أن يعيش الأشخاص من أصول سوداء أو من خلفية الأقليّات الإثنية في مناطق محرومة، وأن يعملوا في وظائف منخفضة الأجر، لأنه لا يمكنهم العمل من المنزل. ونحن نعلم أن هذين العاملين يزيدان من خطر الإصابة بفيروس كورونا". ورجّحت بارنارد أيضاً أن "يعيش العمّال في مجتمعات السود والآسيويّين والأقليّات العرقية الأخرى، في منازل مزدحمة، ما يزيد من الخطر على أسرهم أيضاً. دخلنا في هذه الأزمة مع وجود ملايين من الناس الذين يحاصرهم الفقر، ونكافح ضدّ ارتفاع عدد حالات الأجور المنخفضة، والوظائف غير الآمنة، وتزايد تكاليف المعيشة". ورأت المسؤولة في "مؤسّسة جوزف رونتري" أنه "مع توقّع بنك إنجلترا الآن حدوث أعمق مرحلة ركودٍ مسجّلة في البلاد، يجب أن نسأل أنفسنا عن نوع المجتمع الذي نريد أن نعيش فيه بعد انكفاء فترة الفيروس. يجب أن لا يكون الأمر كذلك، كمجتمع يفتخر بالعدالة والرحمة، يمكننا، ويجب علينا القيام بعمل أفضل".

وفي المقابل، تابعت دراسة "مكتب الإحصاءات الوطنية" في المملكة المتّحدة الوفيات التي سبّبها وباء "كوفيد 19" ما بين الثاني من مارس (آذار) والعاشر من أبريل (نيسان)، مستخدمةً بيانات تعداد السكّان للعام 2011، من أجل حساب العوامل الاجتماعية والديمغرافية، وتحديد العرق بين الأشخاص الذين لقوا حتفهم. ولاحظت أن نسبة الوفيات التي حدثت بين المنحدرين من أصول عرقية بلغت 84 في المئة، في حين أن أكبر مجموعة أقلية عرقية كانت من السود، بحيث سجّلت نسبة وفيات بنحو 6 في المئة، وشكّل السكّان من أصول هندية قرابة ثلاثة في المئة من جميع الوفيات.

وأشار بحث "مكتب الإحصاءات الوطنية" إلى أن "الاختلافات في خطر الوفاة بسبب فيروس كورونا عبر المجموعات العرقية، قد تكون مدفوعةً بالاختلافات في الخصائص الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية للمجموعات". وذكر أن "الأدلّة الموجودة تشير إلى أن مجموعات الأقليات العرقية، تميل في معظمها إلى أن تكون أكثر حرماناً من نظيراتها من أصول بيضاء". وأضاف أنه "قد تكون الاختلافات في خطر الوفاة نتيجة مرض (كوفيد 19) عبر المجموعات العرقية، مرتبطةً بعوامل ديمغرافية واجتماعية واقتصادية، إضافةً إلى الملفّ الصحّي السابق للشخص. وقد ترتبط الاختلافات في هذه الخصائص، وما قد تنطوي عليه في الظروف الراهنة، باحتمال الإصابة أو بخطر الوفاة بمجرّد التعرّض للإصابة".

وفي التحليل الذي أجراه "مكتب الإحصاءات الوطنية" قام بأخذ المخاطر والعوامل في الاعتبار، بما في ذلك المنطقة، والتصنيف الريفي والحضري، والحرمان الذي يطاول المكان الجغرافي، وتكوين الأسرة، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والتأهّل الأعلى المحتمل، وتدبير شؤون المنزل، والصحّة أو الإعاقة. وتتخوّف دراسة "مكتب الإحصاءات الوطنية" من أن تكون بعض المجموعات العرقية عرضةً للخطر بسبب عوامل أخرى مثل وظائف أفرادها. وأشارت على سبيل المثال، إلى أن الأشخاص في المجموعة البنغلاديشية والباكستانية هم أكثر عرضةً للعمل في مجال النقل، وقد يكونون بالتالي أكثر تعرّضاً للإصابة بالعدوى. ويخطّط المكتب لدرس مخاطر المهن المختلفة في المستقبل.

وردّاً على تقرير "مكتب الإحصاءات الوطنية"، قال الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن "كلّ حالة وفاة بسبب هذا الفيروس هي مأساة. نحن ندرك أن هذا الفيروس يبدو مع الأسف أن له تأثيراً غير متناسب في الأشخاص من خلفيات سوداء، أو من أقليات عرقية أخرى".

وخلصت دراسة منفصلة أجرتها "كلية لندن الجامعية" UCL، إلى أن الأشخاص من أصول سوداء وآسيوية والأقليات العرقية الأخرى، هم أكثر عرضةً للوفاة بسبب فيروس كورونا بمرّتين أو ثلاث مرّات. ولاحظ العلماء أن خطر الموت كان أقلّ بالنسبة إلى السكان البيض في إنجلترا. فبعد احتساب المنطقة والعمر، كان خطر الموت بالنسبة إلى البريطانيين البيض أقلّ 12 في المئة من خطر الوباء على عموم السكّان، في حين كان خطر الموت نتيجة المرض على الإيرلنديين البيض بنحو النصف.

ويوضح المؤلّف المشارك ديلان ديفاكومار من "معهد الصحّة العامة" التابع لـ"كلية لندن الجامعية" UCL Institute for Global Health، أن "هذا العمل، بدلاً من كونه مساوياً، فهو يظهر أن معدّل الوفيات بسبب (كوفيد 19) هو أعلى لدى مجموعات السود والآسيويّين والأقليّات العرقية، بشكل غير متناسب". ورأى أن "من الضروري معالجة عوامل الخطر الاجتماعية والاقتصادية الكامنة، والحواجز التي تعترض الرعاية الصحّية التي تؤدّي إلى هذه المعدّلات غير العادلة من الوفيات". الدراسة نُشرت على موقع "أبحاث ويلكوم المفتوحة" Wellcome Open Research، واستخدمت في البحث بيانات هيئة "خدمات الصحة الوطنية" عن المرضى الذين أجري لهم اختبار (كوفيد 19)، وأتت النتيجة إيجابية، وتوفّوا على أثرها في مستشفيات إنجلترا، في الفترة الممتدّة ما بين الأول من مارس والحادي والعشرين من أبريل  هذه السنة.

© The Independent

المزيد من تحلیل